اخبار الكويت

القطاع الخاص… رافعة أساسية لتحقيق مستهدفات «كويت جديدة»

– محمد المزيني:

– خطة 2035 تستهدف رفع نسب التكويت في القطاع وتشديد العقوبات  على المخالفين

– تحديات تواجه «التكويت» بينها نقص التخصصات الفنية وعزوف الخريجين عن القطاعات الصناعية

– مهند الصانع:

– استدامة التدفقات النقدية عززت متانة القطاع الخاص وقدرته على مواجهة الأزمات

– القطاع الخاص يرسخ موقعه شريكاً محورياً  في جذب الاستثمارات وتنمية النشاط التجاري

– محمد رمضان:

– حصر وظائف المواطنين بالقطاع الخاص وتنظيم سلم الرواتب ضرورة للتوازن

– 80 في المئة من الكويتيين يعملون في القطاع الحكومي بسبب الأمان الوظيفي

يمثّل القطاع الخاص رافعة أساسية في مسار التنمية الحديثة، إذ يتحرك بتناغم مع القطاع العام، لقيادة عجلة النمو الاقتصادي، وتحقيق مستهدفات رؤية «كويت جديدة 2035»، التي تقوم على إشراك الكفاءات الوطنية بما يرسّخ مفهوماً للتنمية المستدامة يقوم على الشراكة وتوزيع الأدوار.

وتتجلّى مرتكزات الخطة الوطنية في بناء بنية تحتية متطورة تُحسّن جودة الحياة للمواطنين، وتؤسس لتحول إستراتيجي شامل يضع الكويت على مسار تنافسي إقليمي وعالمي.





النائب الأول مستقبلاً وزير الدفاع اللبناني

ولا تقف هذه التحولات عند حدود توسعة المطارات وتطوير الموانئ والجسور، بل تمتد لتشمل تهيئة بيئة استثمارية جاذبة، تفتح المجال أمام القطاع الخاص ليكون شريكاً فاعلاً في التمويل والتنفيذ، بما يخفف الأعباء عن الميزانية العامة ويعزز الاستدامة الاقتصادية.

ويأتي ذلك إدراكاً لأهمية تمكين القطاع الخاص من أداء دور محوري في تنويع مصادر الدخل وخلق فرص عمل نوعية للكويتيين وتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني على المستويين الإقليمي والدولي.

ويشكل «التكويت» أحد المفاتيح الرئيسة لضمان دمج الكفاءات الوطنية في سوق العمل الخاص بما يحقق التوازن بين متطلبات السوق وأهداف التنمية الوطنية.

وقال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في الهيئة العامة للقوى العاملة، محمد المزيني، لوكالة «كونا»، أمس الأربعاء، إن هناك عدداً من الأهداف النوعية والكمية لزيادة نسبة الكويتيين في القطاع الخاص، ضمن خطة 2035، منها إقرار تشريعات لرفع نسب التكويت في القطاع الخاص مثل قرار نسب العمالة الوطنية مع تغليظ العقوبات على مخالفة هذه النسب.

وأضاف المزيني أن الأهداف تشمل أيضاً قصر بعض المسميات والمهن على العمالة الوطنية، وإعداد وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة لتأهيل الكوادر الوطنية، وكذلك رفع رسوم استقدام العمالة الوافدة في التخصصات التي يتوفر فيها الكادر الوطني.

وأوضح أن هناك تحديات عدة أمام سياسة «التكويت» في القطاعات غير الحكومية، منها حاجة بعض الشركات إلى تخصصات نادرة أو غير متوفرة محلياً، مثل مهن التأمين والاستثمار والفندقة، وكذلك فرق ساعات العمل بين القطاعين، ما يعزز التوجه نحو القطاع الحكومي الذي تكون فيه ساعات العمل أقل.

وذكر أن من بين التحديات أيضاً الأمان الوظيفي الذي يوفره القطاع الحكومي، مقارنة بالقطاع الخاص، والامتيازات الممنوحة مثل الإجازات المرضية وإجازة الأمومة وإجازة مرافق مريض، إلى جانب ارتفاع معدلات التسرب الوظيفي للعمالة الوطنية خلال أول ثلاث سنوات من التوظيف، ولجوء بعض الشركات إلى توظيف عمالة وطنية صورياً لاستيفاء النسبة القانونية من دون إنتاجية فعلية.

ولفت إلى نقص في المخرجات التعليمية الفنية والتقنية، مع تركز معظم الخريجين في التخصصات الإدارية، وكذلك عزوف الخريجين عن العمل في القطاعين الصناعي والفني لأسباب اجتماعية وثقافية.

تعديل المناهج

وعن سلم الأجور بين القطاعين العام والخاص وتعديل سياسات دعم العمالة، ذكر المزيني أن «القوى العاملة» رفعت مشروع مرسوم بقانون لتعديل المادة 63 من قانون العمل رقم 6 لسنة 2010، لتحديد الحد الأدنى للأجور كل خمس سنوات كحد أقصى، بالاستناد إلى معدلات التضخم وبالتشاور مع الجهات المعنية.

وأضاف أن الهيئة رفعت أيضاً دراسة لمجلس الوزراء تهدف إلى تشجيع العمل في القطاع الخاص، وزيادة مبالغ دعم العمالة الوطنية.

وأشار إلى الدور المهم الذي تؤديه مؤسسات التعليم والتدريب المهني في تزويد السوق بالكفاءات الوطنية وإبراز الفرص والمزايا في القطاع الخاص.

وشدد على ضرورة تعديل المناهج وتكثيف الأنشطة المدرسية والجامعية وتنظيم حملات إعلامية ومحاضرات توعوية، وإلزام الطلبة بالتدريب الميداني في شركات القطاع الخاص قبل التخرج، لصقل مهاراتهم وتشجيعهم على العمل فيه.

وكشف عن أن الهيئة رفعت مقترحاً لمجلس الوزراء يتضمن منح مزايا تحفيزية للقطاع الخاص، لتشجيعه على استحداث فرص عمل للعمالة الوطنية، كما خصصت إدارة علاقات العمل المعنية بحل النزاعات العمالية وضمان حقوق العمال وأصحاب العمل، وحماية الموظفين الكويتيين في القطاع الخاص من الفصل التعسفي.

جدارة

من جهته، تحدث عضو مجلس إدارة هيئة تشجيع الاستثمار المباشر مهند الصانع، عن الدور المحوري والديناميكي الذي يؤديه القطاع الخاص في دعم الاقتصاد، مؤكداً أن القطاع يؤدي منذ ستينيات القرن الماضي دوراً محورياً في تأسيس قاعدة قوية تدعم النشاط التجاري في الدولة.

وقال الصانع إن استدامة التدفق النقدي والنمو التشغيلي كان لهما أثر كبير على قوة هذا القطاع، الذي أثبت جدارته في مواجهة الأزمات المالية العالمية.

وأوضح أن القطاع المصرفي والخدمات المالية والوساطة أسهمت في توفير البدائل التمويلية والمنتجات الاستثمارية وضمان سلامة الحركة النقدية وكان لها دور رائد في تنمية الاستثمارات.

وأشار الصانع إلى أن تنظيم هذا القطاع ورقابته من قبل مؤسسات مالية حكومية مثل البنك المركزي وهيئة أسواق المال عزز الثقة وأسهم في ترقية بورصة الكويت إلى مصاف الأسواق الناشئة وجذب الاستثمارات الأجنبية.

الأمان الوظيفي

أما الخبير الاقتصادي المستشار السابق لوزير المالية محمد رمضان، فأوضح أن هيكل الرواتب والتباين بين القطاعين العام والخاص لم يعد السبب الرئيسي لتوجه المواطنين نحو القطاع الحكومي كما كان في السابق، وإنما الأمان الوظيفي الذي يوفره هذا القطاع حيث يعمل فيه نحو 80 في المئة من الكويتيين.

وأضاف رمضان أنه لتحقيق التوازن يجب حصر الوظائف المتاحة للمواطنين في القطاع الخاص وتنظيم سلم الرواتب فيه وربط رسوم استقدام العمالة الوافدة بعدد الموظفين الأجانب، بما يجعل توظيف الكويتيين خياراً اقتصادياً أفضل للشركات.

وأشار إلى أن هذه الرسوم التي تحصلها الدولة يمكن إعادة توجيهها لتدريب وتأهيل القوى العاملة الوطنية لتكون أكثر كفاءة وأقل تكلفة على الشركات ما يوسع من فرص توظيفها في مختلف المجالات.

شباب الكويت مؤهلون لمواكبة التطور الاقتصادي

قال الصانع إن القطاع العقاري التجاري والاستثماري والترفيهي، له دور مهم في التنمية العمرانية وجعل الكويت وجهة سياحية لمواطني دول مجلس التعاون، مؤكداً أن قطاعات الصناعة والخدمات والاتصالات والقطاع الطبي والتعليمي، تمثل أدواراً مكملة لتوفير الاحتياجات الرئيسة للدولة والمستهلكين.

وأكد أن الجيل الحالي والقادم من الشباب الكويتي قادر على إدارة القطاع الخاص ومواكبة التطور الاقتصادي والتكنولوجي، بما يهيئه لقيادة هذا القطاع ليكون لاعباً أساسياً ومحركاً رئيساً لخطة الكويت للتنمية، ومؤهلاً للمساهمة في مشاريعها وخلق الوظائف وتكويتها وتقليل بند الرواتب في الميزانية العامة للدولة.

إجراءات لزيادة نسبة التكويت

شدد رمضان على أهمية دراسة سوق العمل، وتوفير برامج تدريبية مناسبة بأسعار معقولة، يمكن أن ترعاها الشركات لموظفيها المواطنين، لتحقيق فائدة مزدوجة للموظف والشركة.

وتوقع أن يكون لتكويت القطاع الخاص أثر محدود، إذا لم ينفذ بأسلوب مدروس، لكنه إذا طُبّق جيداً فلن يؤثر سلباً على إنتاجية القطاع، مؤكداً الحاجة لتطبيق إجراءات وبرامج عملية لزيادة نسبة التكويت في القطاع الخاص.

5 تحديات تواجه «التكويت»

1 ـ الحاجة إلى تخصصات غير متوفرة محلياً2 ـ فرق ساعات العمل بين القطاعين3 ـ الأمان الوظيفي الذي يوفره القطاع الحكومي4 ـ نقص المخرجات التعليمية الفنية والتقنية5 ـ العزوف عن العمل في القطاعين الصناعي والفني

4 أهداف لزيادة «التكويت»

1 ـ تغليظ العقوبات على مخالفة قرار نسب العمالة الوطنية2 ـ قصر بعض المسميات والمهن على العمالة الوطنية3 ـ إعداد وتنفيذ برامج تدريبية متخصصة لتأهيل الكوادر الوطنية4 ـ رفع رسوم استقدام الوافدين في تخصصات يتوفر فيها الكادر الوطني