هكذا حول الاحتلال مخيمات شمال الضفة إلى “مدن أشباح”

فلسطين المحتلة شبكة قُدس: على مدى العامين الماضيين، حوّل الاحتلال الإسرائيلي مخيمات شمال الضفة الغربية، إلى مساحات مدمّرة أشبه بـ”مدن أشباح”، بفعل الاقتحامات شبه اليومية واستخدام الآليات الثقيلة والطائرات المسيّرة.
فخلال الاجتياحات الواسعة التي شنها الاحتلال، دمّر الاحتلال مئات المنازل والبنى التحتية وشبكات الكهرباء والمياه، واغتال واعتقل عشرات الفلسطينيين، تاركًا أحياءً كاملة خالية من السكان بعد تهجير آلاف العائلات.
ومع تواصل الهجمات التي تستهدف كل شيء له صلة بالفلسطيني اللاجئ، باتت المخيمات تعيش حالة حصار دائم، وسط انهيار الخدمات.
اليوم الخميس، حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من استمرار الدمار الواسع في شمالي الضفة الغربية، مؤكدة أن العمليات العسكرية الإسرائيلية المتواصلة منذ يناير/كانون الثاني الماضي أفرغت بالكامل مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس، وتسببت في تهجير قسري لأكثر من 32 ألف فلسطيني.
وقال مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية رولاند فريدريك، إن الدمار “مستمر بلا هوادة” بعد أكثر من 10 أشهر، مشيرا إلى أن المخيمات الثلاثة “تحولت إلى مدن أشباح بعد أن كانت نابضة بالحياة”.
وأضاف فريدريك أن جيش الاحتلال لا يزال يصدر أوامر هدم جديدة بذريعة “الأغراض العسكرية”، من بينها أمر حديث يشمل هدم 12 مبنى بالكامل و11 مبنى جزئيا في مخيم جنين، على أن يبدأ تنفيذها يوم الجمعة.
كما أشار إلى أن شهري مارس/آذار ويونيو/حزيران الماضيين شهدا أوامر هدم جماعية طالت أكثر من 190 مبنى في مخيم جنين، إضافة إلى تفجير 20 مبنى خلال فبراير/شباط الماضي.
وأكد المسؤول الأممي أن هذا “التدمير الممنهج” يتعارض مع القانون الدولي، ويؤدي إلى “تعزيز السيطرة بعيدة المدى لجيش الاحتلال على المخيمات”، مشددا على أن هذه المناطق بحاجة إلى إعادة بناء لا إلى مزيد من التدمير، وأنه يجب السماح للسكان بالعودة إلى منازلهم.
وتأتي هذه التطورات وسط تصعيد إسرائيلي مستمر في الضفة الغربية منذ أكثر من عامين، تخللته عمليات اقتحام واعتقال واغتيال، بالتوازي مع الحرب على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي امتدت لعامين.
وبحسب بيانات فلسطينية رسمية، أسفرت الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة عن مقتل أكثر من 1083 فلسطينيا وإصابة ما يزيد على 11 ألفا واعتقال أكثر من 20 ألفا و500 شخص منذ اندلاع التصعيد.
