تكنولوجيا

آبل تنوي إعادة تشكيل عائلة الآيباد لتقليل حيرة المستهلكين أثناء الشراء

رداً على ارتباك المستهلكين والتطورات في المشهد التقني؛ تتخذ أبل الآن خطوات لتبسيط تشكيلة الآيباد، ومن المتوقع أن تبسط الشركة ما تعرضه من هذه المنتجات خلال العام القادم 2024 وفقاً لما ذكره الصحفي الموثوق مارك جورمان في تقريره الأحدث عن تطورات آبل المنشور عبر وكالة بلومبرج الإخبارية.

قبل عشر سنوات كانت تشكيلة أجهزة الآيباد بسيطة نسبياً إلى يومنا هذا، حيث كانت تتميز بوجود نموذجين رئيسيين فقط – الآيباد والآيباد ميني، لكن مع مرور الوقت قدمت أبل مجموعة متنوعة من الخيارات بهدف تلبية متطلبات مختلفة لخدمة نطاق أوسع من المستهلكين، وقد أدى التعقيد المتزايد في عائلة الآيباد إلى ارباك أذهان بين المستهلكين حين تقريرهم شراء جهاز من تلك المجموعة.

استراتيجية أبل كانت تهدف لزيادة اتساع عائلة الآيباد لتشمل موديلات مختلفة لأغراض مختلفة، فأتى الآيباد العادي ومن بعده الميني (النسخ الأقل تكلفة في وقتنا هذا)، ثم أتت موديلات الـ Air عالية المستوى، وما أعلاها نجد النسخ الأكثر قوة – الـ “Pro”، وكان الهدف من تنويع الآيباد بهذا الشكل هو الحفاظ على زخم الآيباد الذي بدأ عندما تم إطلاقه لأول مرة في عام 2010، لكن هذا التحول الاستراتيجي سبب أزمة للشركة، حيث أدى إلى حيرة بالنسبة للمستخدمين؛ لتواجد العديد من الموديلات والأجيال المتشابهة مع اختلافات تدفع المستهلك للبحث ومحاولة الفهم لمعرفة أفضل خيار له، حيث تقدم أبل خمسة موديلات رئيسية من الآيباد: الآيباد Pro، الآيباد Air، الآيباد Mini، والجيلين التاسع والعاشر من الآيباد العادي. تتميز بعض هذه المنتجات بفروقات طفيفة في أحجام الشاشات والميزات، مما يجعل من الصعب على المستهلكين تحديد النموذج المناسب لاحتياجاتهم، من ثم تظهر للمستهلك دوامة الأسعار التي ينجذب لها دون عمد، والتي يمكن توضيحها سريعاً بالمثال الآتي:

يزيد حجم نسخة الـ iPad Pro الصغيرة (الـ 11 بوصة) قليلاً عن الـ iPad Air مع اختلافات طفيفة لا تذكر بالنسبة لمعظم المستخدمين، وقد تفضل شراء الـ “Air” لتوفير ميزانيتك، لكن المشكلة تأتي عندما تجد أن المساحة الخاصة بالنسخة المبدئية من تبلغ 64 جيجابايت فقط؛ فتقرر ترقيته للحصول على 256 جيجابايت من الذاكرة الداخلية، هنا ستجد أنه سيكلفك 750 دولاراً – أي أقل بقليل من الحصول على الـ iPad Pro ذي الكاميرا الأفضل وقدرات النقل الأسرع؛ فتقرر الحصول على الـ “برو” كخيار أفضل لعمر أطول، لكن تجد أنك عدت لنقطة الصفر، حيث سيأتيك الـ iPad Pro بسعة 64 جيجابايت وستضطر ايضاً إلى ترقيتها لـ 256 جيجابايت، وحينها ستجد أنك قد اقتربت من النسخة الأكبر منه ذات الشاشة الأفضل، فستعيد نفس الدوامة حتى تصل إلى قرار شراء جهاز لم تكن تنوي شراؤه من الأساس، والاسوأ من ذلك أنك قد تكن في هذه اللحظة لا تملك ما يكفي لشرائه، فستعود مرة أخرى إلى خيارك الأصلي – شراء الـ iPad Air كما كنت تريد في البداية، لكن حينها ستجد أن الجيل العاشر من الـ iPad العادي مشابه جداً له مع وفر 150 دولار، فتقوم بسؤال نفسك: “ما الفرق يا تُرى؟”، فتبدأ بالبحث عن الفروقات والمزايا؛ لتعود إلى نفس الدوامة في الجهة المعاكسة. 

ما سبق لم نذكر فيه قرار شراء قلم “Apple Pencil” للآيباد وكم الحيرة المحيطة بالثلاث خيارات التي تقدمها آبل منه حالياً، ومن الأفضل أن لا تسأل عن بقية الاكسسوارات اللامتناهية الخاصة بالآيباد التي تضيف بُعد أعلى للحيرة. 

كان من الممكن أن يكون الجيل الحالي من عائلة الآيباد أقل تعقيداً ومقسمة بشكل أكثر منطقية، لكن هرولة آبل نحو توسيع مجالها وجعلها متناسبة مع كل الفئات سبب تشتت شديد، وهذا على عكس ما رأيناه مع أجهزة الماك التي أصبحت مبسطة بشكل لم يسبق له مثيل في الأعوام الأخيرة، وكان ذلك جزئياً بسبب جهود آبل في التسويق لها وزيادة شعبيتها بعد تقديمها للشرائح الجديدة التي صنعتها بنفسها لحواسيبها، والآن الشركة تنوي التركيز بنفس المستوى على الآيباد لإعادته إلى مكانته الأولى. 

?xml>