ورشات الأطلس منصة لمواهب السينما العرب والأفارقة في مهرجان مراكش
يمنح مهرجان مراكش الدولي للسينما مخرجين شباب من بلدان إفريقية وعربية، فرصا استثنائية للارتقاء بتجاربهم في كتابة السيناريو أو البحث عن تمويل أو لقاء منتجين وموزعين أو منظمي مهرجانات عالمية، من خلال برنامج « ورشات الأطلس ».
في منتجع تغطيه أشجار الزيتون والأزهار بضواحي العاصمة السياحية للمغرب، التقى هذا الأسبوع في دورة العام 2024 مخرجون شباب يحملون 27 مشروعا قيد التطوير أو التصوير أو في مرحلة ما بعد الإنتاج، وينتمون إلى 13 بلدا عربيا وإفريقيا. وشاركوا في ورشات الأطلس التي تنتهي الخميس وتقام على هامش الدورة 21 لمهرجان مراكش الدولي للفيلم المستمر حتى السابع من ديسمبر.
ويقول المخرج النيجيري باباتوندي أبالو (38 عاما) إنه خرج « بأفكار مختلفة » بعد جلسة عمل ضمن هذا البرنامج مع الملحن التونسي أمين بوحافة حول الموسيقي التصويرية لفيلمه « إن ذا شادو أوف كود فورتن » (In the shadow of good fortune)، وهو ثاني أفلامه في مرحلة ما بعد الإنتاج حاليا، ويتطرق لتأثير الأعراف الاجتماعية على حياة زوجين نيجيريين.
ومن المشاركين أيضا المخرج السنغالي مولي كين (38 عاما) الذي عقد « جلسة بناء » مع منتج فيلمه الأول « إيسي ريبو » الذي لا يزال في مرحلة الكتابة.
ويستفيد جميع المشاركين من برنامج مكثف مدته خمسة أيام يتناول الإنجاز والتمويل والإنتاج والتوزيع، بمساعدة مستشارين من مختلف أنحاء العالم.
ويوضح مدير ورشات الأطلس ريمي بونوم أن « هذه المنصة لها بعد دولي وتتميز بأنها صممت لفائدة المواهب من العالم العربي والقارة الإفريقية الذين لا تتاح أمامهم سوى فرص قليلة من هذا النوع ».
ودعم البرنامج منذ إطلاقه في دورة العام 2018 لمهرجان مراكش 152 مشروعا، بينها 60 مغربيا.
واختيرت ستة أفلام استفادت من دعمه للمشاركة في مهرجان برلين السينمائي، ومن بينها « ماء العين إلى من أنتمي؟ » للمخرجة التونسية مريام جبور المختار ضمن المسابقة الرسمية.
وعرضت ثلاثة أفلام أخرى في مهرجان كان، وواحد في مهرجان البندقية وآخر في مهرجان لوكارنو، وفق ما يقول بونوم.
ورأت السيناريست الدنماركية فاليريا ريختر أن « ورشات الأطلس منتدى هام بفكرة مركزية تتمحور حول جمع وخلق روابط » بين المشاركين.
ويوضح مولي كين أنه « في مسار إبداعي من الضروري تلقي تعليقات من محترفين أو حتى من طرف مشاركين آخرين، فهذا يتيح أخذ مسافة إزاء مشروعك، وتغذيته وتطويره ».
ويضيف « ورشات الأطلس من البرامج النادرة في إفريقيا التي يمكنها أن تمنحك مثل هذه الفرصة ».
ويأمل كين، شأنه شأن باقي المشاركين، الفوز بإحدى جوائز البرنامج التي تراوح قيمتها بين 5 آلاف و30 ألف يورو.
إلى جانب الأخصائيين، يمكن للمواهب الشابة التي جرى انتقاؤها للمشاركة في البرنامج أن تلتقي أيضا بمديري المهرجانات العالمية الرئيسية للسينما (كان والبندقية وبرلين ولوكارنو).
في دورة هذا العام، كان بإمكانهم عرض مشاريعهم على نحو عشرين من موزعي الأفلام في فرنسا وإيطاليا وإنكلترا واليونان.
ويعرب المخرج محمد البدوي (45 عاما) عن سعادته « بفرصة لقاء كل هذا العدد من مهنيي السينما وإمكانية تطوير مشروعي ». وهو يبحث عن شركاء جدد لدعم فيلمه « فتوى »، وهو إنتاج إسباني مغربي في مراحله الأولية حاليا.
وقال بونوم إن المشاركين تمكنوا من لقاء حوالى 300 متخصص في صناعة السينما من منتجين وموزعين ومدراء قنوات تلفزيونية أو منصات الفيديو يبحثون عن مشاريع لتمويلها أو المشاركة في إنتاجها أو توزيعها.
وقال باباتوندي أبالو « إنها فرصة جيدة للغاية لتقديم مشروعي إلى العالم ».
وفاز أبالو بجائزة « تيدي أواردز » المخصصة للأفلام التي تتناول حقوق مثليي الجنس في دورة العام الماضي لمهرجان برلين عن فليمه « كل ألوان العالم بين الأسود والأبيض ».
وهو حاليا بصدد البحث عن تمويل إضافي وموزعين ومهرجانات لعرض فيلمه الثاني.
عن (أ.ف.ب)