قصص تدمي القلوب.. من هم المتوفون بحادث العدسية ؟
الإخباري- ليلى القرشي
خيم الحزن على مواقع التواصل بعد وفاة 5 أشخاص بحادث سير مروع على طريق البحر الميت -نزول العدسية يوم الأربعاء الماضي .
وروى اقاربهم لـ ” الإخباري” تفاصيل مؤلمة، منهم من كان يترقب زفاف ابنه، واخر المعيل الوحيد لعائلته ، واخرى تطمح بإكمال دراستها والترقي بعملها .
السيدة لارا اكرم قطامي 44 عاماً ، احدى ضحايا الحادث الاليم ، قال شقيقها انها درست الصيدلة وكانت تعمل بدولة الامارات، وتتلقى دورات دراسية لتتطور بتعليمها في بريطانيا واتت الى اردن بعزاء والدها الذي توفي بشهر 12 وبقيت بالاردن ، واكد انها يوم الحادث نزلت لارا ظهراً برحلة سياحية بمركبتها وفور عودتها الى عمان شاء القدر ان تكون من ضمن ضحايا الحادث .
وبنبرة موجعة وصف شقيقها معاناة والدته بعد وفاة اخواته الثلاث، والتي توفيت احداهم بحادث سير بعام 1985 ، والاخرى بمرض السرطان بعام الـ 2018 ، واخرهم لارا ليغيبها الموت بحادث العدسية مساء الاربعاء قائلا : “لم تستطع امي حتى حضور العزاء عدا عن فقدانها لزوجها اواخر العام الماضي”.
وتم دفن لارا أمس السبت وفتح بيت عزاء لها بعمان .
في قصة مؤثرة اخرى ، الشاب عمر حمودة جبريل حسونة ٢٤ عاماً ، قال ابن عمته لـ ” الاخباري” ان عمر لديه ٣ اشقاء وثلاث شقيقات وانه المعيل لاسرته بعد وفاة والده حيث يعمل على مركبة شحن من العقبة واليها .
وفي يوم الحادث اكد ابن عمته ان عمر كان يستقل مركبة اجرة و٣ اخرين عائدين من العمل لمنزلهم اذ كان حسونة على تواصل مع شقيقه على الهاتف حين انقلبت حمولة الشاحنة على المركبة والتي تسببت بوفاته وتم دفنه الخميس وفتح بيت عزاء له في عمان .
يوسف احمد المساعفة ٤٩ عاماً – ويعمل سائق شاحنة ، كان ايضاً من بين ضحايا الحادث الذي ازعج كل الاردنيين، وهو متزوج ولديه ٤ ابناء و ابنتين اكبرهم بعمر ال ٢٢ عاما.
واكدت شقيقته انه يوم الحادث كان يوسف عائداً من عمله برفقة صديقه بمركبتهم الى عمان لرؤية اسرهم ولكن شاء القدر ان يتوفوا جراء تدهور الشاحنة والذي تسبب بوفاته على الفور .
وقالت شقيقته وقلبها يعتصره الألم ان يوسف الذي تم دفنه والصلاة عليه يوم الخميس كان ينتظر بفارغ الصبر ليزف ابنه عريساً بعد 3 شهور.
ومن بين ضحايا الحادث كان السيد معن سعيد حياصات والذي نعاه العديد على مواقع التواصل مستذكرين اخلاقه الحميدة وحسن سيرته .
وكان قد استذكر معن رحيل والدته بمنشور سابق له قبل دخول شهر رمضان عبر حسابه الخاص في فيسبوك بكلمات تدمي القلوب قائلا :” أقترب رمضان يا امي وأنا من الفاقدين وأنتِ من المفقودين رحمكِ الله بقدر شوقي لك ودمت بنعيم الله حتى نلتقي .. أستودعتك الله حتى أعانقك في نعيم لا يفنى دمتِ في حنايا صدري وبين أضلعي اللهم اغفر لامي وارحمها واسكنها فسيح جناتك يارب العالمين ” ليلحق بها ويتم دفنه والصلاة عليه الخميس وفتح بيت عزاء له في مسقط رأسه السلط .
نادر حلمي صب لبن 57 عاماً ، يعمل سائق شاحنة ، من بين القصص الحزينة التي شاءت الاقدار ان تجتمع بحادث العدسية ، فهو أب لاثنين ابناء وثلاثة بنات اصغرهم بعمر الـ 16 عاما ً واكبرهم 30 عاماً.
واكد زوج ابنته في حديث لـ ” الاخباري” ان نادر في يوم الحادث كان عائداً من عمله برفقة شقيقه و4 آخرين من زملائه وفور عودتهم من عملهم شاء القدر أن يتوفى نادر ويصاب شقيقه والاخرين اصابات خطيرة وكسور اذ اكد ان شقيقه ما زال يقطن في العناية المركزة .
وتابع بقلب يعتصره الالم ان نادر كان يستعد لخطوبة نجله خلال الايام المقبلة ولكن شاء القدر ان يتوفى قبل ذلك .
وتستمر حوادث السير القاتلة تخطف المزيد من احبابنا في كل يوم ، ترافقها دعوات مستمرة من مختلف الجهات بتشديد الرقابة على الممارسات والقيادة الخطرة ، والقيادة بتمهل .
رحم الله جميع المتوفين والهم اهلهم الصبر والسلوان .