اخبار فلسطين

صحيفة عبرية: الاحتلال يواجه “تسونامي دبلوماسي” بسبب حرب الإبادة والتجويع في غزة

ترجمة عبرية قدس الإخبارية: أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية إلى حجم العزلة السياسية والدبلوماسية المتصاعدة التي يواجهها الاحتلال نتيجة الحرب على قطاع غزة، ووصفت ما يجري بأنه “تسونامي دبلوماسي” غير مسبوق، على خلفية الجرائم المتواصلة، لا سيما سياسة التجويع والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.

وفي تقرير للمحلل السياسي الإسرائيلي إيتمار آيخنر، أشار إلى أن صورة الاحتلال تدهورت بشكل لافت في مختلف أنحاء العالم، مع تصاعد الإدانات والمقاطعات وحوادث الطرد والاعتداءات التي يتعرض لها الإسرائيليون في الخارج، مؤكدًا أن ما سماه بـ”المشاعر المعادية للإسرائيليين” بلغت مستويات غير مسبوقة.

ونقل التقرير حوادث متعددة، بينها تعرض جنديين من جيش الاحتلال للملاحقة القضائية في بلجيكا بتهم ارتكاب جرائم حرب، فضلًا عن سلسلة من ست حوادث وُصفت بـ”الجسيمة” وقعت خلال أسبوع واحد فقط، في إشارة إلى تصاعد الرفض الشعبي والدولي للاحتلال بسبب عدوانه على غزة.

ومن بين الحوادث التي أوردها التقرير، طرد ثلاثة موسيقيين إسرائيليين من مطعم في فيينا بعد اكتشاف أنهم يتحدثون العبرية، وهجوم على سائح إسرائيلي في أحد شواطئ أثينا أدى إلى فقدانه جزءًا من أذنه، إلى جانب هجوم استهدف مجموعة إسرائيليين في جزيرة رودس، واحتجاجات ضد رسو سفينة سياحية إسرائيلية في اليونان.

وفي إيطاليا، واجه جندي في جيش الاحتلال وابنه موجة من الهتافات المؤيدة لفلسطين مثل “فلسطين حرة” و”قتلة”، دون أن يلقيا أي دعم من المحيطين بهما، وهو ما اعتبره التقرير انعكاسًا لحالة الغضب الشعبي العالمي.

التقرير أشار أيضًا إلى انتقال العزلة إلى مستوى رسمي ومؤسساتي، حيث وافقت المفوضية الأوروبية على توصية بتعليق مشاركة الاحتلال جزئيًا في برنامج “هورايزون 2020″، أحد أكبر البرامج البحثية في الاتحاد الأوروبي. ونقل عن مصدر دبلوماسي قوله: “إذا استُبعدت إسرائيل من البرنامج، فستكون كارثة على العِلم الإسرائيلي وصورتها عالميًا”.

كما أورد التقرير أن عدة دول أوروبية، من بينها ألمانيا، اتهمت الاحتلال بعدم الوفاء بالتزاماته الإنسانية تجاه غزة، وطالبت المفوضية الأوروبية بإعداد ردّ جماعي على ما يجري. وأكد آيخنر أن الاحتلال سبق أن أفشل محاولات تجميد اتفاقيات التجارة مع الاتحاد الأوروبي، إلا أن ذلك أصبح أكثر صعوبة بعد تفجّر قضية التجويع الجماعي في غزة، والتي وصفها التقرير بأنها “نقطة الضعف الأخطر في الرواية الإسرائيلية”.

وفي الولايات المتحدة، أشار التقرير إلى أن الاحتلال لم يعد يحظى بتأييد كامل حتى داخل الحزب الديمقراطي، بل بدأت الأصوات الجمهورية أيضًا بانتقاده، كما سجّل التقرير تراجع الدعم له داخل الجالية اليهودية الأميركية. واستشهد بتصريحات السياسي الأميركي زهران ممداني، مرشح الحزب الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك، والذي اعتبر انتخابه تعبيرًا عن الغضب داخل الأوساط اليهودية من سياسات نتنياهو والاحتلال.

أما على المستوى الدولي، فقد رصد التقرير إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وسعيه لحشد دعم من بريطانيا وكندا، إلى جانب توجه دول مثل أستراليا ونيوزيلندا والبرتغال ومالطا لاتخاذ خطوات مماثلة. ورأى أن هذا التوجه يعكس من جهة وزن الجاليات المسلمة في أوروبا، ومن جهة أخرى اليأس الأوروبي من غياب الأفق السياسي للصراع.

وتوقف التقرير عند الأزمة الدبلوماسية مع هولندا بعد تغريدة لرئيس وزرائها يدعم فيها فرض عقوبات على الاحتلال، رغم تعهدات سابقة بعدم تأييد مثل هذه الخطوات.

وفي ختام التقرير، أكد آيخنر أن الاحتلال أصبح بحاجة ماسة لوقف إطلاق النار، ليس فقط لأسباب ميدانية أو تتعلق بالأسرى، بل لفك العزلة السياسية وكبح الضغوط الدولية المتصاعدة. وخلص إلى أن الاحتلال “أكل السمك الفاسد وطُرد من المدينة”، في إشارة إلى فشله في فرض روايته وخسارته للدعم الدولي، ودخوله مرحلة لا يستطيع فيها تجاهل حجم التحول العالمي.