اخبار فلسطين

معاريف العبرية: الجيش فشل في حماية “إيلات” التي أصبحت عارية أمام مسيّرات اليمن

ترجمات خاصة قدس الإخبارية: اعتبرت صحيفة معاريف العبرية أن سلاح الجو التابع للاحتلال مني بفشل جديد في الدفاع عن أجواء مدينة أم الرشراش المحتلة “إيلات” بعد أن تمكنت الطائرات المسيّرة التابعة لأنصار الله من اختراق منظومات الحماية للمرة الثالثة خلال أيام قليلة، مضيفًة أن “المدينة أصبحت عارية أم المسيرات اليمنية”.

وبحسب الصحيفة فإن أنصار الله وجدوا ثغرة في منظومة الدفاع الجوي فوق إيلات ما شجعهم على الاستمرار في تنفيذ هجماتهم التي تسببت بأضرار مادية وبثت الذعر في قلب “مركز السياحة الإسرائيلي” في وقت كانت المدينة مكتظة بعشرات الآلاف من الزوار خلال عطلة الأعياد.

وأشارت معاريف إلى أن العطل في أداء سلاح الجو يعد خطيرًا ويستوجب تحقيقًا عاجلًا، معتبرة أن هناك سلسلة من الأسئلة المقلقة التي تحتاج إلى إجابات واضحة مثل ما إذا كان جيش الاحتلال قد نشر قطعًا بحرية مزودة برادارات ومنظومات اعتراض في خليج العقبة وخليج “إيلات” لتوفير خط دفاع متقدم ضد التهديد.

 وتابعت الصحيفة بالتساؤل “لماذا لم تُسير طائرات حربية بشكل دائم خلال أيام العيد لمراقبة الأجواء ورصد الطائرات المسيّرة مبكرًا، ولماذا لا يتمركز في إيلات سرب من المروحيات الهجومية القادرة على اعتراض المسيّرات بكفاءة عالية وأين المروحيات الطبية التابعة للوحدة 669 التي كان يمكن أن تسرّع عمليات إجلاء المصابين؟”.

وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال بحاجة إلى الإجابة على سؤال “لماذا لم تُنصب رادارات إضافية في الوديان المحيطة بجبال “إيلات” على غرار ما حدث في الشمال ولماذا لا يُمنح الجنوب أولوية لنشر منظومة الليزر التجريبية التي أثبتت فاعليتها ضد الطائرات المسيّرة في جبهة الشمال؟”.

وختمت الصحيفة بالقول إن ما جرى مساء الأربعاء يمثل إخفاقًا مدويًا لسلاح الجو التابع لجيش الاحتلال في حماية العمق السياحي، ويثير مخاوف من استمرار أنصار الله في تكثيف هجماتهم على المدينة.

وكانت القوات المسلحة اليمنية قد أكدت في بيان رسمي، اليوم الأربعاء (24 سبتمبر/أيلول 2025)، أن سلاح الجو المسيّر نفّذ عمليتين عسكريتين استهدفتا مواقع تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في منطقتي بئر السبع وأم الرشراش (إيلات) جنوب فلسطين المحتلة.

وأوضح البيان أن العملية الأحدث نُفِّذت بطائرتين مسيّرتين استهدفتا هدفين عسكريين في أم الرشراش، مؤكداً أن الهجوم أصاب أهدافه بنجاح، في حين فشلت منظومات الاعتراض الإسرائيلية في التصدي له.

وأشار إلى أن هذه الضربة هي الثانية خلال أربعٍ وعشرين ساعة، إذ نفّذ سلاح الجو المسيّر أمس الثلاثاء عملية مشابهة بعدد من الطائرات المسيّرة ضد أهداف في بئر السبع وأم الرشراش.

وجددت القوات المسلحة اليمنية في بيانها التأكيد على أن هذه العمليات تأتي “انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ورداً على جرائم الإبادة الجماعية في غزة، وكذلك في إطار الرد على العدوان الإسرائيلي على اليمن”.

كما وجّهت التحية إلى “الصامدين المجاهدين المرابطين في قطاع غزة”، مؤكدة استمرار دعمها للشعب الفلسطيني بكل ما تملك من قدرات، حتى وقف العدوان ورفع الحصار.

وكانت وسائل إعلام عبرية قد أفادت عن انفجار طائرة مسيّرة أطلقتها جماعة أنصار الله من اليمن في مدينة أم الرشراش المحتلة “إيلات”. وأعلنت المصادر الطبية “الإسرائيلية” أن 24 مستوطنًا أصيبوا مساء الأربعاء جراء سقوط المسيّرة في قلب المنطقة السياحية قرب مجمع “مول هايم”، بينهم اثنان في حالة خطرة.

إحدى المستوطنات في أم الرشراش المحتلة روت لموقع “يديعوت أحرونوت” أن “المدينة تعجّ بالسياح هذه الأيام، ولو انحرف الصاروخ أمتارًا قليلة لكان أصاب الفندق مباشرة. سمعنا دويًا هائلًا، لكن لحسن الحظ كانت صفارات الإنذار قد دوّت وتمكّنا من دخول الملاجئ. كنت واثقة أنه سقط بجوار المنزل”.

من جهتها، أفادت شرطة الاحتلال بأن موقع الانفجار لحِق به دمار جزئي، وأن قائد شرطة المنطقة ألون كلفون عقد جلسة تقدير موقف في المكان. كما دعت الشرطة المستوطنين والزوار إلى الابتعاد عن موقع الهجوم لإفساح المجال لإعادة السيطرة على الموقف.

أما جيش الاحتلال فأعلن أنه يحقق في أسباب فشل الاعتراض عبر منظومة “القبة الحديدية”، حيث أُطلقت صواريخ اعتراض نحو الطائرة المسيّرة التي حلّقت على ارتفاع منخفض جدًا فوق المدينة، وهو ما جعل اعتراضها بطائرة مقاتلة أمرًا بالغ التعقيد. وأضافت مصادر عسكرية لدى الاحتلال أن هذا التكتيك بات سمة متكررة في هجمات أنصار الله الأخيرة، إذ تحلّق المسيّرات على علوّ منخفض شبيه بصواريخ كروز، ما يؤخر رصدها ويجعل إسقاطها أكثر صعوبة.

وجاء في بيان جيش الاحتلال أن طائرة مسيّرة أُطلقت من اليمن وسقطت في منطقة أم الرشراش المحتلة، وقد جرت محاولات اعتراض عدة، فيما تعمل فرق الإنقاذ والإسعاف في موقع سقوطها.

الهجوم الجديد يأتي بعد سلسلة عمليات مشابهة في الأسابيع الأخيرة. ففي الأسبوع الماضي انفجرت مسيّرة في باحة فندق “جاكوب” بالمدينة ذاتها، ما أدى إلى اندلاع حريق من دون إصابات. وقبلها بأيام قليلة، أصابت طائرة مسيّرة أُخرى صالة المسافرين في مطار “رامون” القريب من “إيلات”، وتسببت بإصابة مستوطنين اثنين بجروح طفيفة إلى جانب أضرار مادية، فيما أصيب آخرون بحالات هلع.