السوسيولوجي محمد فاضل يتوج بكندا

الأربعاء 23 يوليوز 2025 – 23:33
توجت الجمعية الكندية للسوسيولوجيا الباحث المغربي محمد فاضل بجائزة الكتاب في علم الاجتماع الدولي لعام 2025، عن كتابه “محنة السياسة.. إسلام سياسي على حافة العلمنة “، الصادر عن منشورات جامعة مونتريال بتقديم من عالمة الأنثروبولوجيا الدينية الكندية صولانج لوفيفر. وتُعد هذه الجائزة من الجوائز الدولية الرفيعة التي تمنحها الجمعية سنويًا لأكثر الأعمال تميزًا في مجال علم الاجتماع.
وحصل محمد فاضل، الذي يشغل حاليًا منصب أستاذ ورئيس شعبة علم الاجتماع بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس جامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، على درجة الدكتوراه في علم الاجتماع ضمن برنامج دولي مشترك بين جامعة مونتريال والمدرسة التطبيقية للدراسات العليا بباريس. ويزخر المسار العلمي لهذا الباحث المغربي بسجل بحثي حافل، حيث صدرت له دراسات مهمة في علم الاجتماع الديني وسوسيولوجيا الحركات الإسلامية. من أبرز مؤلفاته “العراب والورثة.. سوسيولوجيا الحركة الإسلامية بالمغرب”، بالإضافة إلى الكتاب الفائز بالجائزة، وكلاهما صادر عن منشورات جامعة مونتريال التي تُعد من أهم دور النشر في كندا.
محمد فاضل عبر، في تصريح لهسبريس، عن سعادته الغامرة بالجائزة، معتبرًا إياها تتويجًا لجهود وزمن طويل بذله في إنجاز الكتاب خلال مسار بحثي امتد بين المغرب وكندا وفرنسا؛ معربا عن أمله في أن يشكل هذا التكريم مصدر تشجيع وتحفيز للباحثين الشباب في العلوم الاجتماعية، داخل المغرب وخارجه.
وقد جاء في تقرير اللجنة الكندية التي منحت الجائزة لكتاب الأستاذ محمد فاضل ما يلي: “تُمنح جائزة الكتاب في علم الاجتماع الدولي برسم سنة 2025 لكتاب “محنة السياسة.. إسلام سياسي على حافة العلمنة” (منشورات جامعة مونتريال بكندا) للدكتور محمد فاضل، الأستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله (فاس)، والباحث المشارك في كرسي تدبير التنوع الثقافي والديني بجامعة مونتريال، وكرسي البحث حول الإسلام المعاصر في غرب إفريقيا بجامعة كيبيك في مونتريال (UQAM). بفضل معرفته الدقيقة بالأدبيات المتعلقة بالإسلام السياسي، ماضيها ومعاصرها، وبفضل بحث كيفي دقيق”.
وأضاف التقرير عينه: “يتميز كتاب محمد فاضل بثراء نظري وتطبيقي استثنائي، إذ يتجاوز هذا العمل الحدود التقليدية للتخصصات الأكاديمية؛ ليجمع بين علم الاجتماع السياسي، وعلم الاجتماع الديني، والعلوم السياسية. وقد مكنت المقاربة السوسيولوجية البنيوية التي تبناها المؤلف من تفكيك الأشكال الحالية للإسلام السياسي، وتقديم نظرة متجددة على العلمانية، والتقليل من شأن الأطروحة الثقافوية حول “صراع الحضارات” في عالم يتجه نحو “القبلية” والانغلاق على الذات.
بالاعتماد على بيانات كيفية مستقاة من مقابلات مع قيادات ومنظري الحركة الإسلامية بالمغرب ومعرفة نظرية واسعة بأدبيات الإسلام السياسي، أوضح المؤلف، بأمثلة من السياقات الوطنية المغربية والمصرية والتركية والإيرانية، كيف تتكيف الأحزاب السياسية الإسلامية مع الحداثة الديمقراطية “العلمانية”. لتحقيق هذا التكيف، تتبنى هذه الأحزاب استراتيجية الديمقراطية الاجتماعية، التي يركز خطابها على مواضيع مثل العدالة، والتنمية الاقتصادية، والحرية، والإنصاف (بما في ذلك قبول مشاركة النساء في العمل والحياة السياسية)؛ وهو ما يتحقق عبر مسار “العلمانية التنظيمية”، التي لا تعني بالضرورة اختفاء أو تراجع الدين، كما نظّر لذلك باحثون كثر في علم الاجتماع الديني.
يعد كتاب “محنة السياسة.. إسلام سياسي على حافة العلمنة ” نتاج بحث تجريبي دقيق وتأطير نظري متين؛ وهو يمنحه المؤلف بعدًا عابرًا للحدود، بل وعالميًا، من خلال مقارنة الإسلام السياسي المغربي بنظرائه الإيراني والتركي والمصري. ويتعزز البعد العابر للقومية في الكتاب من خلال أوصاف وتحليلات المؤلف لاستراتيجيات حزب العدالة والتنمية المغربي في مواجهة الربيع العربي، والحداثة العلمانية، والرغبة الغائبة الحاضرة لإحياء الخلافة في عالم إسلامي منقسم إلى دول قومية وتيارات سياسية-دينية.