المعسكر الغربي يتجند في الحرب على المقاومة… أين العمق العربي والإسلامي؟
فلسطين المحتلة قُدس الإخبارية: بعد الضربة القاسية التي حلَت بدولة الاحتلال في عملية “طوفان الأقصى”، وأثبتت هشاشة المنظومة الأمنية والاستخباراتية في المقام الأول وقدرات الجيش على القتال وإدارة المعركة في الميدان، رغم الدعم المفتوح لها من قبل الغرب على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.
بعد العملية تجنَدت المنظومة الغربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية في دعم دولة الاحتلال الإسرائيلي، ومنحها غطاء متعدد الأبعاد سياسياً وعسكرياً ودولياً وإعلامياً، في ارتكاب مذبحة مفتوحة بحق الفلسطينيين، في قطاع غزة، وفرض حصار مشدد عليهم وصل إلى قطرة الماء التي تصلهم.
الولايات المتحدة أعلنت عن إرسال حاملة طائرات دعماً لدولة الاحتلال في مواجهة “أعداء” آخرين، في الإقليم، قد تحمل الأيام المقبلة خبر دخولهم بشكل واسع في المواجهة، بالإضافة لحزمة مساعدات عسكرية واقتصادية، ويوم أمس كشفت وسائل إعلام أمريكية عن تجنيد 2000 جندي من الجيش الأمريكي لأداء مهمات داعمة لجيش الاحتلال.
وفي سياق حملة الدعم أرسلت الولايات المتحدة وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ويوم غد من المقرر أن يتوج هذا النشاط الداعم لدولة الاحتلال بزيارة الرئيس جو بايدن، في تأكيد على ما اعتبره محللون أن المعركة تدار من قبل الإدارة الأمريكية، التي وصلت إلى قناعة بفشل جيش الاحتلال وحكومة بنيامين نتنياهو.
حملة الدعم الغربي لإسرائيل ضمت أيضاً ألمانيا، وفرنسا التي قررت أيضاً إرسال قادتها لتقديم المساندة لقادة الاحتلال، بالإضافة لتنفيذها سلسلة إجراءات لمحاربة كل مجموعة تتضامن أو تقدم الدعم لفلسطين، من خلال التظاهرات والفعاليات الإعلامية، وامتد هذا الدعم إلى المجالات الاستخباراتية والعسكرية الذي شاركت فيه بريطانيا أيضاً، من خلال تقديم المسيَرات لدولة الاحتلال والمعلومات الأمنية من خلال الطائرات التجسسية التي تجوب سماء المنطقة، والقواعد العسكرية، وغرف العمليات المشتركة.
واليوم زار رئيس رومانيا، كلاوس يوهانيس، ورئيس حكومته مارسيل سيولاكو فلسطين المحتلة لتقديم الدعم لدولة الاحتلال.
الدعم الغربي لدولة الاحتلال يعيد الصورة الأصلية للصراع، “إسرائيل” الكيان الاستعماري الذي زرعه الغرب في منطقتنا، مقابل الأمة العربية والإسلامية والحضارة الشرقية في المضمار الأوسع، بعد عقود من محاولات تقزيم الصراع لإخراج شعوب المنطقة منه، ومحاولات الدول الغربية إعطاء نفسها صورة “الراعي لعملية تسوية” لم تكن كما أثبتت الحقائق سوى خدمة استراتيجية لـ”إسرائيل”، التي خططت لاختراق المنطقة مع استمرار منع العرب والمسلمين من امتلاك أسباب القوة التي تمنحها التفوق عليها.
تجند المعسكر الغربي في مواجهة الشعب الفلسطيني يعيد السؤال الملح والضروري في كل مرحلة: أين العمق العربي والإسلامي؟ إذ تمنح “إسرائيل” كل هذا الدعم وتحظى بجبهة عريضة من الدول، بينما يتعرض الفلسطيني للحصار والقتل والتجويع، وتخطط دول وأجهزة في المنطقة بالتعاون مع دولة الاحتلال والولايات المتحدة وغيرها من الأجهزة الغربية لمنعه من امتلاك سبل القوة التي يعيد فيها تحرير أرضه وحماية أولاده وبيته ولقمة عيشه.
خلال سنوات تعرضت المقاومة الفلسطينية لحملة “شيطنة” وهجوم من قبل أنظمة ومجموعات، في المنطقة، بسبب تحالفاتها مع قوى قدمت لها الدعم العسكري والسياسي، في سبيل بناء مشروعها الذي يواجه عدوان دولة الاحتلال الإسرائيلي، بينما تحظى “إسرائيل” بالدعم الغربي المفتوح، يعود السؤال مجدداً: لماذا حرام على المقاومة السعي لتحالفات في سبيل تمتين قوتها لحماية شعبها بينما دولة الاحتلال تفتح عليها أبواب دول عظمى لمدها بالأسلحة الفتاكة والمنظومات المتقدمة والدعم المالي الهائل؟.