نجم سهيل يظهر في المنطقة فجر السبت مؤذناً بانحسار الحرارة وتحسن الأجواء
مع بزوغ فجر الرابع والعشرين من أغسطس كل عام يستبشر أبناء الجزيرة العربية والمناطق القريبة منها برؤية «نجم سهيل» الذي يحمل مع ظهوره ملامح انحسار درجات الحرارة وبدء تحسن الأجواء وبداية الموسم الزراعي.
وفي فجر ذلك اليوم يبدأ نجم سهيل بالظهور في النصف الجنوبي من الجزيرة العربية لذا يسمى في بعض الأحيان بالسهيل اليماني فيما يتأخر ظهوره ورؤيته في الكويت عدة أيام بسبب الموقع الجغرافي وميل ذلك النجم إلى الجنوب.
ويتداول الكويتيون أمثلة عدة عن ذلك النجم فيقولون «دلق سهيل» إذا ظهر في السماء و«إذا دلق سهيل لا تأمن السيل» للإشارة إلى انتهاء فصل الصيف ودخول موسم الأمطار و«إذا دلق سهيل تلمس التمر بالليل» للتعبير عن اكتمال نضوج التمر عند طلوع سهيل.
ويعتبر نجم سهيل من أكثر النجوم التي اهتم بها العرب خلال مراقبتهم النجوم ورصدها وتصنيفها وتسميتها لأنه يشير إلى انكسار حدة القيظ وبدء موسم الفلاحة والزراعة وهطول الأمطار ودونوا ذلك في اشعارهم التي خلدت في دواوين عدد كبير من الشعراء.
وأطلق العرب اسم سهيل التي تعني الوسيم والنبيل واللامع على ذلك النجم الدري الأبيض نظرا لأنه يعتبر ثاني ألمع نجم في السماء بعد نجم الشعرى اليمانية إذ يبلغ مقدار لمعانه 0.7 ويزيد سطوعه على الشمس 16 ألف مرة فضلا عن كونه في مقدمة المجموعة التي تدعى السفينة النجمية.
ويبعد نجم سهيل عن الأرض نحو 309 سنوات ضوئية وقطره أكبر من قطر الشمس بنحو 42 مرة ويعد أحد النجوم العملاقة اللامعة في مجرة درب التبانة ولا يمكن مشاهدته في الدول التي تقع على خط عرض 38 درجة شمالا وأكثر في حين أنه يشاهد طوال السنة في الدول التي تقع جنوب خط الاستواء.
ومع ظهور ذلك النجم تبدأ فترة جديدة من فترات فصول السنة إذ يتزامن معها تراجع عدد ساعات النهار وتراجع زاوية سقوط الشمس فيصبح الطقس أكثر اعتدالا في الفترات المتأخرة من الليل والفجر بسبب وجود الأرض في موقع حول الشمس أثناء دورتها السنوية ما يجعل ميلان الشمس أكثر على نصف الكرة الشمالي.
وينقسم نجم سهيل الذي يبلغ عدد أيامه 52 يوما الى أربع منازل تبدأ بـ«الطرفة» ومدتها 13 يوما ويصبح معها الطقس لطيفا ليلا مع بقاء الحرارة في ساعات النهار ثم منزلة «الجبهة» التي تمتد 13 يوما ويبرد الليل فيها ويتحسن الطقس نهارا ثم منزلة «الزبرة» التي تستمر 13 يوما وتزداد فيها برودة الليل وأخيرا منزلة «الصرفة» التي تمتد 13 يوما وسميت بذلك لانصراف الحر عند طلوعها.
وتسمى المواسم المعروفة فلكيا وفقا للحساب الشمسي بداية من طلوع «سهيل» لتكون 14 موسما خلال ما يعرف باسم «السنة السهيلية» وهي: «سهيل – الوسم – المربعانية – الشبط -العقارب -الحميم -الذرعان -الكنة – الثريا -التويبع -الجوزاء الأولى -الجوزاء الثانية -المرزم – موسم الكليبين» ويتم من خلال مطالع النجوم تحديد بداية تلك المواسم ونهايتها.