غيورا آيلاند: عودة الأسرى لا تعني النصر وغياب جثامين القتلى وإعمار غزة يثيران القلق

فلسطين المحتلة قدس الإخبارية: قال الجنرال في جيش الاحتلال الإسرائيلي غيورا آيلاند، وهو رئيس سابق لـ مجلس الأمن القومي وصاحب ما يُعرف بـ”خطة الجنرالات”، إن عودة الأسرى الإسرائيليين من غزة “ستجلب فرحة وطنية”، إلا أن عدم استعادة جثامين القتلى الثمانية والعشرين قد “يحجب الشعور بالنصر ويترك عبئًا ثقيلًا على الدولة والعائلات”.
وأوضح آيلاند أن الاتفاق الموقع مع حركة حماس يُعد حدثًا “مشجعًا ومفرحًا”، لكنه حذر من أن “ثلاث قضايا رئيسية قد تُبدد فرحة النصر”. وأشار إلى أن أول هذه القضايا هي سقوط 28 قتيلًا من جنود الاحتلال، “ومن الواضح أن حماس غير معنية بإعادتهم، لأنها تحقّق أكبر فائدة من الأسرى الأحياء”. وأضاف أن “القوة الدولية التي تضم قطر ومصر وتركيا والمكلّفة بتحديد مواقع القتلى المختطفين، لن تكون لديها دوافع حقيقية لبذل جهد في هذا الملف، ما سيترك عائلاتهم في عزلة تامة، كما حدث مع عائلتي غولدين وشاؤول”.
وتابع أن القضية الثانية تتعلق بـ المرحلة الثانية من خطة ترامب، التي تنص على نزع سلاح حركة حماس ونقل إدارة قطاع غزة إلى هيئة أخرى، موضحًا أن هناك فجوة واضحة بين “الاحتفالات بنهاية الحرب” التي يشارك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبين “ما هو مكتوب في الخطة ذاتها”، مضيفًا: “لا يبدو أن أي طرف، بما في ذلك الولايات المتحدة، مستعد لممارسة ضغط حقيقي على حماس لنزع سلاحها”. ولفت إلى أنه إذا لم تُنفذ هذه المرحلة، “فسيبقى الجيش الإسرائيلي منتشراً على طول الخط الأصفر المعدّل، ما يعني استمرار الاحتكاك مع سكان غزة، مع بقاء المجموعات المسلحة قادرة على محاولة الإضرار بالدفاعات الإسرائيلية، بينما لن يُسمح لإسرائيل بالرد هجوميًا”.
وأضاف آيلاند أن خطر إعادة إعمار غزة دون تنفيذ نزع السلاح يُعد القضية الثالثة والأكثر خطورة، معتبرًا أن “إعادة إعمار القطاع تمثل تنازلًا إسرائيليًا لا ينبغي منحه إلا إذا تم تفكيك الأنفاق ومصانع الصواريخ وجمع الأسلحة بالكامل”. وأشار إلى أن مؤتمرًا يُعقد في باريس لبحث إعادة الإعمار قد يؤدي إلى “إنعاش حماس مجددًا”، مضيفًا: “إذا أُعيد بناء غزة وازدهرت دون نزع سلاحها، فسنواجه تهديدًا مشابهًا لما حدث في تموز/ يوليو 2023، حين بنت حماس قوتها في ظل إعادة إعمار وازدهار القطاع بأموال طائلة”.
وشدد آيلاند على أن على “إسرائيل أن تُصرّ على عدم بدء أي عملية إعادة إعمار قبل تنفيذ المرحلة الثانية من خطة ترامب”، مستفيدًا من “سيطرتها على جميع المعابر المؤدية إلى غزة، بما في ذلك معبر رفح”، محذرًا من أن “التنازل عن هذا الشرط سيحوّل الصفقة إلى تبادل أسرى فقط دون مكاسب أمنية”.
وختم الجنرال الإسرائيلي بالقول: “إذا نجحت الحكومة في تنفيذ المرحلة الثانية من الخطة، فستتمكن من الادعاء بأنها حققت إنجازًا أكبر بكثير مما كان ممكنًا قبل عام، حين رفضت اتفاقًا مشابهًا كانت حماس قد اقترحته، ما أدى إلى مقتل عشرات الجنود وتدهور أوضاع الأسرى الأحياء واختفاء بعض القتلى تحت أنقاض المنازل في غزة”.