اخبار الإمارات

تقييم استخباراتي أمريكي.. مقتل زعيم فاغنر عملية مدبرة

ملابسات حادث مقتل بريغوجين إثر سقوط طائرة خاصة كان على متنها برفقة 9 آخرين أثارت تكهنات حول احتمال اغتياله

الجمعة 25 أغسطس 2023 / 12:43

مع استمرار التحقيقات بسقوط طائرة خاصة كان على متنها زعيم مجموعة فاغنر الروسية يفغيني بريغوجين برفقة 9 آخرين، مساء الأربعاء، خلص تقييم مبدئي للاستخبارات الأمريكية إلى أن انفجاراً متعمداً تسبب في تحطم طائرة بريغوجين الذي نعاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الخميس.

ومع تزايد التكهنات حول ملابسات الحادث وما إذا كان مدبراً، نقلت وكالة “أسوشيتد برس”، عن مسؤولين أمريكيين وغربيين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، بأن “الانفجار يتماشى مع تاريخ بوتين الطويل من محاولة إسكات معارضيه ومنتقديه”.

وبحسب الوكالة الأمريكية، لم يقدم المسؤولون أي تفاصيل حول سبب الانفجار الذي قتل بريغوجين والذي يعتقد بشكل واسع أنه انتقام  من زعيم فاغنر وعدد من مرافقيه، بسبب التمرد الذي شكل أكبر تحدٍ لسلطة الرئيس الروسي.

وإلى ذلك، قال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال بات رايدر، معلقاً على  التقارير الصحافية التي أفادت بإن صاروخ أرض جو أسقط الطائرة إنها “غير دقيقة”، ولكنه رفض الكشف عما إذا كانت الولايات المتحدة تشتبه في وجود قنبلة أو تعتقد أن الحادث كان عملية اغتيال.

وظهرت تفاصيل التقييم الاستخباراتي في الوقت الذي أعرب فيه بوتين عن تعازيه لأسر أولئك الذين كانوا على متن الطائرة.

وفي أول تعليق لبوتين على حادث مقتل زعيم فاغنر،  أكد أنه يعرف بريغوجين منذ التسعينيات وكان رجل أعمال موهوباً، مشيراً إلى أن روسيا تنتظر نتائج التحقيقات.

وقدم بوتين التعازي لأسرة مؤسس مجموعة فاغنر العسكرية يفغيني بريغوجين، وقال “أود أن أعرب عن تعازي الصادقة لأسر جميع الضحايا”، مشيراً إلى أن بريغوجين ارتكب “أخطاء” جسيمة، لكنه “حقّق نتائج مرجوة لنفسه وللقضية المشتركة”.

وأكد بوتين أن “ضحايا تحطم طائرة فاغنر قدموا “مساهمة كبيرة” في أوكرانيا”، كما وعد بالتحقيق في تحطم طائرة بريغوجين “حتى النهاية”، مضيفاً “سنرى ما سيقوله المحققون في المستقبل القريب. الفحوص جارية، فحوص فنية وجينية”، لافتاً إلى أن التحقيق “سيستغرق بعض الوقت”.

وأثارت ملابسات الحادث الذي أكدت السلطات الروسية أنه أودى بجميع ركاب الطائرة، ومنهم مقربون من بريغوجين، تكهنات حول احتمال اغتياله.

ومن جانبه، صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، في حديثه للصحافيين، الأربعاء، إنه يعتقد أن بوتين كان وراء الحادث، رغم أنه أقر بأنه ليس لديه معلومات تؤكد اعتقاده، وقال: “لا أعرف على وجه اليقين ما حدث، لكنني لست مندهشاً ولا يحدث الكثير في روسيا من دون أن يكون بوتين وراءه”.

وكان كبار المسؤولين في إدارة بايدن قد حذروا علناً من أن بريغوجين قد يُقتل على يد الكرملين بعد أن قاد تمرداً مسلحاً ومفتوحاً- وإن لم يدم طويلاً- ضد الرئيس الروسي في أواخر يونيو (حزيران).

وبدوره، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متحدثاً للصحافيين، أمس الخميس، أن بلاده لا علاقة لها بمقتل بريغوجين، مضيفاً “الجميع يعلم من المتورط في هذا الحادث”. 

وكشفت وكالة الطيران الروسية أن بريغوجين نفسه والقائد البارز ديميتري أوتكين كانا على متن الطائرة وأنه لا يوجد أحياء في الحادث الذي أسفر عن تحطمها.

ووفقاً لتقرير “أسوشيتد برس”، لم يكن من الواضح سبب وجود العديد من كبار قادة فاغنر، على متن نفس الرحلة، بما في ذلك الذين عادة ما يكونوا حذرين للغاية بشأن أمنهم، كما أن  الهدف من رحلتهم المشتركة إلى سان بطرسبرغ كان مجهولاً.

وفي مقر فاغنر في سان بطرسبرغ، أضاءت الأضواء على شكل صليب كبير، وقام أنصار بريغوجين ببناء نصب تذكاري مؤقت، حيث كدسوا الزهور الحمراء والبيضاء خارج المبنى، أمس،  إلى جانب الأعلام والشموع.

ويذكر أن منصة إعلامية تابعة لبريغوجين،  اتهمت أمس جهات روسية بإسقاط طائرة بريغوجين ما أدى لمقتله و9 أشخاص كانوا برفقته، وذكرت على تطبيق “تليغرام” أن “طائرة بريغوجين ورفاقه، تم إسقاطها في سماء روسيا، من خلال ضربة موجهة”.

ولفت تقرير الوكالة إلى أنه لم تقم وسائل الإعلام الرسمية الروسية بتغطية الحادث على نطاق واسع، وبدلاً من ذلك ركزت على تصريحات بوتين أمام قمة بريكس في جوهانسبرغ عبر رابط الفيديو والهجوم الروسي على أوكرانيا.

وذكرت العديد من قنوات الاخبار السعودية الاجتماعي الروسية أن الجثث كانت محروقة ومشوهة بحيث لا يمكن التعرف عليها وسيتعين التعرف عليها عن طريق الحمض النووي، ونشرت وسائل إعلام روسية مستقلة هذه التقارير، لكن وكالة “أسوشيتد برس” لم تتمكن من تأكيدها بشكل مستقل.

وبحسب ما نقلت الوكالة عن شهود عيان، قالت أناستاسيا بوخاروفا (27 عاماً)، إنها كانت تسير مع أطفالها الأربعاء عندما شاهدت الطائرة، ثم دوى انفجار في السماء، مضيفة أنها كانت خائفة من أن يضرب المنازل في قريتها كوزينكينو وركضت مع الأطفال. ولكن انتهى الأمر بالطائرة إلى الاصطدام بأحد الحقول، لافتة إلى أن  شيئاً ما من الطائرة انفجر في الهواء.

وفي السياق، قال معهد دراسة الحرب إن السلطات الروسية تحركت على الأرجح ضد بريغوجين وكبار مساعديه باعتبارها “الخطوة الأخيرة للتخلص من فاغنر كمنظمة مستقلة”.

كما أشار كاتب خطابات سابق لبوتين ومستشار سياسي،  عباس جالياموف إلى تمرد بريغوجين وبقائه حراً، وقال إن “الفشل في معاقبة بريغوجين كان سيفتح المجال لجميع المتمردين ومثيري الشغب المحتملين، لذا كان على بوتين أن يتحرك”.

وختمت الوكالة الأمريكية تقريرها بالإشارة إلى ما أظهرته مقاطع فيديو نشرتها قناة “غراي زون” المؤيدة لفاغنر على تيليغرام، حيث كانت الطائرة تسقط مثل حجر وسط سحابة كبيرة من الدخان، وتلتف بشدة أثناء سقوطها، ويبدو أن أحد جناحيها كان مفقوداً، وقالت إن “سقوطاً حراً كهذا يحدث في الغالب عندما تتعرض الطائرة لأضرار جسيمة”، في إشارة إلى احتمال حدوث انفجار في الطائرة قبل سقوطها.