عين على القدس يسلط الضوء على مشاريع الإعمار الهاشمية في…

وقال مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عزام الخطيب التميمي، إن القدس ومقدساتها “أمانة هاشمية منذ أمد بعيد”، وهي جزء أصيل من عقيدتهم، والمساس بها خط أحمر، مشيرا إلى أن الهاشميين حافظوا على القدس وأحاطوها بعنايتهم على مر السنين.
وأضاف أن الهاشميين أولوا القدس والمقدسات اهتماما كبيرا من خلال مشاريع عمرانية مختلفة، وكذلك قدم الأردن وجيشه التضحيات الكبيرة في دفاعهم عن ثرى القدس، لافتا إلى أن دائرة الأوقاف الإسلامية ممثلة بموظفيها وحراس المسجد الأقصى وسدنته يعدون “الدرع الواقي” في حماية المسجد على مدار الساعة، خصوصا في هذه الأيام العصيبة، بسبب الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد، وقيام الاحتلال بإغلاق شوارع القدس وأسواقها بسبب المسيرة التي قام بها المتطرفون اليهود والتي يسمونها بـ “مسيرة توحيد القدس”.
وشدد التميمي على أن الأوقاف الإسلامية تحرص على أن لا تكون هناك أي خروقات وتجاوزات ضد المسجد الأقصى المبارك، كما تحرص على المحافظة على أبواب الأقصى أثناء هذه المسيرات.
وأضاف أن مديرية أوقاف القدس تقوم باطلاع الديوان الملكي الهاشمي ووزارة الأوقاف وجميع الجهات الرسمية في الأردن على جميع التطورات التي تحدث في المسجد الأقصى أولا بأول، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية أصدرت بيانا فوريا شديد اللهجة يدين هذه الاقتحامات.
وأوضح التميمي أن فترة الإعمار الذهبية في المسجد الأقصى المبارك بدأت منذ أن تولى جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، حيث شهدت هذه الفترة عددا كبيرا من مشاريع الإعمار في المسجد الأقصى المبارك، ومنها منبر صلاح الدين الأيوبي الذي تم تصنيعه في جامعة البلقاء التطبيقية بإشراف جلالة الملك، وتم إعادته لمكانه في المسجد الأقصى المبارك في 23 شباط 2007.
وكذلك المشروع المتكامل في ترميم السور الشرقي والسور الجنوبي والمدرسة الختنية في المنطقة الجنوبية من المسجد الأقصى المبارك، والذي استمر العمل عليها لسنوات، إضافة إلى استحداث مختبر لا مثيل له في الشرق الأوسط لترميم المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك في عام 2008 قبل أن تمنع سلطات الاحتلال دخوله إلى المسجد لأربع سنوات، ومن بعد ذلك تدخل الملك عبدالله شخصيا وتحمل على نفقته الخاصة جميع تكاليف وصول هذا المختبر إلى المسجد الأقصى.
وأشار الى أن هذا المختبر يعمل حاليا على ترميم المخطوطات النفيسة في المسجد، بعد تعيين 15 مختصا جامعيا لهذه الغاية، مضيفا أن من أهم المشاريع التي تمت في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، مشروع ترميم الفسيفساء الذي استمر العمل فيه لمدة 8 سنوات وكلف الملايين، حيث تم منذ عام 2008 إلى عام 2016 ترميم كل فسيفساء قبة الصخرة المشرفة، إلى جانب إعادة تأهيل شبكة الكهرباء في المسجد الأقصى المبارك كاملا وتوفير 3 مولدات كهرباء ضخمة.
كما تم تبليط 4000 متر ضمن مشروع كبير في ساحات المسجد، وإعادة تأهيل المتحف الإسلامي وافتتاحه في عام 2008.
ولفت الى أنه تم الانتهاء من ترميم 16 رواقا في المصلى المرواني، وترميم قنوات المياه على سطحه، إضافة الى إنارة جزء كبير من قبة الصخرة المشرفة من الخارج وتصفيح قبة السلسلة المجاورة لها بالرصاص، وإنشاء وحدة إطفاء كاملة في المسجد الأقصى المبارك بإشراف كامل وتدريب من الدفاع المدني الأردني، وترميم الآبار الخاصة بالإطفاء.
وقال التميمي إن من المشاريع المهمة التي تمت في عهد الملك عبدالله الثاني مشروع ترميم مكتبة المسجد الأقصى المبارك، والتي تشتمل اليوم على فرعين وتحوي أكثر من 300 ألف كتاب، وتقوم بتنظيم العديد من الأنشطة الثقافية والاجتماعية، وتعج بالوافدين إليها من الباحثين والطلبة بشكل يومي، لافتا إلى أن جلالة الملك قام برفع رواتب موظفي الأوقاف الإسلامية في القدس، وزيادة عددهم.
من جهته، قال مدير الوعظ والإرشاد في المسجد الأقصى المبارك، الدكتور خالد رياض العيساوي، إن المسجد الأقصى كان جامعة علمية على مر العصور، ومنارة للعلم والعلماء، مشيرا إلى أن مديرة الأوقاف تقوم بتهيئة المكان من ناحية عمرانية وإيمانية.
ونوه إلى أن شؤون المسجد الأقصى المبارك تدار بواسطة مديرية أوقاف القدس التي تعمل تحت مظلة وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في الأردن، والتي تعمل بمتابعة حثيثة من قبل الوصاية الهاشمية، التي تسعى بشكل مستمر إلى الحفاظ على الطابع الإسلامي في المسجد الأقصى المبارك، من خلال الحرص على إقامة الصلوات والدروس والنشاطات الدينية فيه، خصوصا في المناسبات الدينية كشهر رمضان الفضيل والأعياد الدينية، إلى جانب حرصها ودأبها على تهيئة المسجد لاستقبال المصلين من الناحية العمرانية وتوفير كل ما يلزم لرفع جاهزية المسجد لاستقبال اكبر عدد ممكن من الزوار، بالرغم من الصعوبات والمضايقات والعقبات التي يضعها الاحتلال دائما للحيلولة دون ذلك.