كوخافي يعترف: التكنولوجيا خدّرت الجيش والمستوى السياسي تهرّب من المسؤولية عن 7 أكتوبر

ترجمات خاصة قدس الإخبارية: في شهادة نادرة بثتها القناة 13 العبرية، كشف رئيس أركان جيش الاحتلال السابق أفيف كوخافي عن حجم الإخفاقات والتصورات الوهمية التي قادت إلى كارثة 7 أكتوبر، موجّهًا انتقادات قاسية للجيش وللقيادة السياسية على حد سواء.
كوخافي، الذي تولى منصبه بينما كانت احتجاجات غزة على السياج مشتعلة، ركّز جهوده على ما اعتبره “التهديد الإيراني النووي”، في حين اكتفى بتثبيت الجبهات الأخرى، ما جعل الجنوب يبدو هادئًا بينما كانت حماس تبني قوتها وتتحصن في الخفاء. وأوضح أن الجيش انغمس في سباق تكنولوجي من مسيّرات دقيقة وقدرات تعقب متطورة منح شعورًا سريعًا بالإنجاز لكنه أبعد المؤسسة العسكرية عن الواقع الميداني.
وبينما يدافع كوخافي عن نهجه بالقول إن التكنولوجيا أنقذت حياة الجنود، يؤكد منتقدوه أن الجيش فقد قدرته على الحسم البري، وأن التدريبات كانت ناقصة والدبابات شبه مهملة. فـ”ترف الحرب الرقمية”، كما يوصف، خلق جيشًا منشغلًا بالشاشات والعروض لكنه عاجز عن تحقيق نصر ميداني، وهو ما يفسر عجزه عن حسم معركة غزة بعد عامين من القتال.
كوخافي اعترف بفشل عملية “ضربة البرق”، التي كان يُفترض أن تستدرج مقاتلي حماس إلى الأنفاق ليتم قصفهم، لكنها انتهت بخدعة مكشوفة. كذلك أقر بأن عملية “حارس الأسوار” عام 2021 لم تحقق أي إنجاز استراتيجي حقيقي، قائلاً: “الجميع باعوا نجاحات، بينما لم تكن هناك نجاحات حقًا”.
الانتقادات طالت أيضًا اعتماد الجيش على التكنولوجيا الفاخرة التي انهارت أمام وسائل بدائية. العميد (احتياط) في جيش الاحتلال شموئيل زخاي، القائد السابق لفرقة غزة، قال بمرارة: “العدو الأكبر للتكنولوجيا هو البدائية، قنبلة يدوية أو مسيّرة رخيصة دمّرت منظومة كاملة”.
وفي تبريراته، حاول كوخافي تحميل القيادة السياسية المسؤولية، مشيرًا إلى أنه اقترح على “الكابينت” برئاسة نتنياهو تنفيذ ضربة استباقية ضد حماس، لكن الاقتراح رُفض. وقال إنه خرج من الاجتماع وهو يعلم أن الهجوم مسألة وقت فقط، داعيًا إلى تشكيل لجنة تحقيق رسمية.
غير أن الفجوة بين من يعترفون بالفشل داخل جيش الاحتلال ومن يرفضون تحمّل المسؤولية في الحكومة، بدت بارزة في المقابلة. الضابط الميداني غاي حزوت قال: “كلنا، كل الجنرالات، جزء من الفشل. علينا أن ننظر إليه في العين ونبدأ من جديد”. لكن الحكومة، وفق النص، “تتصرف وكأن شيئًا لم يحدث”.