ضغوط أمريكية لسحب سلاح المقاومة.. ما الذي يجري في لبنان؟

بيروت شبكة قُدس: أثار إعلان وزير الإعلام اللبناني، بول مرقص، موافقة مجلس الوزراء على بنود الاتفاقية التي اقترحتها الولايات المتحدة لنزع سلاح حزب الله، موجة من التحذيرات والرفض، أبرزها من هيئة علماء بيروت التي وصفت الخطوة بأنها “مجازفة تُجرد لبنان من عناصر قوته”.
وفي بيان صدر اليوم الخميس، عبّرت الهيئة عن صدمتها مما اعتبرته “خطوة خطيرة اتخذتها الحكومة بتجريد لبنان من سلاح المقاومة”، معتبرة ذلك انحيازًا لصالح الاحتلال الإسرائيلي و”هدية مجانية” له في لحظة تهديد وجودي. وأضاف البيان أن اللبنانيين كانوا يأملون في عهد جديد يعزز ثقتهم بالدولة كمؤسسة حامية، إلا أن ما حدث يعاكس هذا التوجه تمامًا.
وأكدت الهيئة أن “الاستجابة للإملاءات الأمريكية والسعودية تمثل تدخلًا فاضحًا في الشأن الداخلي اللبناني، وتتنافى مع مبدأ السيادة الوطنية”، داعية الحكومة إلى “عدم التسرع في اتخاذ قرارات لا تخدم مصلحة الوطن، والحفاظ على عناصر القوة التي أثبتت فاعليتها في ردع العدوان الإسرائيلي”.
وأشارت الهيئة إلى أن المقاومة التي “خاضت معركة لأكثر من شهرين ومنعت العدو من اختراق القرى الجنوبية”، لا تُكافأ بنزع سلاحها، بل يفترض أن تُحتضن في إطار منظومة الدفاع الوطني، لا أن تُستهدف دون خطة بديلة.
وحذرت الهيئة من تداعيات القرار على السلم الأهلي والنسيج الاجتماعي، معتبرة أن الانقلاب على التفاهمات مع “الثنائي الوطني” يُقوض الميثاقية الوطنية، ويدفع البلاد نحو المجهول، خاصة مع انسحاب المكوّن الشيعي من جلسة مجلس الوزراء.
وجاء في البيان: “إصرار الحكومة على المضي في هذه القرارات تحت الضغط الأمريكي يهدد وحدة البلاد، ويجرد الحكومة من شرعيتها الميثاقية. اتقوا الله في البلاد والعباد”.
وكان الوزير بول مرقص قد صرّح للصحفيين بأن “مجلس الوزراء أقر البنود الواردة في اقتراح الجانب الأمريكي”، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تتضمن “التصفية التدريجية للوجود المسلح، بما في ذلك سلاح حزب الله، ودعم الجيش اللبناني، وتمركزه جنوب البلاد”.
وعلّق مرقص على انسحاب وزراء حزب الله وحركة أمل من الجلسة بقوله: “خروج الوزراء الخمسة لا يعني استقالتهم من الحكومة، ولا يمس بالميثاقية”.
وأضاف: “الجلسة كانت وطنية، والمودة تسود أجواء مجلس الوزراء. كما أن جميع الوزراء حريصون على استقرار البلاد، وأي قرار يُتخذ يهدف إلى تثبيت هذا الاستقرار”.
بالتزامن مع الجدل السياسي، خرج مئات المتظاهرين مساء الخميس في الضاحية الجنوبية لبيروت، رفضًا لقرار الحكومة، ودعمًا لحزب الله. ورفع المشاركون أعلام الحزب، وجابوا الشوارع بدراجات نارية، مرددين هتافات مناهضة لرئيس الوزراء نواف سلام.
من جانبه، أشاد المبعوث الأمريكي توم باراك، عبر منصة “إكس”، بقرارات الحكومة اللبنانية، معتبرًا أنها “تاريخية وشجاعة”، وقال: “قرارات هذا الأسبوع وضعت اتفاق وقف الأعمال العدائية موضع التنفيذ، وبدأت بتجسيد مفهوم الجيش الواحد والوطن الواحد في لبنان”.
يُشار إلى أن الجلسة التي عُقدت يوم الثلاثاء في قصر بعبدا، استمرت خمس ساعات، وناقشت بند “حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية”، ما دفع وزيري حزب الله وحركة أمل إلى الانسحاب اعتراضًا.
وفي ختام الجلسة، كلّف رئيس الحكومة نواف سلام، الجيش اللبناني، بوضع خطة تنفيذية لتطبيق هذا البند قبل نهاية العام، دون أن يشير صراحة إلى مصير سلاح حزب الله.