اخبار المغرب

“توابع الزلزال” عادية .. وتيرة الهزات الارتدادية تتحول من يومية إلى شهرية 

أثارت الهزة الزلزالية، التي شهدتها مجموعة من المناطق الليلة الماضية وبلغت درجتها 4,3 درجات على سلم ريشتر، الخوف مجددا في نفوس المغاربة الذين أحسوا بها، بعد أسابيع من “زلزال الحوز” المدمر، الذي هز المملكة ودمر قرى في عدد من الأقاليم المتاخمة لجبال الأطلس الكبير.

الهزة المسجلة مساء أمس الأربعاء، في حدود الساعة 7:37، والتي شعر بها سكان مدن مراكش وتارودانت والدار البيضاء، اعتبرها ناصر جبور، رئيس قسم المعهد المغربي للجيوفيزياء والزلازل، تدخل ضمن “النشاط الزلزالي المصاحب للهزة الرئيسية التي كانت بقوة 7 درجات، والتي عرفتها مناطق الأطلس الكبير منذ حوالي شهر”.

وأضاف جبور، في تصريح لهسبريس، أن النشاط الزلزالي المسجل “يذكرنا بأنه سيبقى معنا فترة طويلة”، مبرزا أن وتيرة الزلازل “ستتناقص”، وأن “معدل الهزات المحسوسة الذي كان يسجل مرة كل يومين أو ثلاثة، وانتقل إلى هزة كل أسبوع، يتجه إلى تسجيل هزة محسوسة واحدة كل شهر تقريبا”.

وأكد أنه حتى فترة طويلة “ستبقى هذه الهزات للتذكير بأن هذه المنطقة زلزالية، وهذا يدخل ضمن شكل من أشكال البحث عن توازن جديد”، مشيرا إلى أن الهزة القوية التي سجلتها منطقة الحوز قبل شهر “أفقدت المنطقة توازنها، والبحث عن توازن جديد لا بد أن يمر عبر هذه الهزات الأرضية التي نحس بها من حين لآخر في كل المناطق المجاورة للبؤرة، وحتى البعيدة أحيانا، كما حدث أمس بعدما استشعر سكان العمارات المرتفعة في بعض أحياء الدار البيضاء الهزة”.

وبخصوص المخاوف التي تملكت سكان المناطق التي استشعرت الهزة، قال جبور إن “هذا النشاط الزلزالي طبيعي وعادي، وضروري أن يكون، وإذا لم تكن هذه الهزات كنت سأتخوف أكثر، وبالتالي هذه الهزات لا بد أن تكون مصاحبة لأي هزة عنيفة”.

وأضاف أن المواطنين “لا بد أن يكونوا على علم بالظاهرة، وأن نفهم الهزات المصاحبة لها والتي تتباعد، وهذا طبيعي ومطمئن”، منبها سكان المناطق القريبة من البؤرة الزلزالية إلى “خطر الانجرافات والانهيارات الصخرية التي تكون أحيانا بدون هزات، ونرى المناطق الجبلية تعرف انزلاقات، الأمر الذي يجعل من اللازم علينا الاحتياط من هذا الخطر”.

وسجل أن التضاريس المعقدة والجبال المرتفعة في المنطقة، هي “نتيجة للعصور الجيولوجية المتعاقبة وهي التي أعطتنا هذه السلاسل الجبلية المهمة”.

من جهته، اعتبر محمد آيت الطاهر، الأستاذ الباحث والخبير في الجيولوجيا، أن الموجات الارتدادية المسجلة “عادية ولا تستدعي المخاوف”، موضحا أن الهزات الارتدادية تخرج على شكل “ذبذبات وعندما تلقى مجالا مغايرا تقع عملية انعكاس وتتحول إلى هزة”.

وأضاف آيت الطاهر، في تصريح لهسبريس، أن تداعيات الهزات الارتدادية تكون “أكبر على مستوى جبال الأطلس، والمشكل أن فيها فوالق وشقوقا عميقة قابلة للتحرك عكس المناطق المتماسكة التي ليست فيها شقوق”.

وأبرز أن الحركات القوية التي تشهدها سلسلة جبال الأطلس عادية لأنها “جبال حديثة جيولوجيا والفوالق موجودة فيها، وتنفجر الهزات الأرضية في الأماكن الهشة القابلة للتحرك”، محذرا من مخاطر هذه الهزات على المناطق المجاورة لبؤرة الزلزال الذي ضرب الحوز.

وأشار إلى أن هزة ارتدادية بـ4 درجات “يمكن أن تؤدي إلى انهيارات في المنازل التي بها تشققات بسبب الزلزال السابق، ويمكن أن تنهار بشكل نهائي”، مشددا على ضرورة “تفادي السكن في المنازل المتضررة”، كما أكد أن “إعادة الإعمار تحتاج إلى دراسة جيوتكنيكية معمقة، واتخاذ الحيطة والحذر ضروري، والبناء لا بد أن يكون في المستقبل مقاوما للزلازل والموجات الزلزالية”.