وزير التربية: أبناؤنا بمن فيهم ولدي… كانوا لا يعرفون شيئاً عن الأمور الوطنية

في سباق مع الزمن والتحديات، رفع وزير التربية جلال الطبطبائي راية إصلاح التعليم في الكويت، بخطوات أساسية وضع فيها قدم المنظومة التعليمية على سلم الإصلاح، وبدأ فعلياً بخطوته الأولى في اتفاقية التعاون مع منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية «OECD».
وفي ظل الغياب السابق للتثقيف الوطني في المدارس، أكد الطبطبائي أن «الطلبة كانوا لا يدرسون عن الكويت وعلم الكويت إلا في الصف الرابع، حين يكون عمر الطالب 10 سنوات، وكانوا لا يعرفون أن بلدهم كانت تسمى الكوت، وهناك كثير من الأمور التي لا يعلمون عنها شيئاً، بمن فيهم ولدي لأنهم لم يدرسوا شيئاً عنها، كما درسناها نحن في منهج التربية الوطنية».
تغيير 143 كتاباً
وقال الطبطبائي في برنامج «قبل النشرة» على قناة الأخبار في تلفزيون الكويت، «قبل إعداد المناهج المطورة لم يكن هناك شيء في المحتوى الدراسي، ولا يوجد ولاء للكويت. ونحن كويتيون قبل أي شيء، لذلك طلبت من التواجيه إعداد كتاب (وطني 1و2و3) في الصفوف الابتدائية الثلاثة كي يعرف أبناؤنا علم الكويت لماذا أصبح بهذه الألوان، وليعرفوا حكام الكويت، ويعرفوا خلال الفصل الثاني سيرهم الذاتية وإنجازاتهم، وأن المغفور له الشيخ عبدالله السالم هو من أسس مجلس الأمة، وأن المغفور له الشيخ جابر الأحمد هو من أسس اتحاد الجمعيات وهيئة شؤون القصر وجميع الأمور الأخرى».
وأضاف أنه أكد «ضرورة إعادة البناء الوطني لديرتنا منذ الصف الأول وحتى الصف التاسع، والآن لدينا 143 كتاباً جديداً من إعداد التواجيه الفنية والميدان التربوي، وهم الأحق والأجدر بذلك التطوير».
وأوضح أن «تغيير المناهج الدراسية كان في 143 كتاباً، ولا سيما في مواد العلوم والرياضيات واللغة الإنكليزية، لأن المسابقات العالمية تعتمد على هذه المواد سواء في اختبارات تيمز وبيرلز أو اختبارات بيزا الدولية».
خطة إصلاح
وأشار الوزير إلى أن«نتائج اختبارات (تيمز) و(بيرلز) كانت مؤشراً لنا في وزارة التربية يؤكد أننا لا نسلك الطريق الصحيح،خصوصاً أننا لا نقبل أن تكون دولة الكويت في ذيل القائمة، وحين ظهرت نتائج هذه الاختبارات لم تكن الكويت في مصاف الدول المتقدمة للأسف».
وبيّن«من خلال زياراتي إلى نحو 150 مدرسة، ولقاء مديري ومديرات المدارس، شعرت بأن هناك خللاً كبيراً في وزارة التربية ويحتاج إلى إصلاح وقرارات. فبدأت أجمع المعلومات، وأكتب الخطة، إلى أن وصلت إلى خطة إصلاح من 5 محاور بـ49 هدفاً وهي خطة إصلاح وليست خطة إستراتيجية».
وكشف عن«تحقيق نحو 61 في المئة من خطة الإصلاح (مؤشرات الأداء)، ولكن ذلك ليس الخطوة الأولى، وإذا تحققت خطة الإصلاح فسنبدأ بوضع الخطة الإستراتيجية للنهوض في التعليم، ومن أول الخطوات علاقتنا مع منظمة التعاون الاقتصادي».
«بيزا» وتصنيف الكويت
قال الطبطبائي إن «الكويت لم تشارك، للأسف في اختبارات (بيزا) الدولية. واليوم نجهز المنظومة التعليمية وأبناءنا للمشاركة، وهناك دور كبير علينا جميعاً، سواء في وزارة التربية أو العاملين في الميدان التربوي، لرفع تصنيف الكويت الدولي في هذه المسابقات».
حاجة شديدة لاختبار المعلم
أكد الطبطبائي حرصه على مشروع رخصة المعلم والحاجة الشديدة لاختبارات للمعلمين، وقال: «مع احترامي لهم جميعاً، وأنا كنت معلماً ذات يوم في هيئة التطبيقي، نحتاج للاختبارات، لأنها لا تعني أن المعلم لا يصلح أن يكون معلماً، لكن تعني أنه ممتاز في جانب ولديه قصور في آخر. وهنا يمكن تطوير ذلك من خلال الدورات التدربية التي نقيمها بالتعاون مع جمعية المعلمين».
تقييم وضعنا عالمياً
تحدث الوزير عن اتفاقية التعاون مع«OECD»، فقال«بحثنا في جميع المنظمات العالمية التي من الممكن أن تقيم وضعنا التعليمي في أي موقع من العالم نحن. وهناك منظمات كثيرة لنا علاقة طيبة بها، ومنها في فنلندا التي تصنف في المركز الأول تعليمياً، ثم اتجهنا للمصنف الثاني وهي منظمة OECD، حيث وجدنا أن بعض دول الخليج تستعين بهذه المنظمة التي تعمل في 144 دولة في نطاق التعليم، ثم راسلناهم وبدأنا بالتنسيق معهم، وكان أول لقاء لي معهم أمس».
لا سماح بالتأخير مجدداً
وصف الطبطبائي تطوير التعليم بالهم الكبير لدى الكل، مؤكداً أن«السؤال المتكرر لماذا تأخرنا في ذلك؟ وجوابي لن أسمح في ذلك التأخير مجدداً. وطرحت موضوع اتفاقية التعاون على القيادة السياسية، وجاءني دعم كبير للمشروع للارتقاء بالكويت من الناحية التعليمية، وبإذن الله سنرتقي بالتعليم، وخلال فترة قصيرة سيتكلم العالم كله عن ذلك».