اخبار المغرب

تكوينات في الأمن السيبراني ببنصالح

أُطلقت بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بن صالح تكوينات جديدة في مجالي الأمن السيبراني والتدبير والتسويق الرقمي، ضمن برنامج “JOBINTECH” الذي تشرف عليه مؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة (FRDISI)، بشراكة مع المدرسة وبتعاون مع عمالة الإقليم وعدد من الشركاء المحليين والجهويين.

يهدف هذا المشروع إلى تعزيز قابلية تشغيل الشباب وتطوير الكفاءات في المهن الرقمية، من خلال تكوين مجموعة من حاملي الشهادات العليا في المهارات الرقمية الحديثة، بما يسهل اندماجهم السوسيو–اقتصادي في سوق الشغل، ويواكب في الوقت ذاته التحول الرقمي الذي تعرفه المقاولات المغربية. كما يندرج هذا الورش في إطار رؤية مشتركة بين مختلف الشركاء لدعم الشباب وتشجيع المقاولات الناشئة، وتعزيز تموقع إقليم الفقيه بن صالح كقطب صاعد في مجال الابتكار والتكنولوجيا الرقمية.

في كلمتها بالمناسبة، أوضحت ميسون الناصري، مديرة برنامج “JOBINTECH”، أن هذا الأخير “مكن إلى حدود اليوم أكثر من ألف شاب وشابة من الاستفادة من تكوينات رقمية متخصصة، بنسبة إدماج مهني بلغت 83 في المائة”، مشيرة إلى أن المبادرة تروم جعل التحول الرقمي “رافعة حقيقية لخلق فرص جديدة للشغل وتحسين تنافسية الكفاءات المغربية، وفتح آفاق أمل واسعة أمام الشباب”.

من جهته، أكد هشام المدرومي، الرئيس المنتدب لمؤسسة البحث والتنمية والابتكار في العلوم والهندسة، أن هذه المبادرة “تشكل خطوة إضافية نحو تعزيز مكانة جهة بني ملال خنيفرة كقطب صاعد في مجالات الرقمنة والابتكار”، موضحا أن العرض التكويني المقترح يعتمد على “مقاربة عملية تستجيب لحاجيات المقاولات المحلية وتسهم في تكوين جيل جديد من الكفاءات المؤهلة لتطوير النسيج الاقتصادي الجهوي”.

أما المصطفى راكب، مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بن صالح، فرحب في كلمته بالطلبة والطالبات، داعيا إياهم إلى الجد والاجتهاد لتحقيق أقصى استفادة من هذه التكوينات المتخصصة. وأكد أن المشروع سيساهم في “إعداد أطر ذات كفاءة عالية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، مع التركيز على ملاءمة التكوين مع متطلبات السوقين الوطني والدولي، بما يخدم أولويات التنمية الاقتصادية والتكنولوجية للمملكة”.

كما كشف راكب عن مشروع مركز الترميز الذي يهدف إلى تكوين 60 شابا من حاملي الشهادات العليا في ثلاث تخصصات رقمية مرتبطة بالذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، على أن تنطلق الدراسة رسميا في بداية شهر دجنبر المقبل.

وشهد اللقاء كذلك توقيع اتفاقية شراكة لإنشاء معهد متخصص في التمريض والمهن المرتبطة بالرقمنة الصحية، وقعها ممثلو المؤسسة والجهات المعنية، وذلك استجابة للحاجة المتزايدة إلى تكوين أطر مؤهلة في مجالات الصحة الرقمية والتمريض، وتوفير بنية تحتية حديثة تدمج بين التكوين الكلاسيكي والموجه نحو استعمال التكنولوجيا في الرعاية الصحية.

وتسعى هذه الاتفاقية إلى وضع إطار مؤسساتي للتعاون من أجل إنجاز مشروع متكامل يعزز قدرات منظومة التكوين الصحي، ويسهل ولوج الشباب إلى سوق الشغل، مع دعم التكامل بين القطاعين العام والخاص في تحقيق أهداف التنمية الصحية والتكنولوجية.

يأتي هذا الحدث ليؤكد الدينامية الرقمية المتصاعدة التي يشهدها إقليم الفقيه بن صالح، حيث عرف اللقاء حضورا لافتا لعدد من الطلبة والفاعلين المحليين، في إشارة واضحة إلى الإرادة الجماعية لتعزيز جاذبية الجهة كمجال واعد للاستثمار في الابتكار والتشغيل.

وشكل هذا اللقاء الذي حضره عامل إقليم الفقيه بن صالح، إلى جانب ممثلين عن جامعة السلطان مولاي سليمان والقطاعات الوزارية والمؤسسات البنكية والشركاء الاقتصاديين، مناسبة لتقديم تفاصيل البرنامج وأهدافه الرامية إلى تأهيل الشباب في المهن الرقمية ومواكبة التحولات المتسارعة التي يعرفها سوق الشغل بالمغرب.