فتح تقصي قيادات كبيرة من مجلسها الثوري.. ومصير عضويتهم لا زال مجهولا
الضفة المحتلة خاص قُدس الإخبارية: مع انطلاق فعاليات إحياء ذكرى انطلاقة فتح، سعت قيادات الحركة لإظهار وحدتها على وقع التسريبات الصوتية والخلافات التي عصفت بها خلال الشهور الماضية، بعد عدة أحداث أبرزها إزاحة توفيق الطيراوي عن إدارة جامعة الاستقلال ثم تعليقه حضور جلسات اللجنة المركزية، قبل تسريب وثائق تتعلق بالتحقيق في استشهاد الرئيس عرفات، بالإضافة لقضية تولي حسين الشيخ منصب أمين سر اللجنة التنفيذية، وارتفاع الحديث عن خليفة الرئيس محمود عباس، في ظل غياب عدد من قيادات الحركة عن المشهد.
من بين من تعرض للإبعاد والإقصاء من قبل قيادة الحركة “فخري البرغوثي، وجمال حويل، وفدوى البرغوثي، عقب دعمهم لقائمة “الحرية” الانتخابية التي ضمت الأسير مروان البرغوثي وترأسها عضو اللجنة المركزية سابقًا ناصر القدوة، الذي فصل على خلفية ترشحه للانتخابات التشريعية بقائمة مغايرة لقائمة فتح الرسمية، ضمن الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في الواحد والعشرين من أيار 2021.
وقبل أيام، قال أمين سر اللجنة المركزية للحركة جبريل الرجوب في لقاء مع تلفزيون “فلسطين” إن المركزية مع المجلس الثوري شكلت لجنة لــ “مراجعة قرارات الفصل وتجميد العضوية بحق كوادر الحركة”، ودعا من وصفهم “الزعلانين” من الحركة إلى العودة لها “ما لم يرتكبوا جريمة بحق أي فلسطيني أو إساءة لمواقعهم”.
البرغوثي: فصلنا بردة فعل من الرئيس!
وتعليقا على كلام الرجوب، أكد عضو المجلس الثوري لفتح والأسير المحرر، فخري البرغوثي عدم تواصل أيّ قيادي من الحركة معه لبحث تغييبه عن جلسات الثوري، قائلًا: سمعنا عن تشكيل لجنة لحل قضيتنا، لكن لم يتواصل معنا أحد بشكل رسمي والحركة معنية أن نعود، لكن لن نعود من خلال دعوة عبر التلفزيون، نريد أن يتم دعوتنا للاجتماعات مثل الآخرين.
وأضاف: أنتمي للحركة منذ سبعينات القرن الماضي، وفتح ليست لفلان وعلّان بل للشعب الفلسطيني.. وعندما أقصر بدوري وتكون سلوكياتي غير أخلاقية، حينها يقولوا لا نريده، لكن أن يتم التعامل معنا بهذا المنطق، فهذا غير صحيح”. وكشف أن قرار الإقصاء لم يتخذ بعد دراسة ومتابعة بل “بردة فعل من الرئيس محمود عباس شخصيًا”.
ويرى الأسير المحرر أن المرحلة المقبلة صعبة على الفلسطينيين ويجب على فتح وكل الفصائل أن تلملم صفوفها والذهاب للوحدة الوطنية.
فيما رفضت زوجة الأسير مروان البرغوثي، وعضو المجلس الثوري لفتح، فدوى البرغوثي الإدلاء بأي تصريحٍ عن الموضوع.
ضرورة إصلاح رأس الهرم
في الوقت نفسه تعجب عضو المجلس الثوري لفتح، جمال حويل من استمرار إقصائه عن حضور جلسات المجلس الثوري على خلفية دعمه قرار الأسير مروان البرغوثي ترشحه للانتخابات الرئاسية بالوقت الذي يرفع فيه أعضاء مركزية فتح، جبريل الرجوب وحسين الشيخ صورة الأسير البرغوثي وسط رام الله في ذكرى الانطلاقة.
وردًا على وصفهم بـ “الزعلانين” من أمين سر مركزية فتح، قال حويل لـ قدس: أتمنى من الأخ أبو رامي (جبريل الرجوب) أن يحل مشاكل “الزعلانين” في المركزية مع بعضهم البعض وأن يوقفوا التسريبات، وعندما يكونوا متفقين هذا سينعكس على كل قواعد فتح.
وكشف أنه اجتمع مع اللجنة التي شكّلت من الحركة مرة واحدة، دون نتائج عملية تذكر، داعيًا الرئيس محمود عباس إلى رسم خارطة طريقٍ لحركة فتح والواقع السياسي حتى لا يسجل في تاريخه أن الانقسام الفتحاوي الداخلي والانقسام الفلسطيني الفصائلي كانوا في حقبته.
ودعا عضو المجلس الثوري لحوار فتحاوي قائم على “المحبة والتصالح” وتكون فيه المراجعة شاملة لتصحيح الأخطاء، وتصويب الأوضاع الداخلية، والذهاب لمؤتمر ثامن “يضم الجميع دون استثناء” ويؤسس لانطلاقة حقيقية بمعزلٍ عن تأثير العوامل الداخلية بالحركة التي طفت على سطح المشهد الفتحاوي مؤخرًا، أبرزها تسريبات نسبت لأعضاء مركزية فتح على لسان حسين الشيخ، وقبلها توفيق الطيراوي، وعزام الأحمد وهذا ما أنهك الحركة وجعل قاعدتها بعيدة عن الهرم القيادي لذا بات ضروريًا أن تتوقف التسريبات الصوتية حتى تصبح الحركة بخير، حسب تعبيره.
وعن سؤال قدس حول محاولته حضور جلسات المجلس الثوري دون دعوة، أجاب حويل: لقاءات المجلس تتم في المقاطعة (مقر الرئاسة) وحال حضوري لن يتم السماح لي من حرس الرئيس، لكن عند عقد اللقاء خارج ساحات المقاطعة سأكون أول الموجودين.
وختم حديثه قائلًا إن “أي إصلاح حركي سقفه شروط معينة هو أمر مرفوض”، مؤكدًا أنه “لم يبلغ حتى اللحظة بأي قرار حول موقعه التنظيمي إذ لم يعرض على محكمة حركية، ولم يبلغ بقرار تجميد أو فصل ولا يعتبر نفسه خارج الحركة كونه ما زال يسير على نهج الراحل عرفات والأسير مروان البرغوثي الذي يدعو للمقاومة الشاملة والوحدة”.
قاعدة الانضباط
تواصلت قدس مع عضو المجلس الثوري لـ فتح، عبد الله كميل أحد أعضاء اللجنة التي شكّلتها الحركة لمتابعة قضية كوادر الحركة الذين صدرت بحقهم قرارات فصل أو تجميد أو إقصاء، وأوضح أن الحركة ذاهبة لعقد مصالحات داخلية مع القادة الثلاثة (فخري البرغوثي، جمال حويل، فدوى البرغوثي) وآخرين صدر بحقهم قرارات فصل على خلفية الترشح في الانتخابات البلدية خلال شهر مايو 2022 أو من ترشحوا مع قائمة “الحرية” في الانتخابات التشريعية 2021.
ويرى كميل أن الخلاف مع كوادر فتح لم يكن على “الفكر أو السياسة” بل على أمور سطحية يمكن تلاشيها، مبينًا أن قرارات المجلس الثوري في لقاءاته الأخيرة تركزت على فتح حوار شامل مع أبناء فتح على قاعدة الانضباط لقرارات الحركة.
وعن سؤال قدس ما إن كان للبعض رؤية معينة ترفض الانضباط لقرارات الحركة، ختم عضو المجلس الثوري حديثه: لا يجوز لأحد أن يخرج عن قرارات الحركة تحت إطار الاجتهاد حيث لا اجتهاد في مورد النص، ونحن نتحدث عن قادة مهمين وخروجهم يوجع قلوبنا، ولا يجوز أن يخرجوا، وبالتالي القاعدة الداخلية هي الالتزام، ومن لا يلتزم بالقرارات يخرج من الحركة.. من يلتزم أهلًا وسهلًا به، ومن لم يلتزم فقد اختار أن يكون خارج الحركة.