الترافع عن قضايا المغرب يوحد فعاليات مدنية وجمعوية قرب مليلية المحتلة

في موعد مفعم بالرمزية الوطنية، وبالقرب من مدينة مليلية المحتلة، التأمت العشرات من الفعاليات المدنية والجمعوية والسياسية، أمس السبت بمدينة بني أنصار المنتمية إلى إقليم الناظور، ضمن الجمع العام التأسيسي لـ”التنسيقية الوطنية للترافع عن قضايا المملكة المغربية”.
الفضاء المحتضن للجمع غصّ بالحاضرين ليؤكدوا، كما جاء في تصريحات متطابقة، “انخراطهم اللامشروط في الدفاع عن القضايا الوطنية الكبرى، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية”. وقد بدت الأجواء مطبوعة بروح وطنية عالية، عكستها الشعارات واللافتات التي رفعت خلال أشغال الجمع، وشددت جميعها على التشبث بالثوابت الوطنية ووحدة الصف في مواجهة المناورات المعادية.
أبرز لحظات اللقاء تمثلت في انتخاب الفاعل المدني والسياسي يحيى يحيى رئيسا للتنسيقية الوطنية الجديدة، بإجماع من المؤتمرين الذين فوّضوا له أيضا صلاحية تشكيل المكتب الإداري للتنظيم.
واعتبر رشيد احساين، عضو اللجنة التحضيرية، أن هذا الاختيار لم يكن اعتباطيا، بل نتيجة مسار طويل من تضحيات يحيى يحيى في الدفاع عن السيادة الوطنية على مدى العقدين الماضيين، خاصة الترافع عن السيادة المغربية من بوابة المطالبة باسترجاع سبتة ومليلية المحتلتين.
وفي كلمته بالمناسبة أكد يحيى يحيى أن التنسيقية الوليدة “ما هي إلا امتداد طبيعي للجنة التنسيقية الوطنية للدفاع عن تحرير سبتة ومليلية، لكنها تكتسي بعدا أوسع وأكثر شمولية، بالنظر إلى الرهانات الوطنية والإقليمية الراهنة”، وأوضح أن “من بين أهدافها تعزيز الدبلوماسية الموازية وتعبئة كل الطاقات المدنية في الترافع عن قضايا الوطن”، موردا أن “عملها سيكون مؤطرا بالقانون ومكملا للجهود الرسمية التي يقودها الملك محمد السادس”.
وتوقف البلاغ الصادر عن الجمع العام التأسيسي مطولا عند السياق العام الذي وُلدت فيه هذه المبادرة، مذكرا بـ”التحركات المكثفة للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية دفاعا عن الحق المشروع للمملكة في التصدي للتحركات العدائية التي تستهدف الصحراء المغربية”، في مقابل ما وصفها بـ”مساعٍ اجنبية يائسة تستهدف وحدة المغرب الترابية وتحاول زرع الفتنة والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد”.
كما أشار البلاغ إلى أن المجتمعين في بني أنصار وقفوا على حجم التحديات التي تواجه المملكة، سواء على مستوى المناورات الخارجية أو محاولات الاستغلال الداخلي لبعض “الأصوات النشاز” التي يتم الترويج لها انطلاقا من بلدان خارج البلاد، وفي طليعتها الجزائر.
وضمن أولوياتها أعلنت التنسيقية أنها ستعمل على تعبئة المنظمات الدولية والحقوقية لكشف الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها النظام الجزائري في حق المغاربة، سواء ما تعلق بملف المرحلين تعسفا من الجزائر وسلب ممتلكاتهم، أو قضية المحتجزين في مخيمات تندوف، كما شددت في بلاغها التأسيسي على ضرورة إحياء الذاكرة التاريخية المرتبطة باستغلال المغاربة في الحرب الأهلية الإسبانية، والتحقيق في استعمال أسلحة محظورة ضد الريف خلال الحقبة الاستعمارية.
وبحسب المصدر ذاته فإن التنسيقية ستلجأ إلى مختلف الوسائل القانونية المشروعة لتأطير ترافعها، من خلال تنسيق الجهود مع منظمات وطنية ودولية نزيهة قصد فضح هذه الممارسات، وقطع الطريق أمام كل محاولات التشويش على المواقف المغربية العادلة في المحافل الدولية المفتوحة للمجتمع المدني.
الحدث لم يخلُ من بعد رمزي قوي، إذ اختتمت أشغال الجمع العام برفع برقية ولاء وإخلاص إلى الملك محمد السادس، باسم رئيس التنسيقية يحيى يحيى، وباسم كافة المشاركين في الجمع العام، حملت أسمى عبارات الوفاء والتشبث بالعرش العلوي المجيد، مبرزة أن المبادرة تستمد روحها من التوجيهات الملكية السامية التي تولي المجتمع المدني مكانة خاصة في الدفاع عن الثوابت الوطنية، وترسيخ الديمقراطية والتنمية كما يتوخاها ملك المغرب.
وأضافت البرقية أن المشاركين عبّروا عن استعدادهم غير المشروط للتضحية في سبيل القضايا العادلة للمملكة، وعلى رأسها الترافع عن الوحدة الترابية للمملكة المغربية، مجددين رفضهم أي محاولة تشكيك في ولاء المغاربة، من شمال المملكة إلى أقصى جنوبها، للعرش العلوي المجيد.
وفي تصريح لهسبريس قال رشيد احساين، باسم اللجنة التحضيرية لتأسيس التنسيقية الوطنية للترافع عن قضايا المملكة المغربية، إن “هذه الخطوة مساهمة إضافية في تقوية جهود المجتمع المدني للذود عن مصالح المغرب والمغاربة التي يتربص بها حساد المملكة في الخارج؛ بحكوماتهم وأموالهم وأجهزتهم وأبواقهم وتنظيماتهم المفبركة”.
وأضاف احساين: “هذه التنسيقية اختارت كشف الستار عن نفسها في بني أنصار، وسط منطقة الريف بالجهة الشرقية للمملكة، وعلى بعد أمتار من مدينة مليلية المحتلة، وبأهداف واضحة تهم عدالة قضية الصحراء المغربية، لتجمع شمل كفاءات وطنية قادرة على الترافع بنجاعة في قضايا الوطن على الصعيدين الداخلي والخارجي”.
أما يحيى يحيى، الرئيس المنتخب للتنسيقية الوطنية للترافع عن قضايا المملكة المغربية، فصرح لجريد هسبريس الإلكترونية قائلا: “أشكر الجمع العام التأسيسي الذي حملني هذه المسؤولية الوازنة، وكلي أمل أن أكون على قدر هذه الثقة وأساهم في ترجمة التطلعات إلى نتائج إيجابية على المدى القريب”.
“الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش المجيد حمل توجيهات للجميع بتوحيد السرعة في الأوراش المفتوحة بالمملكة، والترافع عن القضايا العادلة للمغرب ليس استثناء في هذا الأمر.
وكلنا أمل أن نكون عند حسن ظن جلالة الملك محمد السادس عند القيام بالمطلوب منا في مؤازرة الجهود الرسمية المبذولة لتحقيق رؤاه السامية”، يختم يحيى يحيى تصريحه لهسبريس.