اخبار فلسطين

كيف تحولت الأراضي الأردنية لأبرز خطٍ دفاعي عن كيان الاحتلال؟

الأردن قدس الإخبارية: منذ بداية حرب الإبادة على قطاع غزة، سعت الولايات المتحدة الأمريكية لنشر منظومات الدفاع الجوي في المنطقة، لحماية الاحتلال، ومساعدته في التصدي من أي عمليات استهدافٍ صاروخي، تنفذها جبهات المقاومة.

في الأيام الأولى لمعركة طوفان الأقصى وقُبيل بد الاجتياح البري الإسرائيلي لقطاع غزة، نقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤوليين أمريكيين أن البنتاغون أرسل نظام دفاع جوي صاروخي من طراز “ثاد” إلى المملكة العربية السعودية، وأنظمة الدفاع “باتريوت” المضادة للطائرات إلى عدة دول على رأسها الأردن.

وأفاد المتحدث باسم البنتاغون باتريك رايدر في شهر تشرين أول/أكتوبر 2023، بأن الجيش الأمريكي بدأ في نشر بطارية من أنظمة الدفاع الصاروخي ثاد (الدفاع عن المناطق المرتفعة) وأنظمة صواريخ باتريوت إضافية مضادة للطائرات في الشرق الأوسط.

 في حينها، قال رايدر، إن هذه المنظومات ستخصص هذه المنظومات لتعزيز حماية القوات الأمريكية في المنطقة. وأمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في 22 تشرين أول/أكتوبر بنشر هذه الأصول في منطقة الشرق الأوسط، كان ذلك عقب شن المقاومة العراقية هجماتٍ صاروخية على القواعد الأمريكية في العراقي وسوريا كجزء من الإسناد للمقاومة الفلسطينية في معركة طوفان الأقصى، والتهديدات اليمنية بضرب أهدف للاحتلال في المنطقة.

 

مطالبات بنشر الدفاعات الأمريكية

تُعد الأردن الدولة العربية الأقرب إلى فلسطين المحتلة، وتشكل معها الشريط الحدودي الأطول على الإطلاق من البحر الأحمر جنوباً، حتى نهر اليرموك شمالاً، وخلال الثورة الفلسطينية المعاصرة، في ستينيات القرن الماضي، كانت الأردن محطة إنطلاق للعمل الفدائي الفلسطيني، ثم نُفذت عدة عمليات عسكرية عبر حدودها كعملية الأسير المحرر سلطان العجلوني، وآخرها عملية الشهيدان عامر قواس وحسام أبو غزالة، الشهر الماضي.

خلال الشهر الأول من معركة طوفان الأقصى، أكد متحدث باسم الجيش الأردني بشكلٍ صريح على الإعلام، إن الأردن طلبت من واشنطن نشر منظومة الدفاع الجوي “باتريوت”، لتعزيز الدفاع عن حدوها، في وقت يشهد تصاعد الصراع في المنطقة.

وأضاف في حينها مدير الإعلام العسكري مصطفى الحياري للتلفزيون الأردني: “الطائرات المسيرة، أصبحت تشكل تهديدا. طلبنا من الولايات المتحدة تزويدنا بمنظومة مقاومة لها”.

في الواقع، جرى نشر منظومة “باتريوت” الأميركية في الأراضي الأردنية عام 2013 على خلفية الحرب في سوريا، بعد مخاوف الحكومة الأردنية من توسع الحرب وتحولها لصراعٍ إقليمي.

 

التصدي للصواريخ الإيرانية وحماية الاحتلال

في الأول من شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي، قالت مديرية الأمن العام الأردنية، في بيان رسمي، إن طائرات سلاح الجو الملكي وأنظمة الدفاع الجوي اعترضت العديد من الصواريخ والطائرات المسيرة التي دخلت المجال الجوي الأردني.

وأكدت السلطات الأردنية على أن تدخل الأردن كان مسألة دفاع عن النفس وحماية سيادتها. وقال المتحدث باسم الحكومة ووزير الدولة لشؤون الإعلام، محمد المومني، في بيان إن “موقف الأردن واضح وثابت بأنه لن يكون ساحة للصراع لأي طرف”، مضيفًا أن حماية الأردنيين هي “المسؤولية الأولى” للمملكة.

في الواقع، فإن مرور الصواريخ الإيرانية كان المسار الطبيعي لاستهداف عمق الأراضي الفلسطينية ومستوطنات الاحتلال بها، فيما لعبت الأردن بواسطة منظومات الدفاع الجوي الأمريكية الدور الأبرز في إحباط إطلاق هذه الصواريخ، بينما يتعارض حديث الحكومة الأردنية حول وجود المضادات الأمريكية مع مزاعم السيادة التي تطلقها بين فترة وأخرى.

 

مطامع استيطانية تهدد الأردن

قبل 8 سنوات، وفي عام 2016 على وجه التحديد، قال وزير مالية الاحتلال الحالي، المتطرف بتسلئيل سموتريتش، إن حدود القدس يجب أن تمتد حتى العاصمة السورية دمشق، وإن على “إسرائيل” الاستيلاء أيضا على شرق الأردن.

في حينها، كان سموتريتش عضوا بالكنيست عن حزب “البيت اليهودي”، الذي اندمج عام 2023 مع حزب “الاتحاد الوطني تكوما” في حزب واحد حمل اسم “الصهيونية الدينية” ويرأسه سموتريتش حاليا.

في حين تتبنى الصهيونية الدينية، التي باتت تسيطر على مفاصل دولة الاحتلال، رؤوية “مملكة إسرائيل الكبرى” التي تسيطر على فلسطين وأجزاء من مصر، والأردن كاملةً، إضافة للبنان، وأجزاء من سورية والعراق.

وفي الواقع لا تمتلك الدولة الأردنية أيٍ من مقومات البقاء، وعلى رأسها المياه والغاز، وفق سلسلة إتفاقيات السلام الأردنية الإسرائيلية منذ عام 1994 حتى يومنا هذا، في حين تتحكم دولة الاحتلال بزمام هذه الاتفاقيات، وتبقى مفاهيم السيادة الأردنية محض شعارات.