تطور جديد.. محللون عسكريون لـ “قدس”: تجربة إطلاق الصواريخ نقلة جديدة للمقاومة بالضفة
رام الله متابعة قدس الإخبارية: شكل تأكيد الاحتلال الإسرائيلي عبر الناطق باسم جيشه، مساء اليوم الإثنين 26 يونيو 2023، نبأ إطلاق صاروخ من مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة تجاه الأراضي المحتلة عام 1948، مفاجأة غير متوقعة.
وأعادت هذه المحاولة إلى الأذهان البدايات الأولى للأذرع العسكرية للمقاومة الفلسطينية في غزة حينما نجحت في إطلاق أول قذيفة صاروخية تجاه المستوطنات الموجودة في غزة عام 2001، وكانت آنذاك بدائية قبل أن تغطي جميع مدن فلسطين المحتلة.
ونقلت “يديعوت أحرونوت”، عن مسؤولين في جيش الاحتلال، قولهم إن قوة عسكرية وصلت للمكان وأجرت عمليات تفتيش، وذكرت أن جيش الاحتلال فتح تحقيقاً في ملابسات العملية.
وخلال سنوات الانتفاضة الثانية، سجلت عدة محاولات لتصنيع صواريخ وإطلاقها من الضفة المحتلة نحو الداخل المحتل عام 1948، بالإضافة لتصنيع قذائف هاون واستخدامها في الاشتباكات واستهداف المستوطنات.
وتحدث مراسلون عسكريون إسرائيليون أن إطلاق الصواريخ من جنين ليس جديدا، إذ كانت هناك عمليات إطلاق في السبعينيات حيث تم إطلاق صواريخ كاتيوشا على القدس وحتى على مدينة بتاح تكفا، مما أسفر عن مقتل 4 إسرائيليين، وفي العقد الأول من القرن الحالي أطلقت قذائف الهاون على حي جيلا في القدس.
في السياق، يقول اللواء المتقاعد والمختص في الشأن العسكري واصف عريقات إن ما يجري على كونه تطورًا إيجابيًا للمقاومة إلا أنه يخضع لعوامل وصعوبات عدة أبرزها البيئة الجغرافية والتركيبة المختلفة في مدن الضفة الغربية المحتلة.
ويضيف عريقات لـ “شبكة قدس” أن ما يحصل حاليًا دفعة معنوية بالنسبة للمقاومة الفلسطينية على بدائية ما يتم عرضه وتداوله من صور، مشددًا على أن الأمر ما يزال في بدايته إلا أنه يعكس الإرادة الفلسطينية ورغبة امتلاك أدوات جديدة.
ويشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي الذي أدخل جميع الأدوات والأساليب العسكرية في سبيل المواجهة مع المقاومة والفلسطينيين عليه أن يواجه أدوات جديدة من الفلسطينيين الذين يسعون لمواجهة انتهاكاته وعدوانه المتصاعد في الضفة.
ويؤكد على أن هذه المحاولة تعكس الرغبة الفلسطينية في اكتساب المزيد من الأدوات القتالية على الرغم من أنها ما تزال في البداية وتواجه عقبات وصعوبات متعددة وهو أمر بحاجة لتطوير كبير حتى يتحول لوسيلة أكثر نجاعة وتأثير.
من جانبه، يقول اللواء والمختص العسكري يوسف الشرقاوي إن ما يجري أنه في إطار التجربة وهو يشكل حالة أرق للمؤسسة الأمنية العسكرية الإسرائيلية وهي استمرار لسلسلة من المحاولات التي تجري.
ويضيف الشرقاوي لـ “شبكة قدس” أن هذه التجربة تندرج في إطار حالة التحدي الموجودة في الضفة الغربية المحتلة، لا سيما وأن هذا النوع من السلاح يحتاج إلى بيئة آمنة إلا أن ذلك غير موجود لعوامل أبرزها المنظومة الأمنية الإسرائيلية وحالة التنسيق الأمني.
ولا يستبعد اللواء والمختص في الشأن العسكري من أن تتطور هذه الحالة في المستقبل وهو ما يجعل الاحتلال متخوف من هذه التجربة وحالة التقدم الحاصل في أداء المقاومة، مع ضرورة عدم تضخيم ما يجري حاليًا والبناء عليه.
ويعتقد أن ما يجري من تطور في أداء المقاومة سواء على صعيد العبوات الجانبية الناسفة وغيره من الأداء التكيتكي والعسكري المقاوم يعكس فشلاً استخباراتيًا للاحتلال ويؤكد أنه لا يوجد عمل استخباري ناجح بشكل تام.