صفقة الأسرى.. انفراجة قريبة أم تعقيدات إسرائيلية جديدة؟
متابعة شبكة قُدس: أكدت تقارير عبرية وأجنبية، أن مفاوضات وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس وصلت إلى مرحلة متقدمة، تهدف إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وإبرام صفقة تبادل أسرى،.
وصرّح مسؤول أمني إسرائيلي لصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية قائلًا: “هذا اليوم يعتبر مصيريًا في مفاوضات صفقة التبادل، وسيُعرف قريبًا إلى أين تتجه الأمور”.
من جانبه، قال جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي في إدارة بايدن، إن الولايات المتحدة تعمل بجدية لإنجاز الاتفاق. وأضاف في مقابلة مع شبكة CNN: “نحن قريبون جدًا، لكننا ما زلنا بحاجة لتجاوز العقبات الأخيرة”. وأكد أن مستشار بايدن لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، أمضى أسبوعًا كاملاً في الدوحة للانتهاء من التفاصيل النهائية.
وأعرب رئيس حزب “معسكر الدولة” بيني غانتس، عن دعمه للجهود المبذولة، قائلًا: “سنقدم الدعم السياسي الكامل لأي صفقة تبادل تعيد الأسرى من غزة”. وفي السياق ذاته، أشار الوزير في حكومة الاحتلال عن حزب شاس، يوآف تسوري، إلى وجود “نافذة فرص” تستوجب استغلالها، قائلًا: “سنصوّت لصالحها”.
ومع ذلك، أثار وزير مالية الاحتلال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، انتقادات حادة للاتفاق المزمع توقيعه، واصفًا إياه بأنه “كارثة على الأمن القومي”. وكتب سموتريتش على منصة “إكس” أن الاتفاق يتضمن إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين مقابل وقف إطلاق النار، وهو ما اعتبره بمثابة “استسلام” من جانب “إسرائيل”.
وقال زعيم المعارضة في دولة الاحتلال، يائير لابيد: “أود أن أذكّر نتنياهو مجددًا: هو ليس بحاجة إلى بن غفير وسموتريتش، لقد عرضت عليه شبكة أمان سياسية لصفقة الأسرى، هذا العرض ما زال قائمًا أكثر من أي وقت مضى. إذا كان نتنياهو يستطيع ويريد إبرام الصفقة، يمكننا إنهاء تفاصيل شبكة الأمان خلال نصف ساعة”.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تفاصيل الاتفاق، حيث تنص المرحلة الأولى على إطلاق سراح 34 أسيرا إسرائيليًا في غزة مقابل وقف إطلاق النار لمدة 45 يومًا، إضافة إلى الإفراج عن نحو ألف أسير فلسطيني.
هذا الاتفاق يثير تباينًا واسعًا في الأوساط السياسية داخل الاحتلال الإسرائيلي، بين مؤيد يرى ضرورة إنهاء الأزمة المتعلقة بالأسرى الإسرائيليين في غزة وأن الحرب غير مجدية وكبدت الاحتلال خسائر فادحة ولم تحقق أهدافها، ومعارض يدعو إلى استمرار العمليات العسكرية لتحقيق أهداف استراتيجية.
وتناقلت وسائل إعلام، اليوم الاثنين، أنباء جاء فيها أن “قطر سلمت إسرائيل وحماس مسودة نهائية من الاتفاق”.
لكن صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية قالت إن “مصدرا إسرائيليا نفى إرسال مسودة نهائية” للاتفاق، كما لم تعلق الدوحة على تلك الأنباء.
ونقلت الصحيفة عن مصادر إسرائيلية، لم تسمها، أن “تطورا كبيرا حدث في المفاوضات خلال الليل (الأحد) وحتى يوم الاثنين”.
وأعربت المصادر عن تقديرها بأن الاتفاق “يمكن أن يكتمل قريبا”، دون ذكر تفاصيل أكثر، وأشارت إلى أن طرفي المفاوضات أصبحا “قريبين جدا من الانتهاء من الصفقة”، دون تفاصيل.
ومن جهته، قال وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي جدعون ساعر، في بيان، الاثنين: “إسرائيل تريد بشدة إطلاق سراح الأسرى لدى المقاومة في غزة وهي تعمل جاهدة للتوصل إلى اتفاق. هناك تقدم في المفاوضات”.
وأضاف: “أشكر أصدقاءنا الأمريكيين على مساعدتهم. سنعرف قريبا ما هو موقف الطرف الآخر”، في إشارة إلى حماس.
يذكر، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، عرقل لعدة مرات، التوصل لاتفاق يقضي بوقف إطلاق لانار في غزة منذ بدء الحرب ولغاية الآن.