«معرض الكويت للكتاب»… قطعة من عُمان

في أمسية فنية تعبر عن حب سلطنة عمان الشقيقة، ضيف شرف معرض الكويت الدولي الـ48 للكتاب، افتتح وزير الإعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب، رئيس المحلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، عبدالرحمن المطيري، المعرض بحضور وزير الإعلام بسلطنة عمان الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي، وعدد كبير من الدبلوماسيين والمثقفين.
واعتبر المطيري، خلال حفل الافتتاح مساء اليوم في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، أن معرض الكويت الدولي للكتاب تظاهرة تمثل عنواناً راسخاً للحراك الثقافي في دولتنا الغالية وتجسد ارتباط الإنسان الكويتي بالعلم والمعرفة والفكر منذ نشأة الدولة الحديثة.
وقال «يشرفني ويسعدني أن أقف بينكم اليوم ممثلاً عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله راعي هذا الحدث الثقافي الكبير لإفتتاح الدورة الثامنة والأربعين من معرض الكويت الدولي للكتاب، هذه التظاهرة التي تمثل عنواناً راسخاً للحراك الثقافي في دولتنا الغالية وتجسد إرتباط الإنسان الكويتي بالعلم والمعرفة والفكر منذ نشأة الدولة الحديثة».
وأضاف إن «هذا المعرض الذي ينظمه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يؤكد مكانة الكويت الثقافية الرائدة وحرصها الدائم على أن تكون منبراً مفتوحاً للحوار والإبداع وملتقى للفكر والكتاب والناشرين من مختلف الدول ليظل هذا الحدث ساحة تزدهر فيها الكلمة ويتجدد فيها الوعي وينهض منها الإبداع».
وأشار المطيري إلى أن «تحظى الثقافة في دولة الكويت برعاية سامية من حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله الأحمد الذين أولوا الثقافة والمثقفين مكانة مميزة تقديراً لدورهم في ترسيخ القيم الوطنية وتعزيز روح الانفتاح والإبداع في مسيرة التنمية الإنسانية المستدامة».
وأضاف «نرحب بسلطنة عمان الشقيقة ضيف شرف هذه الدورة بما تمثله من إرث ثقافي وتاريخ أدبي وإنساني أصيل في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد ـ سلطان سلطنة عمان، وبما تضيفه مشاركتها من ثراء معرفي وإبداعي يعكس عمق العلاقات الأخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين ويعزز التعاون الثقافي المشترك بين مؤسساتنا في مختلف مجالات الفكر والفن والآداب».
ولفت المطيري، «يسعدنا في هذا المقام أن نحتفي بتكريم شخصية هذه الدورة الأستاذ محمد بن الزبير ـ المستشار المتقاعد لجلالة السلطان لشؤون التخطيط الاقتصادي ومؤسس مؤسسة بيت الزبير، تقديراً لمسيرته الحافلة وعطائه الكبير في خدمة الثقافة والمعرفة، فقد كان وما يزال أحد أبرز الرموز الذين أسهموا في تعزيز الهوية الثقافية العمانية وتوثيق موروثها الفكري والأدبي عبر مبادرات رائدة ومشاريع نوعية جعلت من بيت الزبير منارة للتراث ومركزاً للإبداع والبحث والتأريخ».
وبين أن «إختيار الأستاذ محمد بن الزبير اليوم هو تعبير عن إعتزازنا بشخصيات عربية أغنت المشهد الثقافي وأسهمت في ترسيخ قيم الجمال والمعرفة، وهو تقدير مستحق لمسيرة ملهمة جمعت بين الحكمة والخبرة والرؤية التي تؤمن بأن الثقافة أساس البناء والتنمية».
وأضاف «إن شعار هذه الدورة»وطن الكتاب عاصمة الثقافة” يحمل رسالة عميقة بأن الكويت كانت وستبقى بيتاً للثقافة ومقراً للفكر الحر ومنارة عربية تحتفي بالكتاب وتكرم المعرفة وتؤمن بأن التنمية تبدأ من الفكرة وأن النهضة تصنعها الكلمة الصادقة والعقل المستنير.
وقال إن معرض الكويت الدولي للكتاب يمثل دعوة للحوار والتفاعل والتجديد ونافذة يتلاقى فيها المبدعون والقراء وتتقاطع فيها الرؤى والتجارب وتترسخ فيها قيم التواصل الإنساني والفكري بين الشعوب”.
وتابع «إن أبناءنا هم الثروة الحقيقية وعماد المستقبل ومن واجبنا أن نغرس فيهم حب الكتاب وأن نوفر لهم بيئة ثقافية تحفزهم على البحث والتفكير والإبداع ليكونوا قادرين على مواصلة مسيرة التنوير والبناء بروح واعية ومسؤولة»، مردفا «و إننا في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب نواصل العمل لترسيخ ثقافة القراءة ودعم الإبداع الوطني وتبني المبادرات التي تفتح أمام الشباب آفاقاً جديدة للإنتاج والتعبير بما يواكب التطورات المعرفية والتحولات الرقمية ويجعل من الكويت مركزاً نابضاً للثقافة في المنطقة».
وتوجه المطيرس بالشكر والتقدير إلى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب والقائمين على تنظيم هذا المعرض على جهودهم المخلصة، كما أشكر دور النشر والمؤلفين والمبدعين من داخل الكويت وخارجها على مشاركتهم الفاعلة التي تثري هذا الحدث الثقافي الكبير، سائلاً المولى عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه خير وطننا الغالي الكويت وأن يديم عليها نعمة التطور والازدهار.
من جانبه، قال وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة في عمان سعيد بن سلطان البوسعيدي، «نحتفي اليوم في وطن الكتاب وعاصمة الثقافة والإعلام العربي لهذا العام (دولة الكويت الشقيقة ) التي شرفنا باختيار سلطنة عمان ضيف شرف معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته ال 48، حيث تجسد هذه المشاركة عمق العلاقات الأخويةالممتدة بين البلدين، وتؤكد على مفهوم الهوية التاريخية والثقافية والفكرية بين دول الخليج العربية وبين أبنائها من روابط اجتماعية وفكرية مشتركة».
وأضاف «يشرفنا اليوم في هذا الصرح الثقافي أن تكون سلطنة عمان جزءا من هذا الحدث الفكري الأبرز، تطل فيه بمختلف مفرداتها الثقافية ومنجزها الفكري والأدبي والفني، وتأتي هذه المشاركة لتعكس التفاعل الثقافي والتاريخي بين البلدين الشقيقين من خلال الفعاليات التي ستنفذ طوال أيام المعرض، ومن خلال المنجز والإنتاج الفكري العماني الذي سيتوفر في أروقة وأرفف المعرض، مؤمنين بما يمكن أن تحققه معارض الكتاب في رفع الوعي الجمعي، ومد جسور الوصل الثقافي في أقطار العالم كافة، ومعولين كذلك على دور معارض الكتاب الخليجية و إسهامها في ترسيخ مفهوم الهوية وتعميق الوحدة الخليجية من خلال المفردات الثقافية المختلفة».
واختتم البوسعيدي، «نتقدم بالشكر لدولة الكويت الشقيقة حكومة وشعبا على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وفبض المحبة التي ستبقى مابقي الإنسان العماني والكويتي على مر التاريخ».
