الطوفان يخلق أزمة في أعلى هيئة بالجيش.. مرشح نتنياهو لرئاسة الأركان يستنكف
فلسطين المحتلة قدس الإخبارية: أعلن رئيس قسم الاستراتيجية وإيران في جيش الاحتلال، إليعازر توليدانو، قراره بعدم الترشح لمنصب رئيس الأركان.
توليدانو، المعروف بقربه من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو وسبق أن شغل منصب السكرتير العسكري له، كان أحد أبرز المرشحين لهذا المنصب بدعم مباشر من نتنياهو،إلا أن قراره أثار العديد من التساؤلات حول الأسباب الحقيقية وراء انسحابه، خاصة في ظل سياق سياسي وعسكري مشحون.
الفشل في 7 أكتوبر يلقي بظلاله
يواجه توليدانو، الذي قاد المنطقة الجنوبية قبل أشهر قليلة من هجوم طوفان الأقصى، إحراجًا كبيرًا بسبب الفشل الاستخباراتي والعسكري الذي وقع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
هذا الفشل، الذي هزّ المؤسسة العسكرية للاحتلال، فتح بابًا واسعًا للتحقيقات والمساءلة، حيث ألمح رئيس الأركان الحالي، هرتسي هليفي، إلى احتمال استقالته بعد انتهاء التحقيقات.
في هذا السياق، جاء قرار وزير حرب الاحتلال، يسرائيل كاتس، بوقف ترقية اثنين من الضباط المرشحين لرئاسة الأركان بسبب شبهات تورطهما في الإخفاقات التي وقعت خلال الهجوم، مما زاد من حدة الصراع داخل الجيش وأعاد تشكيل المشهد التنافسي على المنصب الأعلى.
صراع داخلي وتصفيات حسابات
الصحفي المختص بالشأن العبري، محمد بدر، يرى في حديثه لـ “شبكة قدس” أن انسحاب توليدانو يعكس صراعًا محتدمًا داخل مؤسسة جيش الاحتلال، يتمثل في:
1. الخوف من تحميل المسؤولية: هناك خشية بين كبار الضباط من تحميلهم مسؤولية الإخفاق في 7 أكتوبر، ما قد يعني نهاية مستقبلهم العسكري والسياسي.
2. الصراع بين الجيش والسياسة: المؤسسة العسكرية تحاول حماية نفسها من تحميلها المسؤولية الكاملة عن الفشل، في حين يسعى المستوى السياسي، وعلى رأسه نتنياهو، إلى تجنب الانتقادات عبر الإشارة إلى الجيش كطرف مسؤول.
3. محاولات السيطرة السياسية: منذ سنوات، يعمل نتنياهو على تعزيز نفوذه داخل الجيش من خلال دعم ضباط موالين له، وهو ما وصفته صحيفة “معاريف” بـ”توظيف المؤسسة العسكرية لخدمة نجوميته”.
4. الاستقطاب الأيديولوجي: الصهيونية الدينية باتت تتمتع بنفوذ متزايد داخل جيش الاحتلال، مما يعزز من دعم بعض التيارات السياسية لضباط يمثلونها.
5. تصفية الحسابات: الفشل الأخير أصبح أداة لتصفية الحسابات بين كبار الضباط، حيث يحاول كل طرف توريط الآخر.
انسحاب توليدانو لا يمثل مجرد خطوة شخصية، بل يعكس أزمة عميقة داخل مؤسسة جيش الاحتلال، هذه الأزمة تضع الجيش في مواجهة مباشرة مع المستوى السياسي، في وقت تحاول فيه حكومة الاحتلال تقوية قبضتها على مفاصل الدولة، بما في ذلك المؤسسة العسكرية.
ومع اشتداد الصراع على رئاسة الأركان، يبدو أن جيش الاحتلال يواجه اختبارًا وجوديًا، ليس فقط على مستوى القيادة، بل أيضًا في قدرته على البقاء كمؤسسة موحدة ومستقلة عن التوجهات السياسية التي تحاول السيطرة عليها.