بعد الإعلان رسميا عن استشهاده.. من هو القائد الكبير في حزب الله هيثم الطبطبائي؟

بيروت شبكة قُدس: أعلن حزب الله اللبناني، مساء اليوم الأحد، استشهاد القائد الكبير هيثم علي الطبطبائي (السيد أبو علي) الذي “ارتقى شهيدًا فداءً للبنان وشعبه إثر عدوان إسرائيلي غادر على منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت”، وفق بيان رسمي صدر عن الحزب.
وقال الحزب، إن السيد أبو علي، التحق “بإخوانه الشهداء بعد انتظار طويل للقاء الله تعالى، وبعد مسيرة حافلة بالجهاد والصدق والإخلاص والثبات على طريق المقاومة والعمل الدؤوب في مواجهة العدو الإسرائيلي حتى اللحظة الأخيرة من حياته المباركة”.
وأضاف حزب الله، أن الشهيد السيد أبو علي، “لم يعرف الكلل ولا الملل في مسيرة الدفاع عن أرضه وشعبه، وأفنى حياته في المقاومة منذ انطلاقتها، وكان من القادة الذين وضعوا المدماك الأساسي لتبقى هذه المقاومة قوية عزيزة مقتدرة تصون الوطن وتصنع الانتصارات”.
وأكد أن “شهادته العظيمة ستضفي أملًا وعزيمة وقوة لإخوانه المجاهدين وإصرارّا على متابعة الطريق، كما كان في حياته مصدر قوة وإلهام لهم. وسيحمل المجاهدون دمه الطاهر كما حملوا دماء كل القادة الشهداء، ويمضون قدمًا بثبات وشجاعة لإسقاط كل مشاريع العدو الصهيوني وراعيته أميركا”.
من هو السيد أبو علي؟
الطبطبائي من مواليد عام 1968، والده إيراني وأمه لبنانية، وقد ولد ونشأ في جنوب لبنان، قبل أن ينضم في شبابه إلى حزب الله، لكن اسمه ظهر لأول مرة في الإعلام عام 2015 بعد نجاته من محاولة اغتيال إسرائيلية في مدينة القنيطرة السورية الحدودية مع الجولان.
في 26 أكتوبر/ تشرين الأول 2016، صنّفت وزارة الخارجية الأمريكية، هيثم علي الطبطبائي، كـ”إرهابي عالمي”. وعرضت واشنطن “مكافأة تصل إلى 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن الطبطبائي، الذي يُعد قياديا عسكريا بارزا في حزب الله، وقاد قوات النخبة في الحزب في كل من سوريا واليمن”، بحسب ما ذكرته الخارجية الأمريكية آنذاك.
وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن دور الطبطبائي داخل حزب الله زاد بشكل كبير خلال عامي 2024 و2025، عقب الاغتيالات التي طالت الصف القيادي الأول والثاني في الحزب خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
ووصفت التقارير الإسرائيلية أبو علي الطبطبائي بأنه “الرجل الثاني في حزب الله بعد الأمين العام، نعيم قاسم” ورئيس أركان حزب الله فعليًا وأحد أبرز المسؤولين العسكريين في الحزب خلال السنوات الأخيرة.
ووفقا للمعلومات المتداولة يعتبر الطبطبائي أحد مهندسي قوات النخبة، وشارك في محاور قتالية عديدة، وسعى لاحقا لتعزيز الحضور الميداني للحزب في جنوب سوريا، وقد حاولت “إسرائيل” اغتياله في القنيطرة قبل نحو 10 سنوات في محاولة فاشلة.
وتشير تقارير إعلامية، إلى أن الطبطبائي كان عاملا أساسيا في إدارة “حرب الإسناد” التي نفذها حزب الله لدعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في حربها ضد الاحتلال بعد السابع من أكتوبر، ثم حاولت “إسرائيل” تصفيته بعد اغتيال فؤاد شكر لكنها لم تنجح.
وبعد اتفاق وقف إطلاق النار، تولى القيادة العسكرية للحزب، كما ارتبط اسمه بمحاولات تهريب السلاح عبر خطوط سرية عبر الحدود.
