اخبار فلسطين

قطر ومصر: نواصل جهود الوساطة في غزة ونحذر من التسريبات الإعلامية المضللة

الدوحة قدس الإخبارية: أكدت كل من قطر ومصر، في بيان مشترك صدر اليوم الجمعة، استمرار جهودهما الحثيثة في ملف الوساطة بشأن العدوان على قطاع غزة، مشيرتين إلى أن الهدف من هذه الجهود هو التوصل إلى اتفاق يُنهي الحرب، ويوقف معاناة الفلسطينيين، ويضمن حماية المدنيين، إلى جانب إنجاز اتفاق لتبادل الأسرى.

وأوضح البيان أن الجولة الأخيرة من المفاوضات التي استمرت ثلاثة أسابيع أحرزت بعض التقدم، وأن تعليق المحادثات في هذه المرحلة يأتي في إطار إجراء مشاورات ضرورية قبل استئناف الحوار مرة أخرى، معتبرًا ذلك “أمرًا طبيعيًا في سياق مفاوضات معقدة بهذا المستوى”.

وشدد البيان على رفض الانسياق وراء تسريبات إعلامية وصفها بأنها “لا تعكس الواقع”، وتهدف إلى التقليل من شأن جهود الوساطة والتأثير السلبي على مسارها.

ودعت قطر ومصر وسائل الإعلام الدولية إلى التحلي بالمسؤولية وأخلاقيات الصحافة، من خلال تسليط الضوء على المعاناة غير المسبوقة التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، بدلًا من لعب دور في تقويض المساعي الرامية إلى وقف العدوان.

واختتم البيان بتأكيد التزام كل من الدوحة والقاهرة، بالشراكة مع الولايات المتحدة، بمواصلة العمل من أجل التوصل إلى اتفاق شامل ودائم لوقف إطلاق النار في غزة.

وكان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد زعم أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لا تريد حقا التوصل إلى اتفاق يؤدي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، في حين أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل تدرس خيارات لإعادة الأسرى.

وقال ترامب في تصريحات له اليوم الجمعة من حديقة البيت الأبيض إنه سيتعين أن يكون هناك قتال وقضاء على حماس، فهي “لا تريد التوصل إلى اتفاق، وأعتقد أنها تريد أن تموت”، حسب قوله، وأضاف أن إدارته انسحبت من مفاوضات غزة، وهذا أمر مؤسف، حسب وصفه، متهما حماس بأنها لا تريد التوصل إلى اتفاق، لأنها تعرف ماذا سيحصل بعد استعادة كل الأسرى.

وأوضح أنه يعرف صعوبة استعادة بقية الأسرى في غزة، لأن إطلاق سراحهم سيُفقد حماس ما بقي لديها من أوراق مساومة، حسب تعبيره.

وفي وقت سابق، ردّت حركتا حماس والجهاد الإسلامي على تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، التي اتهم فيها حركة حماس بـ”التصرف بأنانية” و”عدم إبداء حسن نية”، مؤكدتين أن مواقف المقاومة الفلسطينية خلال المفاوضات الأخيرة كانت مسؤولة وإيجابية وتهدف إلى وقف العدوان وإنهاء معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة.

وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إنها تعاملت منذ بداية المسار التفاوضي بمسؤولية وطنية ومرونة عالية في مختلف الملفات، انطلاقًا من حرصها على وقف العدوان وإنهاء معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة. وأوضحت أنها قدّمت ردها الأخير بعد مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء والدول الصديقة، متعاطية بإيجابية مع جميع الملاحظات التي تلقتها، ما يعكس التزامًا جادًا بإنجاح جهود الوسطاء.

واستغربت الحركة التصريحات السلبية الصادرة عن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف تجاه موقفها، مشيرة إلى أن الوسطاء أبدوا ترحيبهم وارتياحهم للتعاطي الإيجابي والبنّاء الذي قدّمته الحركة.

وجددت تأكيدها على الاستعداد لاستكمال المفاوضات والانخراط في كل ما يسهم بتذليل العقبات والوصول إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار.

بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن الورقة التي قدمتها حماس وفصائل المقاومة للوسيطين القطري والمصري حظيت بترحيب من الوسطاء الذين اعتبروها مدخلاً حقيقياً نحو اتفاق ينهي العدوان والمعاناة. ووصفت تصريحات المبعوث ويتكوف بأنها انعكاس واضح لموقف حكومة الاحتلال “النازية”، ونواياها المبيّتة للاستمرار في العدوان والالتفاف على جهود الوساطة.

وأكدت الجهاد الإسلامي تمسّكها بمواصلة جهود الوسطاء واستكمال التفاوض، بما يؤدي إلى اتفاق يحفظ مصالح الشعب الفلسطيني ويوقف الجرائم الإسرائيلية التي تندى لها جبين الإنسانية.

بدورها، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن الرد الذي قدّمته حركة حماس وفصائل المقاومة للوسطاء، جاء بعد مشاورات مكثفة، وحاز على قناعة الوسطاء بجديته وإيجابيته، وإمكانية أن يؤدي إلى اتفاق يضمن إنهاء معاناة الفلسطينيين ووقف حرب الإبادة المتواصلة بحقهم.

واستهجنت الفصائل، في تصريح صحفي، تصريحات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، الذي حمل وفد المقاومة المفاوض مسؤولية تعثّر التوصل إلى اتفاق، رغم ما أبداه الوفد من مرونة عالية ومسؤولية وطنية خلال جولات المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة.

وشددت فصائل المقاومة على حرص وفدها المفاوض على وقف العدوان المستمر على الشعب الفلسطيني، والعمل بكل الجهد من أجل التوصل إلى اتفاق قريب يضع حدًا للمعاناة المتفاقمة ويوقف شلال الدم والمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين في قطاع غزة وفلسطين المحتلة عمومًا.

وجاءت تصريحات ويتكوف، الذي وصل إلى إيطاليا لإجراء مشاورات ولقاءات مع مسؤولين من الشرق الأوسط بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، بعد إعلان واشنطن عن سحب فريقها التفاوضي من الدوحة للتشاور ودراسة “خيارات بديلة” لاستعادة الأسرى الإسرائيليين، على حد وصفه.

في السياق ذاته، أعلنت حكومة الاحتلال سحب فريقها التفاوضي من العاصمة القطرية أيضًا، لإجراء مزيد من المشاورات. لكن مصادر مطلعة على مجريات المفاوضات في الدوحة، أكدت لوكالة رويترز أن الخطوة لا تعني بالضرورة وجود أزمة، مشيرة إلى استمرار المساعي في إطار الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى اتفاق تهدئة.