أكبر اقتحام عددي منذ احتلاله.. المسجد الأقصى يدخل مرحلة استباحة غير مسبوقة

بيروت شبكة قُدس: حذّرت مؤسسة القدس الدولية من أن المسجد الأقصى المبارك قد دخل مرحلة الاستباحة الكاملة، في ظل ما وصفته بـ”العدوان التاريخي” الذي لم يشهد له مثيلاً منذ احتلاله عام 1967، مؤكدة أن هذا الوضع يفرض تحركًا شعبيًا عربيًا وإسلاميًا عاجلًا، كما يفترض على الأردن والنظام الرسمي العربي التخلي عن سياسة الرفض الشفهي المجرد من الأفعال، من أجل تجنب ما سمته “التضييع الثاني للأقصى”، بعد أن ضُيّع أول مرة باحتلاله.
وقالت المؤسسة في بيانها إن الأقصى شهد اليوم أكبر اقتحام عددي منذ احتلاله، إذ اقتحمه 2,258 مستوطنًا خلال ما يسمى عيد الفصح العبري، تخللها أكبر التجمعات لأداء الطقوس التوراتية في ساحته الشرقية، والتي باتت تشكّل عمليًا كنيسًا غير معلن داخل المسجد. كما شهدت الساحات والطرقات المؤدية إلى أبوابه تجمعات متكررة لأداء الطقوس، إلى جانب الاقتحام المتكرر لمقبرة باب الرحمة الملاصقة لسور المسجد.
وأضاف البيان أن “الوضع القائم” في الأقصى قد انقلب كليًا بين عام 1967 واليوم؛ فبعد أن كان مسجدًا مفتوحًا للمسلمين، أصبح مفتوحًا لليهود، بينما يُحاصر المسلمون بالحواجز. كما تحولت إدارة المسجد تدريجيًا من الوصاية الأردنية إلى هيمنة شرطة الاحتلال، مما همّش الدور الأردني الفعلي، وحوّله إلى مجرد مشاركة شكلية، في حين بات الأقصى يُستخدم كموقع لأداء مختلف الطقوس التوراتية بشكل يومي.
وشددت المؤسسة على أن الأسابيع الأخيرة سبقت هذا التصعيد بإجراءات منهجية لفرض السيطرة الكاملة على الأقصى، من بينها تقييد حركة طواقم الأوقاف الإسلامية، ونصب حواجز معدنية مرتفعة لا تسمح بمرور أكثر من شخص واحد، وتجديد شبكة المراقبة بالكاميرات، مما جعل المسجد محاصرًا بالكامل وتحت مراقبة دائمة.
وحذّرت المؤسسة من أن ما جرى اليوم سيشجع تيارات اليمين الصهيوني ومنظمات المعبد على تصعيد العدوان وزيادة أعداد المقتحمين، عبر اعتبار هذا المشهد بوابة لـ”التأسيس المعنوي للمعبد المزعوم”، داعية إلى بدء التحضير الشعبي والرسمي من الآن لمواجهة مواسم العدوان القادمة، وخصوصًا في 26 أيار/مايو (الذكرى العبرية لاحتلال القدس)، و3 آب/أغسطس (ذكرى خراب المعبد وفق التقويم العبري).
وفي بيان، قالت حركة حماس إن اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى بمشاركة المتطرف الإرهابي “تسفي سوكوت”، تحت حماية أمنية مشددة من جيش وشرطة الاحتلال، يشكّل استمراراً للمحاولات المحمومة للاحتلال لتهويد المقدسات الإسلامية والاستيلاء عليها.
وأضافت: نؤكد لـ”بن غفير” ولغيره من قادة الاحتلال المتطرفين أن كل إجراءات الاحتلال على أرضنا ومقدساتنا ستزول مع زواله الحتمي، وأنها لن تنجح في تغيير هوية القدس والأقصى العربية الإسلامية.
ودعت أبناء أمتنا العربية والإسلامية، للانتفاض نصرةً لأهلهم المرابطين في فلسطين دفاعاً عن قبلة المسلمين الأولى، وعن مقدسات الأمة وثوابتها، ونطالب الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى التحرك العاجل واتخاذ إجراءات لحماية القدس والأقصى.