الاحتلال يغتال 9 أسرى محررين مبعدين إلى غزة خلال أسبوع

غزة قدس الإخبارية: استشهد عدد من الأسرى المحررين الذين أُبعدوا إلى قطاع غزة، جراء غارات شنّها جيش الاحتلال على مناطق متفرقة من القطاع خلال الساعات الماضية، في استهداف مباشر طال رموزًا من الحركة الأسيرة الفلسطينية.
وأكدت مصادر محلية استشهاد الأسرى المحررين أمجد أبو عرقوب، وبلال زراع، ومحمود أبو سرية، ورياض عسلية القدسوهم من محرري صفقة “وفاء الأحرار” الذين أبعدوا إلى غزة عام 2011، إلى جانب ناجي عبيات، أحد مبعدي كنيسة المهد، وذلك بعد غارة إسرائيلية استهدفت مخيم سنابل في مواصي خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وكان الاحتلال في مايو/أيار 2002، أبعد تسعة وثلاثين فلسطينيا من بيت لحم، عرفوا بمبعدي كنيسة المهد.
وفي غارة أخرى استهدفت بلدة الزوايدة وسط القطاع، استُشهد الأسير المحرر المبعد محمود إبراهيم الدحبور من مدينة نابلس، لترتفع بذلك حصيلة الشهداء من الأسرى المحررين المبعدين إلى خمسة خلال أقل من 24 ساعة.
والخميس الماضي، اغتال جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الخميس، ثلاثة من الأسرى المحررين الذين أُبعدوا إلى قطاع غزة ضمن صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وهم: بسام إبراهيم أبو سنينة (52 عامًا) من القدس المحتلة، وأيمن أبو داوود، ومهدي شاور من مدينة الخليل، إثر غارة جوية استهدفت موقعًا في قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية أن بسام أبو سنينة وُلد عام 1973 في حارة باب حطة داخل البلدة القديمة في القدس المحتلة، على بعد مئات الأمتار من المسجد الأقصى، واعتقله الاحتلال عام 2000 وحُكم عليه بالسجن المؤبد بعد اتهامه بتنفيذ عملية طعن ضد مستوطن. أُفرج عنه في صفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين الأول 2011، وتم إبعاده إلى قطاع غزة قسرًا.
ولا تُعد هذه الجريمة سابقة في سياق حرب الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ استهدفت قوات الاحتلال خلال الأشهر الماضية عددًا من محرري صفقة وفاء الأحرار المبعدين إلى غزة، منهم عبد العزيز صالحة من قرية دير جرير قضاء رام الله، الذي استشهد في غارة إسرائيلية على دير البلح في 3 أكتوبر/تشرين الأول 2024.
وكان صالحة قد اعتُقل بتهمة قتل جنديين إسرائيليين في مركز شرطة في رام الله عام 2000 خلال انتفاضة الأقصى، وقضى 10 سنوات في سجون الاحتلال قبل تحريره في الصفقة.
وفي الأسبوع الأول من العدوان، استشهد الأسير المحرر عبد أحمد أبو سيف من مدينة الخليل في غارة إسرائيلية على منزله في غزة بتاريخ 9 أكتوبر 2023، وكان قد قضى 8 سنوات في سجون الاحتلال قبل الإفراج عنه ضمن الصفقة.
وفي 12 أكتوبر 2023، استشهد الشقيقان طارق وعبد الناصر الحليسي، من مدينة القدس، بعد 25 عامًا من الاعتقال المشترك في سجون الاحتلال، وقد تم إبعادهما إلى قطاع غزة عقب تحريرهما.
كما استُشهد فرسان خليفة، المبعد من مخيم نور شمس بطولكرم، في 25 نوفمبر 2023، بعد أن قضى 8 سنوات في الأسر. وفي اليوم ذاته، ارتقى الشهيد محمد إبراهيم حمادة، من بلدة صور باهر في القدس، بعد أن أمضى 14 عامًا في سجون الاحتلال.
واستُشهد نضال أكرم أبو شخيدم، المبعد من الخليل، بتاريخ 19 أبريل 2024، بعد أن قضى 3 سنوات في الأسر، بينما استُشهد زكريا نجيب، المبعد إلى تركيا، في 30 مارس 2024، بعد 17 عامًا من الاعتقال، وقضى لحظاته الأخيرة قرب مستشفى الشفاء في غزة.
وفي 13 يوليو 2024، استشهد نمر حميدة، المبعد من قرية المزرعة الشرقية شمال شرق رام الله، بعد 8 سنوات من الاعتقال، بينما استشهد نائل السخل من نابلس في 2 أغسطس 2024، بعد أن أمضى 10 سنوات في الأسر.
وتشير هذه السلسلة من عمليات الاغتيال إلى استهداف ممنهج للأسرى المحررين، في محاولة لإفراغ الساحة الفلسطينية من رموزها النضالية، وحرمان الشعب الفلسطيني من القيادات التي تمثل ذاكرته الكفاحية.