اخبار فلسطين

ما هي مهمة “خلية الشرعية” في شعبة الاستخبارات العسكرية التابعة لجيش الاحتلال؟ 

ترجمة خاصة شبكة قُدس: كشف الصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام، أنّه بعد السابع من أكتوبر شكّل جهاز الاستخبارات العسكرية في جيش الاحتلال وحدة خاصة أطلق عليها اسم “خلية الشرعية”، تضم عناصر مخابرات مهمتهم البحث عن معلومات تمنح “غطاءً شرعيًا” لجرائم الجيش في غزة، مثل الحديث عن فشل إطلاق صواريخ للمقاومة، أو استخدام المدنيين كـ”دروع بشرية”، أو استغلال السكان المدنيين، وكل ما يمكن توظيفه لتبرير المجازر.

ويقول أبراهام إن المهمة الرئيسية لهذه الخلية كانت تتبع الصحفيين في غزة للعثور على أي منهم يمكن تصويره في الإعلام على أنه “ناشط في حماس متنكر في هيئة صحفي”. وقد استثمرت أيام طويلة في فحص أسماء الصحفيين، لكنهم لم يجدوا شيئًا. 

الهدف من ذلك بحسبه أن تقديم صحفي واحد على أنه “مقاتل متنكر” يمنح مبررًا إعلاميًا لسياسة استهداف الصحفيين عمومًا. تمامًا كما يكفي في سردية الاحتلال اتهام مستشفى واحد بأنه مقر قيادة للمقاومة من أجل تبرير تدمير النظام الصحي بالكامل، أو تصوير حادثة واحدة لفشل إطلاق صاروخ للمقاومة على أنها دليل على أن كل الضحايا المدنيين “مسؤولية حماس”، وهي منهجية تقوم على زرع الشك لتبييض الجرائم، بحيث يصبح قتل صحفي واحد “مبررًا” لقتل مئات غيره.

ويضيف أبراهام أن جيش الاحتلال قتل الليلة الماضية أربعة صحفيين في غزة، واعترف بأن الهدف كان الصحفي أَنس الشريف. ويشير إلى أن الشريف، خلال العامين الماضيين، قدّم عملًا صحفيًا منهجيًا وشجاعًا، نقل للعالم بالصوت والصورة مشاهد الإبادة التي يتعرض لها أبناء شعبه، في وقت انخرطت فيه معظم وسائل الإعلام الإسرائيلية في تطبيع القتل الجماعي والتجويع والتدمير، وخانت رسالتها المهنية. واليوم، تتجدد هذه الخيانة في عناوين الأخبار التي اكتفت بنقل رواية المتحدث باسم جيش الاحتلال حول مقتله.

ويذكر أبراهام أن الجيش عرض وثائق زعم فيها أن الشريف انضم إلى حركة حماس عام 2013 وهو في السابعة عشرة من عمره، مضيفًا أن أي صحفي يقبل هذه المزاعم دون تدقيق بعد كمّ الأكاذيب التي بثها المتحدث العسكري، إنما يخون مهنته. وحتى لو افترضنا صحة هذه المزاعم، فهي لا تبرر شيئًا، إذ وفق هذا المنطق فإن الغالبية الساحقة من الصحفيين الإسرائيليين، إذا وُجدت وثائق تؤكد خدمتهم في جيش الاحتلال أو في الاحتياط، يصبحون أهدافًا “مشروعة” للتصفية. 

ويطرح أبراهام تساؤلًا: إذا كان موقع الشريف معروفًا منذ أشهر، فلماذا اغتيل الآن، قبيل خطط احتلال مدينة غزة؟ ويجيب: لأن الرسالة واضحة.

ويختم أبراهام بالقول: “أعتقد أن إسرائيل قتلت أنس الشريف لأنه صحفي، أما الوثائق فكانت مجرد ذريعة. هذا هو السبب نفسه الذي جعلهم يبحثون بشكل منهجي عن أي صحفي يمكن إلصاق تهمة الانتماء للمقاومة به، لتبرير قتل نحو 230 صحفيًا في غزة منذ 7 أكتوبر، وللسّبب ذاته يمنعون دخول الصحافة الدولية إلى القطاع: حتى تُرى جرائمهم بأقل قدر ممكن”.