اخبار فلسطين

طولكرم الرد السريع.. المقاومة تستعيد ذكريات الزمن الجميل

طولكرم خاص قدس الإخبارية: استمرارًا لانتشار وتعاظم المقاومة الفلسطينية، شهدت الأسابيع الأخيرة حضورًا جديدًا لخلايا المقاومة، هذه المرة كان في طولكرم من خلال الإعلان عن “كتيبة طولكرم الرد السريع” عبر سلسلة من العمليات.

وجاء الإعلان الأول عن “كتيبة طولكرم” في 22 فبراير/شباط الماضي، مع الإشارة إلى مصطلح “الرد السريع” في إشارة للشهيد رائد الكرمي قائد كتائب شهداء الأقصى عام 2000، تبع ذلك الإعلان عن استهداف “آفني حيفتس” المقامة على أراضٍ في جنوب شرق طولكرم.

وسبقتها بيومين عملية إطلاق نار على البوابة العسكرية “زيمر” الواصلة إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، مؤكدة تحقيق إصابات في صفوف جنود الاحتلال، ومهددةً “ببركانٍ من العمليات لن يخمد.

وفي أعقاب ذلك، عاشت طولكرم أجواء مشحونة خلال الأسبوع الأخير بعد ظهور “كتيبة طولكرم الرد السريع” والتي دعت فيها لوقف الاعتقالات السياسية والملاحقات لكوادر الكتيبة، إذ شهدت خلال الأيام الأخيرة سلسلة فعاليات احتجاجية ومسيرات رافضة لمحاولات أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ملاحقة عناصر “كتيبة طولكرم وحدة الرد السريع”، حيث تخللها إحراق الاطارات المطاطية، وإغلاق بعض الطرقات في المدينة.

وأفادت مصادر محلية من طولكرم لـ “شبكة قدس” أن الملف يتعلق بملاحقات السلطة لأفراد من الكتيبة التي أعلنت عن نفسها الشهر الماضي خلال مؤتمر صحفي وسط مدينة طولكرم.

وبحسب المصادر فإن السبب الرئيسي لحالة الغضب الحاصلة هو قيام الأجهزة الأمنية في طولكرم باعتقال شاب يدعى “أ.غ” من مخيم نور شمس وتم الإفراج عنه لاحقًا، لكن اعتقاله أشعل حالة من الغضب وتسبب في تظاهرات.

وتشير المصادر إلى أن تصاعد الدعوات خلال الأيام الأخيرة لتنظيم وقفات إسنادية للكتيبة على غرار الوقفات التي يتم تنفيذها لإسناد مجموعات عرين الأسود في نابلس، حيث تم تنظيم وقفة احتجاجية أولى وتبعها وقفة احتجاجية أخرى في طولكرم قامت الأجهزة الأمنية بقمعها.

في المقابل، حذر القيادي في حركة حماس فتحي قرعاوي في حديث لـ “شبكة قدس” من خطورة الملاحقات السياسية وأثرها على السلم الأهلي والمجتمعي في الضفة المحتلة ككل وطولكرم على وجه الخصوص.

ودعا القيادي قرعاوي إلى ضرورة وقف سياسة الاعتقالات السياسية لا سيما وأن الحديث هذه المرة متعلقة باعتقال وملاحقة أشخاص محسوبين على المقاومة، مردفًا: “هناك خشية من أن تسهم هذه الأحداث في تزايد الغضب تجاه الأجهزة الأمنية وأن تؤدي لأمور لا يحمد عقباها”.

وأشار إلى أن حال طولكرم كما باقي مناطق الضفة المحتلة فهي حاضرة في المشهد والساحة الفلسطينية بالرغم من اتسامها في الكثير من الأوقات بالهدوء.

وسعت “شبكة قدس” للحصول على تعليق من محافظ طولكرم عصام أبو بكر الذي رفض التعليق لـ “شبكة قدس” عما يجري في المحافظة خلال الأسبوع الأخير وموقفها منها ومن الاتهامات للأجهزة الأمنية بملاحقة أفراد من الكتيبة.

واكتفى أبو بكر في حديثه بالقول: “لا أريد أن أتحدث للإعلام حاليًا لأسباب شخصية خاصة بي”، دون أن يشير المحافظ إلى ماهية هذه الأسباب.

وكانت كتيبة طولكرم أصدرت بيانات طالبت في الأجهزة الأمنية بوقف الاعتقال والملاحقة، إذ قالت: “الأولى بأسلوب رابطة الدم التي تجمعنا بهم، والمرة الثانية بلغة شديدة اللهجة ومباشرة للأشخاص الذي يديرون ملف المطاردين وتحديداً جهاز الأمن الوقائي.. ووجهنا رسالة لهم بأننا نتجنب الاشتباك معهم، ولا نريد أن نحاسَب يوم القيامة على مواجهة فلسطيني، لأن عدونا الوحيد هو الاحتلال الإسرائيلي”.

وظهر عدد من الملثمين المسلحين، ليل 22 شباط/ فبراير الماضي، باسم “كتيبة طولكرم” الرد السريع”، عبر بيان تلوه وسط مدينة طولكرم، وتم توثيقه بشريط فيديو نشر على “تليغرام”، في إطار ردود الفعل على العدوان الإسرائيلي على نابلس صبيحة اليوم ذاته، والذي أدى إلى استشهاد 11 فلسطينياً، فيما كانت أعلنت الكتيبة، قبل ذلك على المنصة، عن عمليات إطلاق نار على حواجز الاحتلال.

وخلال تصريحات إعلامية، كشفت الكتيبة عن محاولة جهاز الأمن الوقائي، مساء الأربعاء والخميس الماضيين، اعتقال أحد عناصر الكتيبة من منزله بعد ملاحقة مركبته في شوارع مدينة طولكرم، وتبين للأمن أن من يقود المركبة شقيق ذلك العنصر، وتمت مصادرة المركبة.

وأبدى المتحدث باسم “كتيبة طولكرم” تخوفاً من أنّ ملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية صارت تكشف عن أسمائهم للشارع، مبيناً في السياق أن أعداد أفراد الكتيبة بازدياد، بعدما بدأت باثنين.

في الوقت ذاته فقد نقلت صحيفة جروساليم بوست العبرية عن مسؤول بالسلطة الفلسطينية قوله:” لن نتهاون مع مشاهد الفوضى وانعدام القانون في طولكرم، كل من يخالف القانون سيُعتَقل ويعاقَب”، في إشارة لكتيبة طولكرم.