اخبار المغرب

“كسابة” الصحراء يضعون حدا لجدل إحصاء وزارة الفلاحة الإبل بالأقاليم الجنوبية

أثار البلاغ الصادر عن وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، بخصوص عملية إحصاء القطيع الوطني، جدلا واسعا بالأقاليم الجنوبية للمملكة، خاصة في شقه المتعلق بصنف الإبل، بعد أن تم تداول معطيات مشككة في دقة النتائج الرسمية عبر منصات رقمية ووسائل إعلام محلية.

وفي رد مباشر على هذا الجدل بادر “كسابة” ومربو الإبل بالجهات الجنوبية الثلاث إلى إصدار بلاغ يؤكدون فيه تزكيتهم الأرقام التي أعلنتها الوزارة بتاريخ 26 غشت 2025، التي كشفت أن عدد الإبل بالمغرب بلغ 106.044 رأسا، منها 91.432 أنثى، موضحين أن “هذه المعطيات اعتمدت على إحصاء ميداني محكم أشرفت عليه لجان مختصة محليا ووطنيا”.

وأكد “الكسابة” أنفسهم، في بلاغهم، أن ما يروج من معطيات مضادة “لا يمت للحقيقة بصلة”، معتبرين أنها “مجرد محاولات للتشويش على المجهودات المبذولة من طرف السلطات العمومية والوزارة الوصية”، ومشددين على أن عملية الإحصاء “تمت بمهنية عالية وعلى أرض الواقع”، ما يجعلها خطوة أساسية لتثمين الموروث الحيوي الذي تشتهر به الأقاليم الجنوبية وضمان استدامته ضمن إستراتيجية السيادة الغذائية الوطنية.

كما ثمن مربو الإبل ذواتهم التعليمات الملكية السامية الرامية إلى إعادة تكوين القطيع الوطني، معبرين عن انخراطهم الدائم في إنجاح هذه المبادرة، ومؤكدين استعدادهم لمواصلة التعبئة من أجل تعزيز مكانة قطاع الإبل كرافعة اقتصادية واجتماعية محورية في الأقاليم الجنوبية للمملكة.

وفي هذا الصدد قال إبراهيم الموساوي، “كساب” بجهة العيون الساقية الحمراء، إن “الأرقام التي أعلنتها وزارة الفلاحة تعكس حقيقة المجهود الميداني الذي قامت به اللجان المختصة، خلافا لما يتم الترويج له في بعض المنصات من معطيات مغلوطة”، لافتا إلى أن “العملية تمت بمهنية عالية وبإشراف مباشر من السلطات المختصة، وهو ما يبعث على الاطمئنان بشأن دقتها وموضوعيتها”.

وأضاف المتحدث، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “إدماج الإبل في عملية الإحصاء الوطني يعد خطوة إيجابية بعد سنوات طويلة من الغياب عن اهتمامات الوزارة الوصية، لما تحمله الإبل من رمزية خاصة في الثقافة الصحراوية ومكانة محورية في النسيج الغذائي والاقتصادي بالأقاليم الجنوبية”، مؤكدا أن “هذا الاهتمام الجديد يشكل أساسا لتثمين هذا الموروث وضمان استدامته ضمن إستراتيجية السيادة الغذائية الوطنية”.

وخلص إبراهيم الموساوي، في حديثه لهسبريس، إلى أن “التعليمات الملكية السامية لإعادة تكوين القطيع الوطني تعكس رؤية إستراتيجية بعيدة المدى لدعم قطاع الإبل وتعزيز مكانته كرافعة اقتصادية واجتماعية في الأقاليم الجنوبية”.

من جانبه سجل الساعدي المحفوظ، أحد “كسابة” الإبل بالأقاليم الجنوبية، أن “الأرقام الرسمية التي أعلنتها وزارة الفلاحة تترجم حقيقة الواقع الميداني، وتفنّد بشكل قاطع الادعاءات المتداولة التي تحدثت عن أعداد متدنية لا تتجاوز 40 ألف رأس”، مضيفا أن “مثل هذه المزاعم لا تمثل ‘الكسابة’ الحقيقيين، بل تقف وراءها جهات معروفة في الوسط بـ’الشناقة’، تسعى إلى خدمة مصالح تجارية مرتبطة باستيراد الإبل من الخارج”.

ولفت المتحدث الانتباه، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن “‘الكسابة’ متمسكون بتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ومنخرطون بشكل مسؤول في البرامج المعتمدة لإعادة تشكيل القطيع الوطني ودعم سلاسل الإنتاج، إيمانا منهم بأن تطوير سلسلة الإبل وتنميتها مسؤولية وطنية مشتركة”، مشددا على “رفضهم القاطع استيراد الإبل من الخارج حفاظا على السلالات المحلية والخصوصية البيئية والاقتصادية للأقاليم الجنوبية”.

ووفي هذا السياق يرى الساعدي المحفوظ أن “إحصاء الإبل أنجز بمهنية عالية وبإشراف مباشر من السلطات المختصة”، وأن “المعطيات الرسمية الصادرة عن الوزارة هي المرجع الأساس، ما يستوجب من وسائل الإعلام ورواد المنصات الرقمية تحري الدقة والاعتماد على القنوات المؤسساتية بدل الانسياق وراء تقديرات غير موضوعية”.