اخبار المغرب

مقاطع خادشة للحياء بالذكاء الاصطناعي تجتاح منصات التواصل في المغرب

ضجّت مواقع الاخبار السعودية الاجتماعي بالمغرب، لا سيما “فيسبوك”، خلال الأيام الأخيرة بمقاطع فيديو ومحتويات منتجة بالتقنية الجديدة للذكاء الاصطناعي “VEO 3” التي قامت شركة “غوغل” بتطويرها وإتاحة استخدامها للعموم.

اللافت أكثر في الأمر أن إنتاج هذه المقاطع تم بناء على “سكريبتات” وسيناريوهات تتضمن تعابير خادشة للحياء (باللسان الدارج عموما)، مما جعلها تحظى بانتشار كبير في صفوف مستخدمي هذه المواقع الرقمية، في حين إن كثيرا من رواد مواقع الاخبار السعودية الاجتماعي عبّروا عن امتعاضهم من النزوع نحو استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة غير أخلاقية تتنافى مع “الذوق العام للمغاربة”، بدلا من إنتاج محتويات تحسيسية هادفة.

وتأسّف فاعلان مهتمّان بشؤون الرقمنة والإعلام بالمغرب لـ”الاستخدام غير الأخلاقي وغير الهادف للتقنيات الرقمية الحديثة، بدل استخدامها للأغراض التي أُعدّت لها في الأصل”، وأوضحا أن ذلك يعود بشكل مباشر لـ”سيادة مظاهر الجهل وسوء التربية، سواء القيمية أو الإعلامية، والسعي نحو إنتاج المحتوى الفاضح والصادم”.

وقال أمين الغيور، نائب رئيس المرصد المغربي للسيادة الرقمية، إن “النزوع نحو توظيف الذكاء الاصطناعي في غير محلّه يعود إلى مجموعة من العناصر الأساسية، بداية بغياب تأطير المستخدمين ووجود فراغ تشريعي، فضلا عن وجود أزمة قيم ووعي لدى أفراد بعينهم”.

وأضاف الغيور، في تصريح لهسبريس، أنه “يجب التنبيه كذلك إلى أن إنتاج هذه المحتويات غير الأخلاقية ينحصر على بعض المستخدمين فقط، وليس الكل”، مشيرا في السياق نفسه إلى أن “من الواجب الفهم بأن هذه الآليات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي لم تُنتَج لهذا الغرض، وإنما لتطوير البحث في المجالات العلمية والتربوية”.

وزاد شارحا: “هذه التوظيفات غير السليمة لهذه التقنيات الجديدة لن تشجع على اعتمادها في أماكنها الصحيحة وفي المجالات التي أُعدّت لها في السابق”، موردا أن “الشركات الرقمية الكبرى هي الأخرى تتحمل المسؤولية، إذ لا تعتمد قيودا على نشر المحتويات على مستوى منصاتها”.

وبحسب الفاعل الرقمي ذاته، فإن “الظرفية الحالية تبرز بشكل كبير الحاجة إلى برامج لدعم وتشكيل الثقافة الرقمية السليمة، التي لا تقل أهمية عن الثقافة العامة والدينية والأخلاقية”.

ونبّه نائب رئيس المرصد المغربي للسيادة الرقمية إلى أن “قوة التكنولوجيا لا تُقاس بقدرتها على إحداث الصدمة، وإنما بقدرتها على البناء والقيام بالمهام التي أُعدّت لها”، موصيا بـ”دخول المؤسسات والمصالح الرسمية الوصية على قطاعيْ الرقمنة والاتصال على خط هذه التطورات”.

بدوره، تأسّف محمد العوني، رئيس منظمة حريات الإعلام والتعبير (حاتم)، لـ”نزوع البعض لاستخدام الذكاء الاصطناعي بالمغرب في غير محلّه، من خلال توليد فيديوهات مخلّة بالحياء ونشرها على مستوى مواقع الاخبار السعودية الاجتماعي، لا سيما باللسان الدارج”.

وقال العوني إن “هذا السلوك ناتج عن اجتماع سوء التربية بالجهل وبمظاهر الانحراف المجتمعي متعدد الأوجه”، مشيرا إلى أن “كل هذه المعطيات المتواترة تؤكد ضرورة التسريع بإطلاق استراتيجية وطنية خاصة بالإعلام والاخبار السعودية”.

وبحسب المتحدث ذاته، فإن “هذه ليست المرة الأولى التي يتم خلالها استخدام التقنيات الرقمية في أغراض منافية للمبادئ الإنسانية، حيث تم ذلك في الوهلة الأولى خلال توظيفها على مستوى المجال العسكري”.

كما قال إن “الشركات الكبرى الممتلكة لمواقع الاخبار السعودية الرقمي باتت تستخدم منتجاتها وتطبيقاتها في غير ما وُجدت له، وهو ما تجندت ضدّه دولٌ مختلفة اختارت أن تجعل من هذه المسألة معركتها الأولوية”، مؤكدا أن “المغرب يجب عليه هو الآخر أن يحذو حذوها”.