عمليات المقاومة انطلاقا من الأردن ولبنان لم تتوقف.. وهذه أبرزها وصولا إلى عملية مجدو
فلسطين المحتلة متابعة شبكة قُدس: أعادت عملية تفجير عبوة ناسفة في مجدو قبل أيام، تسليط الضوء على الفشل الأمني الإسرائيلي في المناطق الحدودية وعلى عقل واستراتيجية المقاومة في محيط فلسطين المحتلة، خاصة في لبنان والأردن، التي نفذت منهما عمليات تسلل على مدار السنوات الماضية، قتل على فيها إسرائيليون في عمليات للمقاومة.
تاريخيا لم تكن عملية مجدو التي قال عنها الاحتلال إنها واحدة من أخطر عمليات التسلل؛ الوحيدة، لكن كانت هناك عشرات العمليات التي نجح بعضها في تحقيق إنجاز يحسب ضد المنظومة الإسرائيلية بأكملها التي تحيط نفسها بالأسمنت والأسلاك من كافة الاتجاهات.
أبرز عمليات التسلل
في ذكرى النكبة عام 1974، قـامت عند ساعة الفجر مجموعة من مقاومي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين أطلقت على نفسها أسم “مجموعة الشهيد كمال ناصر” باقتحام مستوطنة “معالوت” المقامة على أراضي أهالي بلدة ترشيحا فـي الجليل الأعلى بعد التسلل لها من داخل الأراضي اللبنانية، واحتجزوا عددا من المستوطنين يشاركون ببرنامج وزارة حرب الإسرائيلية للالتحاق بوحدات جيش الاحتلال، وطالبوا بإطلاق سراح (26) فلسطينياً أسيراً في سجون الاحتلال الإسرائيلية مقابل الإبقاء على حياة الرهائن، ولما لم تتم الاستجابة لمطالبهم فجروا أنفسهم مع الرهائن حيث قتل (27) إسرائيليا واستشهد الفدائيون الثلاثة.
عملية الخالصة
في 1974 كذلك، تسللت مجموعة من مقاومي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، إلى مستوطنة “كريات شمونة” شمالي فلسطين المحتلة، بالقرب من قرية الخالصة، وسيطرت على مدرسة وبناية مكونة من 15 طابقا، واحتجزت عددا من الرهائن الإسرائيليين بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال.
طالبت المجموعة المنفذة لعملية الخالصة بالإفراج عن 100 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال من بينهم الياباني كوزو أوكاموتو الذي شارك في عملية مطار اللد عام 1972، وبعد رفض جيش الاحتلال مطالب المقاومين؛ شنت هجوما على المبنى وجرت اشتباكات عنيفة فجر خلالها المقاومون الفلسطينيون المبنى بالعبوات الناسفة.
أسفرت عملية الخالصة عن استشهاد 3 مقاومين وهم ياسين الموسوي، منير المغربي وأحمد الشيخ محمود، بالإضافة إلى مقتل 19 إسرائيليا وجرح 15 آخرين وتحقيق خسائر مادية.
عملية الشهيد كمال عدوان
عام 1978، تسللت فرقة من المقاومين الفلسطينيين من بيروت إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، كانت على رأسها دلال المغربي، لتنفيذ عملية خطط لها الشهيد خليل الوزير، وعرفت العملية باسم عملية الشهيد كمال عدوان.
فرقة المقاومين المكونة من 12 فلسطينيا، تسللت من الأراضي اللبنانية، ونزلت من الباخرة أمام الساحل الفلسطيني بعد أن قذفت قاربين مطاطين ليوصلاها إلى الشاطئ، ونزل الفدائيون إلى الشارع العام واستولوا على عدد من السيارات كان آخرها سيارة مستوطنين كبيرة اتجهوا بها مع رهائن كثر نحو تل أبيب.
وبعد أن أصبحت دلال وفرقتها على مشارف تل أبيب كلفت حكومة الاحتلال الإسرائيلية فرقة خاصة من جيش الاحتلال لإيقاف الحافلة وقتل أو اعتقال ركابها من الفدائيين، وقامت وحدات كبيرة من الدبابات والطائرات المروحية بملاحقة الحافلة إلى أن تم توقيفها وتعطيلها قرب مستوطنة هرتسليا.
اشتبكت الفرقة مع قوات الاحتلال، فاستشهدت دلال مع رفاقها، وأسر واحد، وسقط من الاحتلال الإسرائيلي عشرات القتلى والجرحى، واحترقت سيارة الركاب بمن فيها.
عملية “أكيلي لاورو”
في أكتوبر 1985، نظم محمد زيدان أبو العباس مؤسس جبهة التحرير الفلسطينية، عملية خطف، على متن سفينة “إم إس أكيلي لاورو”، من أمام سواحل بورسعيد، حيث كانت السفينة في طريقها من الإسكندرية إلى ميناء أسدود في فلسطين المحتلة، قتل فيها رجل أمريكي يهودي، وألقيت جثته في البحر.
عملية الطائرات الشراعية
في عام 1987؛ تسلل أربع طيارين ينتمون للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، من الأراضي اللبنانية محلقين بطائراتهم الشراعية الخفيفة، منها اثنتان اضطرتا للهبوط داخل الأراضي اللبنانية وواحدة تحطمت فيما نجحت الرابعة في الوصول إلى فلسطين المحتلة وهبطت في معسكر “غيبور” قرب منطقة بيت هيلال.
كان الطيار الذي يقود الطائرة سوريا ويحمل رشاش كلاشينكوف ومسدسا كاتما للصوت، وقاتل جنود الاحتلال منفردا، تمكن من قتل 6 جنود إسرائيليين وجرح 8 آخرين بجروح خطيرة، إلى أن ارتقى شهيدا.
عملية سلطان العجلوني
من الأردن، في عام 1990، نفذ الأسير المحرر سلطان العجلوني عملية فدائية على الحدود بين الأردن وفلسطين المحتلة قتل فيها جندي إسرائيلي واعتقل العجلوني على إثرها حتى عام 2007.
لم يكن يتجاوز العجلوني وقت تنفيذ العملية 17 عاما، حمل مسدسه الشخصي وتقدم نحو الحدود وقتل جنديا إسرائيليا في حرس الحدود برتبة رائد يدعى “بنحاس ليفي” في 13 تشرين الثاني 1990، وكان في طريقه لاستكمال العملية الفدائية وقتل المزيد من جنود الاحتلال لكن عطلا أصاب مسدسه، وتم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال إلى أن أفرج عنه بموجب اتفاق مع الأردن.
عملية “شلومي”
وفي عام 2002، تمكن مقاومان فلسطينيان وهما الشهيدان غسان الجدع ومحمد عبد الوهاب، من التسلل من جنوب لبنان إلى داخل فلسطين المحتلة، متخطين إجراءات الاحتلال الأمنية على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، تقدم المقاومان إلى عمق مستوطنة “شلومي” وقاما بإنشاء كمين لجنود الاحتلال قتل فيه ستة جنود إسرائيليين بينهم ضابطان وأصيب 7 آخرين.
العملية التي عرفت باسم عملية “شلومي” جاءت ردا على ارتقاء 31 شهيدا في جباليا ورام الله إبان انتفاضة الأقصى التي اندلعت في أيلول عام 2000، حيث أعلنت الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن العملية.
عملية مجدو
واليوم، كشف الاحتلال الإسرائيلي تفاصيل الحدث الأمني الذي وقع شمال فلسطين المحتلة والذي شغل المنظومة الإسرائيلية بأكملها على مدار أيام، حيث ارتقى الشاب الذي قام بتنفيذ عملية تفجير العبوات الناسفة قرب مفرق مجيدو في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 دون أن تعرف هويته والذي يرجح أنه تسلل من لبنان كون العبوة الناسفة لا تشبه على الإطلاق تلك التي يتم تصنيعها في الضفة الغربية المحتلة بحسب تقارير عبرية.
المقاوم منفذ عملية مجدو، تسلل بحسب التقديرات الإسرائيلية من لبنان، وتم العثور بحوزته على أسلحة وحزام ناسف جاهز للاستخدام وأغراض قتالية إضافية ما يشير إلى أنه كان ينوي تنفيذ عمليات أخرى.
وتشير التقارير، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يحذر مرارا وتكرارا من عمليات التسلل، خشية أن تكون العمليات تهدف إلى تنفيذ أعمال مقاومة ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه، وهو ما يشير إلى أن فشل الاحتلال كبير برغم احتياطاته لوقف عمليات التسلل.