رام الله شبكة قدس: أعادت تهديدات ما يسمى وزير الأمن القومي الإسرائيلي الجديد إيتمار بن غبير باقتحام المسجد الأقصى إلى الأذهان مشاهد المواجهة والاشتباكات التي امتدت من الأقصى لعموم الضفة وغزة عام 2000.
وشكلت استفزازات المستوطنين والمتطرفين الإسرائيليين واقتحامهم للمسجد الأقصى صاعق تفجير للمواجهات بين الاحتلال ومستوطنيه من جهة، وبين الشعب الفلسطيني ومقاومته في الناحية الأخرى.
الرئاسة الفلسطينية وفصائل المقاومة الفلسطينية بمختلف توجهاتها عبرت عن رفضها لنوايا بن غبير تغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى، محذرة من إشعاله لفتيل المواجهة مع الشعب الفلسطيني.
التصعيد قادم
الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب حذر من أن حكومة الاحتلال الجديدة ستدفع نحو تفجير الأوضاع مع الشعب الفلسطيني من خلال سياساتها المتطرفة.
وقال الغريب في تصريحات إذاعية رصدتها “شبكة قدس”، إن الميدان وحده هو من سيحدد من أين ستبدأ شرارة المواجهة سواء من القدس أو الضفة أو غزة.
وأكد الغريب أن الحكومة الإسرائيلية الجديدة تفرض على الشعب الفلسطيني مسؤوليات كبيرة، تبدأ بإنجاز الوحدة الوطنية لمواجهة تطرف هذه الحكومة.
كما دعا، إلى مراجعة فورية لكيفية التعامل مع هذه الحكومة والتوافق على برنامج وطني من كل الفصائل وإجراء الانتخابات الفلسطينية بشكل فوري.
وقال الغريب إن على الشعب الفلسطيني ترتيب أوراقه في مواجهة حكومة نتنياهو، حتى لا تستفرد به وبمقدساته، محذرا من أن بقاء حالة التشرذم والانقسام سيفتح شهية الاحتلال نحو مزيد من التغول.
ورأى الكاتب والمحلل السياسي أن الأمور باتت أقرب للتصعيد والمواجهة الميدانية أكثر من أي مضى.
وبعد تحذيرات أمنية من إمكانية اندلاع تصعيد عسكري مع قطاع غزة؛ قرر وزير “الأمن القومي” المستوطن إيتمار بن غبير، تأجيل اقتحامه للمسجد الأقصى والذي كان من المتوقع أن ينفذه خلال الأسبوع الجاري.
وبحسب ما نقلت القناة السابعة، فإنه “بعد اجتماع بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وبن غبير، أكد الأخير أنه لن يتراجع عن اقتحام الأقصى، وإنما غير التوقيت فقط.
المرابطون سلاح الفلسطينيين
من جانبه شدد الباحث في شؤون القدس حسن خاطر على ضرورة تصعيد المواجهة مع الاحتلال، معتبرا أن تصعيدها لإفشال المخططات الإسرائيلية.
وقال خاطر في تصريح لـ “شبكة قدس” إن بن غبير هو ابن لمنظمات الهيكل واليوم بات بمنزلة قائد لها، وبالتالي فإن هناك تحركات أكثر جدية من هذه المنظمات لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى.
وأشار خاطر إلى تقديم هذه الجماعات عريضة تضم 11 بندا لبن غبير، لتغيير الوضع القائم بالأقصى منها السماح لهم باقتحام الأقصى في جميع الأوقات ومن كل الأبواب، وإقامة كنيس يهودي داخل المسجد واستعمال الرموز والأزياء الدينية خلال اقتحام المسجد.
واعتبر الباحث المقدسي أن بن غفير لن يستطيع تحقيق مطالب هذه الجماعات حتى لو كتبها بنفسه، مشيرا إلى قوة تواجد الشعب الفلسطيني ودفاعه عن المسجد مقابل أي استفزازات إسرائيلية.
وشدد خاطر على أهمية تواجد المرابطين لإفشال مخططات حكومة الاحتلال المتطرفة، لافتا إلى وجود استنفار فلسطيني كبير منذ بداية تشكيل حكومة نتنياهو.
وقال خاطر إن الكل يعلم خطورة حكومة نتنياهو كأكثر حكومة إسرائيلية تضم متطرفين أصحاب وعود خطيرة تمس المقدسات والأسرى والأرض الفلسطينية.
ورأى خاطر أن حكومة نتنياهو ستحاول إرضاء المنظمات اليهودية ولو بشكل جزئي، مؤكدا بالمقابل أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يرفع الراية لهذه الحكومة.
وأكد أن إرادة الصراع تتزايد لدى الشعب الفلسطيني، وأن حدة المواجهات ستزيد، مستبعدا تمكّن المتطرفين الإسرائيليين بقيادة بن غفير من إحداث تغيير كبير في واقع الحال.
الوحدة الوطنية أساس المواجهة
وفي السياق دعا القيادي والداعية الإسلامي نصوح الراميني الفلسطينيين إلى الوقوف صفا واحدا في وجه بن غبير، معتبرا التهديد باقتحام الأقصى مساس بعقيدة المسلمين ومشاعر الفلسطينيين.
وشدد الراميني على أهمية الوحدة الوطنية وإنشاء جيش من المقاومين جميعا لنصرة المسجد الأقصى وفلسطين.
وطالب السلطة الفلسطينية بالوحدة والتخلي عن اتفاقية أوسلو التي قسّمت الشعب الفلسطيني على حد وصفه.
وأكد الراميني على ضرورة أن يكون تدنيس بن غفير للمسجد الأقصى بداية النهاية للظلم الواقع على المسجد منذ سنوات، مستذكرا اندلاع انتفاضة الأقصى بعد اقتحام ارئيل شارون للمسجد عام 2000.
وحذر من أن عدم تحرك الفلسطينيين بشكل جدي، سيدع للمستوطنين مجالا لتنفيذ مخطط هدم الأقصى، مؤكدا أن أهل الداخل الفلسطيني المحتل لن يصمتوا ولن يتوانوا بالدفاع عن أولى القبلتين.
وأشار الداعية الإسلامي إلى انطلاق أهالي الداخل المحتل بشكل يومي عبر حافلات من أجل الرباط في المسجد الأقصى وإعماره بالمصلين.
وكانت مؤسسة الاحتلال الأمنية قد حذرت نتنياهو في وقت سابق من احتمالية وقوع تصعيد عسكري مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، على خلفية قرار بن غبير اقتحام الأقصى.
ووجه بن غبير رسالة إلى نتنياهو قال فيها: “لا يجب الخضوع لتهديدات حماس”.
وحذر مسؤولون سابقون شغلوا مناصب رفيعة في المؤسسة الأمنية لدى الاحتلال، من تعيين بن غبير، وزيرا وهو ما قد يؤدي إلى إشعال المنطقة، وتفاقم الوضع في المسجد الأقصى.