اخبار فلسطين

عائلات الأسرى الإسرائيليين تعلّق على حرب التصريحات بين نتنياهو والشاباك فيما يتعلق بصفقة التبادل

ترجمة خاصة قدس الإخبارية: انتقدت عائلات الأسرى الإسرائيليين ما وصفته بحرب التصريحات بين رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وقادة الأذرع الأمنية، بما فيهم رئيس جهاز الشاباك رونين بار، في إطار مفاوضات صفقة التبادل. واتهمت العائلات نتنياهو بعرقلة الصفقة عدة مرات، وتشويه سمعة كل من يخالفه الرأي.

وقال يهودا كوهين، والد الجندي الأسير نمرود كوهين، إن “المسؤول عن تعطيل الصفقة عدة مرات هو نتنياهو، الذي يحاول انتقاد الآخرين وتشويه سمعتهم، هؤلاء الأشخاص قاموا بجهد كبير لإتمام الصفقة، رغم العوائق التي وضعها أمامهم. والآن، هو يتنصل منهم ويمس سمعتهم، على حساب الأسرى وعائلاتهم. رئيس الوزراء يبني مسيرته على حساب الجميع، وهذا هو الشيء الوحيد الذي يهمه”.

كما رد كوهين على تصريحات نسبت لمسؤول كبير في مكتب نتنياهو بشأن الإفراج عن الأسرى الستة في دفعة واحدة، قائلاً: “لم يعد الموضوع مهمًا إذا كان دريمر في الفريق أم لا، فهو شخص بلا تأثير، ينفذ أوامر نتنياهو”.

وتابع كوهين هجومه على نتنياهو قائلاً: “من يقرر الآن هم الأمريكيون، وبفضلهم تم تنفيذ الصفقة. نتنياهو عرقلها، وعندما أصبح ليس لديه خيار سوى تسريعها، بدأ يتفاخر بنجاحها”. وعن توقعاته للمرحلة الثانية التي من المتوقع أن يُفرج فيها عن ابنه، أضاف: “الأمريكيون سيقودون هذا. نضع ثقتنا في ترامب ومبعوثه ويتكوف”.

وتأتي هذه الانتقادات لنتنياهو بعدما شن مسؤول كبير في مكتبه هجومًا حادًا على رئيس الشاباك ورئيس الموساد، دون ذكر أسمائهما صراحة، بسبب إدارتهما للمفاوضات. وتزامن هذا الهجوم مع قرار نتنياهو إزاحة مسؤولي الفريق السابق؛ رئيسي الشاباك والموساد، وتعيين رون دريمر لقيادة ملف المفاوضات.

ووفقًا للقناة 12 العبرية، يأتي هذا الهجوم في وقت يُزعم فيه أن نتنياهو ينوي إقالة رئيس الشاباك قريبًا. وقال المسؤول في مكتب نتنياهو: “النجاح في الاتفاق الذي أدى إلى إطلاق سراح ستة أسرى من الأحياء دفعة واحدة، إلى جانب استعادة أربعة متوفين غدًا، هو نتيجة قرار رئيس الوزراء بتغيير فريق التفاوض”.

وأضاف المسؤول الكبير في مكتب نتنياهو لم يكشف عن هويته أن “الفريق الجديد غيّر الديناميكية وأدار المفاوضات بشكل مختلف. كما أوقف تسريب المعلومات التي كانت تزيد تمسك حماس بمواقفها وتضيف مطالب جديدة”. وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن نتنياهو كان قد اتهم الفريق السابق بعدم القدرة على إدارة المفاوضات.

من جانب آخر، رفض مسؤول إسرائيلي مطلع على تفاصيل المفاوضات هذه الادعاءات، قائلاً: “إطلاق سراح الأسرى تم بفضل ضغط الوسطاء على حماس، وكذلك ضغط من ويتكوف على نتنياهو. كل ما تبقى الآن هو محاولة إعادة كتابة التاريخ”.

وفي وقت سابق، رد مسؤولون أمنيون إسرائيليون مطلعون على المفاوضات على اتهامات “المسؤول الكبير”، مؤكدين أن “كل ما يحدث في الصفقة تم تنسيقه من قبل الفريق الأصلي، وأن حماس هي التي بادرت للخطوة لضمان الحصول على المقابل: إطلاق سراح أسرى ومساعدات إنسانية”.

في المقابل، نفى مسؤولون إسرائيليون آخرون هذه الادعاءات، مؤكدين أن “حماس هي التي دفعت في اتجاه التسريع، لضمان تنفيذ الصفقة دون المخاطرة بانهيارها”.

من جهة أخرى، انتقد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بيان المسؤول في مكتب نتنياهو، قائلاً: “هذا البيان يعكس القلق بشأن استقرار حكمه. إنه بيان جبان وكاذب تمامًا. نتنياهو يواصل تحميل الآخرين مسؤولية إخفاقاته، ويستغل عائلات الأسرى لأغراض سياسية”.

وأضاف لابيد: “من يعمل معه يجب أن يعلم أنه سيتم التضحية به في النهاية من أجل مصلحة شخصية. نحن نتحدث عن حياة البشر، بينما هو يبحث عن إنجازات شخصية. عليه أن يتوقف عن الاختباء وراء تسريبات مجهولة المصدر وأن يعمل على إعادة جميع الأسرى إلى ديارهم”.

وكانت القناة 12 العبرية قد كشفت أن نتنياهو يخطط لتعيين الوزير المقرب منه، رون دريمر، لقيادة المرحلة المقبلة من المفاوضات، وهو ما يعني تهميش رؤساء الأذرع الأمنية الإسرائيلية، ومنع أي انتقاد أو تسريبات أثناء المفاوضات.