بشاري يناقش مفهوم الحلال بالبرازيل

الخميس 30 أكتوبر 2025 – 01:17
بمشاركة مغربية أطلق “اتحاد المؤسسات الإسلامية في البرازيل” منتدى الأعمال البرازيلي العالمي للحلال في نسخته الجديدة بمدينة ساو باولو، حيث تدخل وزراء، وخبراء، واقتصاديون، وعلماء من مختلف دول العالم الإسلامي وأمريكا اللاتينية.
ووفر الموعد يومي 27 و 28 أكتوبر الجاري “منصّة لمناقشة التحولات الكبرى في منظومة الاقتصاد الحلال، وإعادة صياغة العلاقة بين القيم الإسلامية ومبادئ الاستدامة العالمية، عبر مقاربات تجمع بين الفقه، والاقتصاد، والتقنية، والسياسات العامة”.
وقدم الباحث محمد بشاري، الأمين العام للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، ورقة بعنوان “ميزان العمران: نحو تأسيسٍ فقهيٍّ للاقتصاد الدائري – الحلال المستدام بين المصلحة والعدالة ومآلات الفعل الاقتصادي”، عرض فيها “مشروعًا متكاملًا لإعادة بناء مفهوم الحلال ضمن رؤيةٍ مقاصديةٍ تجعل العدالة البيئية والاجتماعية والمعرفية محورًا في عملية التنمية”، من بين أوجهها الحاجة إلى الانتقال في التصور “من الحلال الاستهلاكي إلى الحلال العمراني؛ لأن الحلال ليس وصفًا غذائيًا أو سلعويًا، بل مشروع عمران أخلاقيّ شامل يربط بين الإنسان والطبيعة؛ فميزان العمران يعيد تعريف الثروة بوصفها وسيلة لإعمار الأرض لا غاية لتكديس الأرباح”.
وأوضح بشاري أنّ “الاقتصاد الحلال المستدام ليس تصنيفًا شرعيًا فحسب، بل هو نظام قيمي يربط بين الإنتاج والاستهلاك والعدالة في التوزيع، بحيث تتحول المصلحة من نفعٍ لحظيٍّ إلى نفعٍ باقٍ”، داعيا إلى صياغة نموذج عالمي لـ”الاقتصاد الدائري الحلال”، يقوم على إعادة تدوير الموارد والثروة بصورةٍ تحقق التوازن بين الإنسان والطبيعة والغاية الشرعية.
وذكر المتحدث ذاته أن “فقه العمران” في الإسلام يتجاوز عمران المكان إلى عمران الإنسان، وأنّ استعادة هذا الميزان تمثّل انتقالًا من منطق “التملك” إلى منطق “الأمانة”، ومن عقل الربح الفردي إلى عقل النفع المشترك، مشددا في مداخلته على أنَّ “مقاصد الشريعة لا تكتمل إلا حين تُترجم إلى سياساتٍ مؤسسيةٍ وأدواتٍ تمويليةٍ، من قبيل الوقف الاستدامي والتمويل الأخضر المتوافق مع الشريعة، والمسؤولية الممتدة للمنتِج”، مع اعتباره أن “الزكاة والوقف يشكلان الركيزة الأولى للاقتصاد الدائري الإسلامي، تمامًا كما تشكّل إعادة التدوير الركيزة البيئية للاقتصاد الحديث”.
ودعا الباحث المغربي المؤسسات العلمية والاقتصادية في العالم الإسلامي إلى إنشاء منصّة بحث دولية لتطوير «معايير الاقتصاد الحلال المستدام»، تكون الجسر بين المقاصد الشرعية والعلوم التطبيقية، بحيث تتحول القيمة الأخلاقية إلى نظام قياسيّ اقتصادي عالمي، مع تأكيده أن “المنتدى يشكّل خطوة متقدمة في بناء شراكاتٍ بين أمريكا اللاتينية والعالم الإسلامي”، وأنّ تجربة البرازيل يمكن أن تكون نموذجًا لتكامل “العلم، والسوق، والضمير”.
