اخبار فلسطين

مسؤول إسرائيلي: علمنا بالمجاعة في غزة وواصلنا حصارها لأسباب سياسية

ترجمة خاصة قدس الإخبارية: كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، نقلًا عن مسؤول في حكومة الاحتلال، أن حكومة بنيامين نتنياهو كانت على دراية بأن قطاع غزة يقترب من المجاعة، لكنها واصلت تعريض الفلسطينيين للخطر، دون اكتراث للتبعات الإنسانية الكارثية.

وبحسب المسؤول، فإن سياسات الحكومة لم تستند إلى اعتبارات استراتيجية، بل كانت مدفوعة بالخوف من وزير الحرب إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ما يعكس حجم التخبط الداخلي والتبعية السياسية التي تتحكم بالقرارات المصيرية.

وأشارت الصحيفة، نقلًا عن مصادر أمنية، إلى أن المؤسسة الأمنية للاحتلال بدأت تشعر بتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، وسط ارتفاع حاد في أعداد الشهداء والجرحى نتيجة سياسة التجويع الممنهجة.

وتتزامن هذه التصريحات مع تسارع الوفيات في صفوف الفلسطينيين في قطاع غزة نتيجة الحصار والتجويع، في ظل تأكيدات محلية ودولية على أن المجاعة دخلت مرحلة متقدمة، رغم عدم إعلان الأمم المتحدة رسميًا عنها حتى الآن.

ووفق وزارة الصحة في قطاع غزة، فقد استُشهد ما لا يقل عن 1330 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 8800 آخرين، بنيران جيش الاحتلال ومسلحي شركة “مؤسسة غزة الإنسانية” الأميركية، التي تولّت إدارة تدفق المساعدات إلى القطاع، في محيط مراكز التوزيع التي تديرها.

وأمس الخميس، أعلنت وزارة الصحة في غزة تسجيل حالتي وفاة جديدتين خلال الـ24 ساعة الماضية، من بينهما طفل، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، لترتفع حصيلة الشهداء الذين قضوا بسبب الجوع إلى 159 شهيدًا، من بينهم 90 طفلًا.

ومنذ مطلع مارس/آذار الماضي، تنصّل الاحتلال من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى مع حركة “حماس”، الذي بدأ في 19 يناير/كانون الثاني، واستأنف الإبادة الجماعية، رافضًا كافة المبادرات الدولية لوقف العدوان.

ورغم تحذيرات أممية وفلسطينية من كارثة إنسانية غير مسبوقة، يواصل الاحتلال إغلاق معابر قطاع غزة أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ الثاني من مارس/آذار، ضمن سياسة التجويع الممنهجة التي يستخدمها كسلاح ضد الفلسطينيين.

يُذكر أن الاحتلال يشن منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة جماعية على غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، ضاربًا بعرض الحائط النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية المطالبة بوقف العدوان. وأسفرت هذه الحرب، بدعم أميركي مباشر، عن أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من عشرة آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أودت بحياة العديد من الفلسطينيين.