اخبار فلسطين

خبير إسرائيلي يوضح أسباب تصاعد العداء للاحتلال لدى الجيل الشاب في الولايات المتحدة 

ترجمات خاصة قدس الإخبارية: في مقال نشره موقع “يديعوت أحرونوت”، قدّم الخبير في العلاقات الإسرائيليةالأميركية كوبي باردا قراءة قلقة لما يعتبره تحوّلاً جذرياً في نظرة الجيل الأميركي الشاب إلى “إسرائيل”، مؤكداً أن حرب غزة لم تُبدّد حالة العداء، بل جعلتها أكثر انكشافاً داخل الدوائر المحسوبة تقليدياً على داعمي “إسرائيل” في واشنطن. ويستشهد باردا بتغريدة لــنالين هايلي، نجل نيكي هايلي السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة والمرشحة الرئاسية البارزة، كتب فيها: “إسرائيل مجرد دولة أخرى. عليكم أن تتوقفوا عن التدخل في السياسة الأميركية إذا أردتم الحفاظ على علاقتنا”. بالنسبة للخبير الإسرائيلي، لم تكن هذه الجملة حادثاً عابراً، بل علامة على اهتزاز ركيزة مركزية في علاقة إسرائيل مع واحدة من أكثر العائلات السياسية دعماً لها.

ويرى باردا أن استخدام ابن شخصية تُعدّ من أقوى حلفاء “إسرائيل” خطاباً يشبه الهتافات المنتشرة في الجامعات الأميركية خلال العامين الأخيرين، يكشف أن التحول في وعي الشباب لا يرتبط فقط بأحداث غزة، بل هو نتيجة مسار طويل تشكّل في سياق نقاشات الهوية والعدالة الاجتماعية داخل المجتمع الأميركي. هذا المسار كما يقدّمه الكاتب خلق بيئة جديدة أصبحت فيها “إسرائيل” رمزاً للامتياز والقوة، فيما يُنظر إلى الفلسطينيين بوصفهم الطرف المظلوم الذي يستحق الاصطفاف معه.

ويذهب باردا إلى ربط هذا التغيير بما يصفه بـ”تحالف” بين حركات يسارية راديكالية في الجامعات الأميركية وتيارات إسلامية قريبة من الإخوان المسلمين، قائلاً إن هذا التلاقي ساعد في ترسيخ خطاب يعتبر معاداة “إسرائيل” أداة لتفجير التوترات داخل المجتمع الأميركي. وبحسب مقاله، نشأت حالة يشعر فيها كثير من الشباب البيض بـ”ذنب تاريخي” يدفعهم تلقائياً للانحياز إلى الفئات التي يُنظر إليها كضحايا، لتصبح إسرائيل هدفاً مركزياً في هذا الوعي الجديد.

ويعرض الخبير أربع مراحل يعتبرها خارطة “تطرّف طلابي” بدأت مبكراً في المدارس الأميركية عبر ربط القضية الفلسطينية بخطاب العدالة الاجتماعية، ثم انتقلت إلى الجامعات حيث جرى وفق وصفه “كسر قواعد الحوار” عبر تطبيع الشعارات المناهضة لإسرائيل. تلت ذلك مرحلة السلوكيات العدائية بحق الطلاب اليهود والإسرائيليين، وصولاً إلى تجاوز القانون عبر احتلال مبانٍ جامعية والاستعداد للاعتقال، كما حدث في احتجاجات 2024.

ويشدد باردا على أن الظاهرة لم تعد حكراً على اليسار، بل امتدت إلى أوساط يمينية أيضاً، مرجعاً ذلك إلى تأثير التمويل الجامعي، وإلى غياب “إسرائيل” بحسب رأيه عن ساحات التأثير الفكري والثقافي داخل الجامعات الأميركية. ويرى أن هذا الغياب سمح لأطراف أخرى بملء الفراغ وفرض روايتها، داعياً إلى تدخل إسرائيلي أكثر تنظيماً لدعم مبادرات تعمل في هذا المجال لكنها لا تزال مشتتة وضعيفة التأثير.

ويختم مقاله بالتأكيد على أن “المعركة على وعي الجيل الأميركي الشاب” أصبحت مسألة مصيرية لمكانة إسرائيل الدولية، وأن التعامل معها لم يعد ترفاً أو خياراً ثانوياً، بل ضرورة عاجلة قبل أن يستقر هذا التحول في الوعي العام ويصبح من المستحيل تغييره لاحقاً.