اخبار المغرب

أسر شباب مغاربة في ليبيا تحتج بالرباط لمعرفة مصير الأبناء المفقودين

خاضت أسر وعائلات عدد من الشباب المغاربة المرشحين للهجرة غير النظامية الذين فقدوا في الخارج، خاصة في ليبيا، وقفة احتجاجية، اليوم الثلاثاء أمام مقر مصلحة الشؤون القنصلية والاجتماعية بالرباط، التابعة لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، لتجديد مطلب الكشف عن مصير أبنائها المختفين منذ مدة.

وطالب المحتجون السلطات المغربية المختصة بالتدخل العاجل وتسهيل الاخبار السعودية مع السلطات الليبية لمعرفة مصير أبنائهم وضمان عودتهم إلى وطنهم، مناشدين في الوقت ذاته الملك محمدا السادس التدخل بشكل شخصي لإنهاء معاناتهم اليومية وإصدار تعليماته لتفعيل الجهود الدبلوماسية اللازمة في هذا الشأن.

حسناء جبل، أم أسامة الخضراوي المختفي في ليبيا، قالت: “ذهب ابني إلى ليبيا منذ أكثر من سنة للعمل في مجال الجبص، قبل أن تراوده فكرة الهجرة السرية إلى الضفة الأوروبية”، مضيفة أن “أخباره انقطعت عنا منذ حوالي أربعة أشهر، وقد اتصلنا بمصالح وزارة الخارجية التي أخبرتنا بأنه معتقل في أحد السجون الليبية”.

وتابعت: “نناشد صاحب الجلالة الملك محمدا السادس التدخل في هذا الملف والكشف عن مصير أبنائنا المختفين؛ فإذا كانوا أحياء نريد أن نراهم، وإذا كانوا أمواتًا نريد جثثهم. هذا كل ما نريده، ولا نريد شيئًا آخر”.

وزادت: “نحن لا نملك الإمكانيات للذهاب إلى ليبيا لاستقصاء أخبارهم ومعرفة مصيرهم، ولذلك نناشد السلطات العليا في البلاد التدخل لتوجيه الجهات المختصة لبذل الجهود اللازمة لمعرفة مصير أبنائنا وضمان عودتهم إلى وطنهم بين أحضان أسرهم”.

من جهتها، أكدت آمنة أبو فرس، أم المختفي عبد الله سائل، من قرية “كيسر” بإقليم سطات، أن ابنها تم القبض عليه في ليبيا وأودع أحد السجون هناك، وفق ما أُخبرت به من طرف وزارة الشؤون الخارجية المغربية، مضيفة: “الوزارة أخبرتني بأنه موجود في سجن ليبي، لكن لا توجد أي إمكانية لترحيله”.

وزادت: “أغلب زملائه الذين كانوا معه تم ترحيلهم إلى المغرب، ولذلك أتساءل عن السبب الذي يدفع إلى الاحتفاظ به كل هذه المدة في السجن، هل هو مجرم؟ وما هو ذنبه؟”، مناشدة هي الأخرى الملك محمدا السادس التدخل في هذا الملف.

وتابعت قائلة: “أعاني الأمرين جراء غياب ابني عني، فأنا مريضة وقلبي يتمزق كل يوم، فذلك ابني الوحيد. وأنا أعيش في منطقة نائية ولا أملك الإمكانيات المادية للقدوم في كل مرة إلى الرباط للسؤال عن أي جديد حول مصير ابني. لذلك، أملي معقود على الله وعلى جلالة الملك لكي يعيد إلي ابني”.

وفي ظل حالة الانقسام السياسي الحاد وضعف مؤسسات الدولة، تشهد ليبيا تناميا ملحوظا ومقلقا لنفوذ الميليشيات المسلحة التي أصبحت أقوى حتى من المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية؛ إذ شيدت هذه الميليشيات معتقلات غير خاضعة للسلطات الحكومية لاحتجاز المهاجرين غير النظاميين والاتجار بهم عن طريق ابتزاز أسرهم وطلب أداء فدية مقابل إطلاق سراحهم.

وأكدت منظمات حقوقية عديدة، في تصريحات سابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، وجود عدد من المواطنين حاملي الجنسية المغربية في مجموعة من هذه المراكز التي لا تحترم فيها أدنى شروط الكرامة الإنسانية، خاصة في غرب ليبيا الخاضع لسيطرة حكومة الدبيبة المتحالفة مع الميليشيات المسلحة التي تنشط في المنطقة الغربية.

وسبق لمصدر قنصلي مغربي في ليبيا أن أقر في حديث مع هسبريس، بوجود “صعوبات عملية في الكشف عن مصير كل المفقودين المغاربة في ليبيا، خاصة الذين يُرجح أنهم موجودون في مراكز لاعتقال المهاجرين، بسبب البيئة الأمنية في ليبيا وتباين طريقة تعاطي الأجهزة الأمنية الليبية مع هذا الملف من منطقة إلى أخرى، بل من مدينة إلى أخرى”.