والي العيون يتباحث مع وفد إيفواري

استقبل عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، اليوم الثلاثاء، وفدا دبلوماسيا من سفارة جمهورية كوت ديفوار بالمغرب، في إطار زيارة ميدانية تهدف إلى استكشاف فرص الاستثمار المتاحة في الجهة وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وضم الوفد الإيفواري، الذي قدم إلى العيون بعد محطة أولى بمدينة الداخلة، كلا من تادت إيف، المستشار الأول بالسفارة، وعبدلاوي كمارا، المكلف بالشؤون القنصلية، ولوترا آن ماري، المكلفة بالشؤون الأكاديمية، وكوني إدغار، المكلفة بالشؤون الاجتماعية، إلى جانب القنصل الشرفي لجمهورية كوت ديفوار بمدينة العيون محمد الإمام ماء العينين.
وخصص هذا اللقاء لمحادثات رسمية تناولت سبل تعزيز التعاون بين جهة العيون الساقية الحمراء وبين المؤسسات الإيفوارية، خاصة في المجال الاقتصادي والاجتماعي؛ فقد قدّم بكرات لمحة شاملة عن التحولات التنموية الكبرى التي شهدتها الجهة في السنوات الأخيرة، مؤكدا أن العيون باتت فضاء اقتصاديا واعدا في محيطها الإفريقي.
وأوضح والي جهة العيون الساقية الحمراء أن هذه الجهة استفادت من استثمارات استراتيجية همت قطاعات الطاقات المتجددة والاقتصاد الأزرق والسياحة البيئية، إلى جانب مشاريع بنيوية كبرى ساهمت في تعزيز موقعها كقطب اقتصادي إقليمي.
وفي هذا الصدد، لفت المسؤول الجهوي الانتباه إلى مشروع توسعة ميناء المرسى بالعيون، الذي سيسهم في الرفع من قدرات التبادل التجاري وربط الجهة بالأسواق الدولية، مع تكامل مرتقب مع ميناء الداخلة الأطلسي.
كما تطرق بكرات إلى الدور المحوري الذي يلعبه قطاع التعليم العالي والتكوين المهني في دعم الاقتصاد المحلي، مبرزا أن مؤسسات مثل كلية الطب والصيدلة ومدينة المهن والكفاءات أصبحت تستقطب طلبة من مختلف الدول الإفريقية، في انسجام مع سياسة التعاون جنوب–جنوب التي تنهجها المملكة المغربية.
وفي أعقاب اللقاء، قال تادت إيف، المستشار الأول بسفارة كوت ديفوار بالمملكة المغربية، إن الزيارة التي قاموا بها للأقاليم الجنوبية تأتي في إطار مهمة دبلوماسية رسمية بتكليف من لامين واتارا، السفير فوق العادة والمفوض لجمهورية كوت ديفوار بالرباط.
وأبرز تادت إيف، في تصريح خاص لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الهدف الأساسي من الزيارة هو تعزيز أطر التعاون الثنائي والاطلاع عن قرب على الدينامية التنموية المتسارعة التي تشهدها هذه المناطق”.
وأضاف المستشار الأول بسفارة كوت ديفوار بالمغرب أن الجولة شملت مدينتي الداخلة والعيون، حيث لمسوا حجم التطور الكبير والإمكانات الاستثمارية الواعدة التي تميز هذه الأقاليم في قطاعات استراتيجية عديدة، مشيرا إلى أن “اللقاء الذي جمعهم مع والي الجهة كان مثمرا وتناول سبل تعميق الشراكة والتعاون بين البلدين”.
وأوضح المسؤول الدبلوماسي سالف الذكر أن “موقف كوت ديفوار من قضية الصحراء المغربية ثابت وواضح”، مجددا التأكيد على دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية واعترافها بسيادتها الكاملة على أقاليمها الجنوبية، مؤكدا أنه “موقف لا يقبل أي تأويل أو لبس”.
وأكد المتحدث ذاته أن “العلاقات بين المغرب وكوت ديفوار تجاوزت حدود التعاون التقليدي لتتحول إلى شراكة استراتيجية متينة، مستندة إلى رؤية مشتركة يقودها فخامة الرئيس الحسن واتارا وجلالة الملك محمد السادس نصره الله”.
وأنهى تادت إيف حديثه لهسبريس بالتعبير عن سعادته بلقاء أفراد الجالية الإيفوارية بمدينة العيون، والتي تضم أكثر من ثلاثة آلاف من الطلبة والعمال والأسر، حيث استمع إلى تطلعاتهم، مشيدا بـ”الدور الكبير الذي تقوم به السلطات المحلية في توفير شروط العيش الكريم وجو التعايش والاستقرار بالمنطقة”.
وعلى صعيد آخر، عقد الوفد الإيفواري جلسة عمل بمقر جماعة العيون، بحضور نائب رئيس المجلس الجماعي، تم خلالها تقديم عرض مؤسساتي حول المشاريع الحضرية والبنيات التحتية والخدمات الاجتماعية التي تشهدها المدينة، قبل أن ينتقل الوفد إلى مقر المركز الجهوي للاستثمار للاطلاع على مناخ الأعمال والتسهيلات الممنوحة للمستثمرين.