استعراض عسكري مشترك في “بواكيه” يثمن العلاقات المغربية الإيفوارية

الخميس 7 غشت 2025 – 16:00
شاركت القوات المسلحة الملكية المغربية في الاستعراض العسكري المهيب الذي احتضنته مدينة بواكيه، ثاني مدن جمهورية كوت ديفوار، اليوم الخميس، احتفالاً بالذكرى الخامسة والستين لاستقلال هذا البلد الإفريقي، بحضور الرئيس حسن واتارا وحرمه دومينيك واتارا، إلى جانب عدد من الرؤساء والدبلوماسيين من مختلف البلدان الإفريقية.
وإلى جانب القوات المسلحة الملكية شارك في مراسيم هذا العرض العسكري أيضاً الجيش الفرنسي والجيش الأمريكي، علاوة على فرق من القوات البرية والبحرية الوطنية، والوقاية المدنية، وإدارة الجمارك، وقوات الأمن الداخلي في جمهورية كوت ديفوار، التي أظهرت قوتها وانضباطها على وقع هتافات الجمهور في شارع “الملكة بوكو”، حسب ما أظهرته اللقطات والمقاطع التي بثها كل من التلفزيون الرسمي الإيفواري والصفحة الرسمية لرئاسة الجمهورية على موقع “فيسبوك”.
وتعكس مشاركة الجيش المغربي في احتفالات عيد استقلال كوت ديفوار عمق الروابط والعلاقات التي تربط الرباط بأبيدجان، والتقدير المتبادل بينهما، إذ تأتي في سياق الدبلوماسية العسكرية الهادئة التي توظفها المملكة المغربية لدعم استقرار حلفائها الإقليميين، وتعزيز روابط الثقة الإستراتيجية مع شركائها الإستراتيجيين في القارة الإفريقية، وعلى رأسهم كوت ديفوار.
وتُعدّ العلاقات المغربية الإيفوارية نموذجاً للعلاقات الثنائية الناجحة في القارة الإفريقية، ونموذجاً أيضاً للتعاون جنوب–جنوب، حيث نجح البلدان، بفضل رؤية قادتهما، في بناء شراكة متعددة الأبعاد تمتد من الأمن والدفاع إلى الاستثمار والتنمية البشرية، يترجمها الحضور المغربي البارز في عدد من القطاعات الواعدة في هذا البلد، كالقطاع المصرفي، وقطاع الأشغال العمومية، وغيرهما.
وفي خطاب وجهه للشعب الإيفواري عشية الاحتفال بالذكرى الخامسة والستين لاستقلال البلاد قال الرئيس حسن واتارا: “إن تاريخ استقلال البلاد إلى جانب رمزيته التاريخية يمثل لحظة مميزة نتذكر فيها المبادئ والقيم التي تأسست عليها أمتنا: الوحدة، السلام، التضامن، والعمل”، مضيفاً: “هذا هو إرث الآباء المؤسسين لبلادنا، الذين حلموا بكوت ديفوار حرة، متآخية، ومزدهرة”.
وأوضح واتارا أن “هذه الذكرى ليست مجرد إحياء للماضي، بل هي لحظة وعي جماعي بما تحقق، ودعوة لترسيخ المكتسبات، والتطلع إلى المستقبل. وقد اخترنا أن نحتفل بهذه النسخة الرمزية للغاية من الاستقلال في مدينة بواكيه، وهي مدينة تحتل موقع القلب في تاريخنا الحديث، هذه المدينة التي عاشت الألم في الماضي، لكنها أصبحت رمزًا للبعث، وللتلاحم، وللأخوة التي تمت استعادتها”.
وأشار الرئيس الإيفواري في خطابه إلى أن “الوضع الإقليمي والدولي مازال يتسم بعدم اليقين، فإلى جانب التهديدات الأمنية في المنطقة هناك تحديات اقتصادية ونقدية تواجهها العديد من دول إفريقيا والعالم”، وزاد متسدركا: “لكن كوت ديفوار أثبتت قدرتها على الصمود، وبفضل قوة مؤسساتنا، ووحدة شعبنا، والتزام قواتنا الدفاعية والأمنية، أصبحت بلادنا واحة أمن واستقرار، ونموذجًا للثقة والتنمية”، وواصل: “لقد أحسنا الاختيار، من خلال الصرامة والاستباق، في إعادة التوازنات الاقتصادية الكبرى، ودعم النشاط الاقتصادي، ومواصلة مسار التنمية، مع الحفاظ على سيادتنا. ففي مدننا كما في قرانا تتوسع شبكة الماء الشروب والكهرباء بشكل مستمر، ولم تعد هذه الخدمات امتيازات، بل حقوقًا نرسخها يومًا بعد يوم. وفي مجال التعليم تتوسع وتتطور البنية التحتية للمدارس والجامعات، كما يجري تعزيز شبكتنا الصحية من خلال إنشاء مرافق جديدة. أما الطرق التي نقوم ببنائها فهي تربط الناس وتفتح الأسواق”، مؤكداً أن “التنمية أصبحت واقعًا يوميًا، ويستفيد منها عدد متزايد من مواطنينا في كل أرجاء البلاد”.