عن فوز الكتلة في انتخابات جامعة النجاح.. مراقبون لـ قُدس: خيار المقاومة يحظى بمصداقية عالية
فلسطين المحتلة شبكة قُدس: اعتبر مراقبون، أن فوز الكتلة الإسلامية في انتخابات مجلس طلبة جامعة النجاح الوطنية؛ له دلالات كثيرة، باعتبارها أول انتخابات تجرى في الجامعة منذ عام 2006 وكذلك فوز الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وأعلنت جامعة النجاح الوطنية، مساء اليوم الثلاثاء، نتائج الانتخابات في مؤتمر صحافي عقد بعد عملية فرز الأصوات، ليتبين أن الكتلة الإسلامية التي خاضت الانتخابات تحت مسمى “كتلة فلسطين المسلمة” حصدت 40 مقعدًا، وسط إقبال طلابي غير مسبوق على عملية الاقتراع، حيث بلغت نسبة الاقتراع 69.8%.
الباحث ساري عرابي، قال إن هناك مجموعة من الأسباب دفعت بإدارة جامعة النجاح لإجراء هذه الانتخابات أبرزها استمرار الانتخابات في جامعة بيرزيت على نحو نزيه وشفاف وحرّ، خاصة وأن هناك مقارنة دائما ما بين الجامعتين لصالح جامعة بيرزيت.
وقال عرابي في حديث لـ “شبكة قُدس”، إن العملية الانتخابية داخل جامعة النجاح جاءت بعد سلسلة من المشاكل في السنوات الأخيرة داخل الجامعة والتي عكست صورة سلبية وقاتمة للغاية، وهو ما قد يكون سببا في محاولة تغيير هذه الرؤية من خلال إجراء الانتخابات.
ووفقا لتوقعات عرابي، فإن السلطة وقيادة حركة فتح معنية بقياس شعبيتها داخل الضفة الغربية من خلال انتخابات مجالس الطلبة في الجامعات.
وأردف عرابي، أن إصرار طلبة الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح على الاستمرار رغم ما يتعرضون له من ملاحقات ومضايقات على ممارسة نشاطهم الطلابي؛ ساهم في الدفع نحو إجراء الانتخابات.
وعن دلالات الفوز، يرى عرابي، أن الكتلة الاسلامية تفوز في بيرزيت منذ فترة طويلة لكن الفوز كان صعبا في جامعة النجاح بسبب خصوصية منطقة شمال الضفة الغربية، وخصوصية مدينة نابلس على وجه الخصوص وطبيعة التنظيمات في تلك المناطق وحجم الجامعة وثقلها، وبالتالي فالفوز له دلالات كبيرة، أبرزها عدم القدرة على إقصاء حركة حماس وأن هذه الحركة متغلغلة على المستوى الشعبي والاجتماعي لدى الجماهير الفلسطينية والأجيال الجديدة.
وأكد عرابي، أن نتيجة الانتخابات، تدل على أن كل محاولات إقصاء الحركة وحرمانها من ممارسة العمل في المجال العام تفشل أمام الفوز التاريخي في انتخابات من هذا النوع، حتى لو حصدت نسبة أقل من تلك التي حصلت عليها، وهو ما يؤكد على أن اجتثاث الحركة من الضفة الغربية مستحيل.
ويعتقد عرابي، أن هذا ينبغي أن يعطي مؤشرا لقيادة السلطة وحركة فتح من أجل اتخاذ سياسات جديدة ومختلفة من أجل إدارة المشهد في الضفة الغربية بعيدا عن الإقصاء الممنهج لحركة حماس والذي فشل على مدار سنوات وهو ما يشير إلى موقف الجماهير والأجيال الجديدة من الخطابات في الساحة الفلسطينية وواضح أن خيار المقاومة يحظى بمصداقية عالية لدى الجماهير ويحظى بالتفاف كبير وواسع، وهناك حالة سخط من السلطة التي تمثلها حركة فتح لدى الجمهور الفلسطيني.
فريد أبو ظهري الأكاديمي في جامعة النجاح وأحد المراقبين على سير العملية الانتخابية، قال إن العملية الانتخابية في جامعة النجاح كانت مميزة لأنها جاءت بعد سنوات من الانقطاع.
وأضاف أبو ظهري لـ “شبكة قُدس”، أنه عندما عادت العملية الديمقراطية يبدو أن الطلبة يريدون التغيير لأن الطلبة على مدار سنوات لم يروا سوى شكل واحد لقيادة مجلس الطلبة في الجامعة، ورأى أن فوز الكتلة الإسلامية كان مفاجئا.
وأشار أبو ظهري، إلى أن الانتخابات في الجامعات مسيسة نظرا للحالة التي تعيشها فلسطين، وقال: إذا ما فازت الكتلة الإسلامية فهذا يعبر عن تأييد المقاومة، وفوز الشبيبة يعبر عن تأييد نهج السلطة ومسارها، وهذا الحديث إلى حد ما صحيح.
وبحسب أبو ظهري، فإن الطلبة غالبا ما بنتخبون على أسس سياسية بسبب الواقع الفلسطيني، وفوز الكتلة الإسلامية يعني أن هناك قبولا بسياسات باتجاه معين ورفضها باتجاه آخر.