أنغام في الامتحان الأصعب في حياتها – أخبار السعودية

تعيش الفنانة أنغام اليوم، واحدة من أصعب الأزمات في حياتها، تحت وطأة المرض الشديد والمعاناة الصحية التي أفقدتها الكثير من وزنها، وأبعدتها عن الأضواء والمسارح التي طالما كانت ميدانها الأثير. بعد سلسلة من التدخلات الجراحية الضرورية، خاضت رحلة قاسية من الألم والعلاج، لتجد نفسها محاطة برعاية طبية دقيقة في المستشفيات الألمانية، حيث تتابع مراحل التعافي وسط دعوات محبيها وملايين من جمهورها العربي، الذين يرون فيها رمزًا للفن الراقي وأيقونة لا تُعوّض.
أنغام، التي ورثت الموهبة عن والدها الموسيقار محمد علي سليمان، لم تكن يومًا مجرد صوت جميل، بل مشروعًا فنيًا متكاملًا. والدها قدّمها صغيرة في حفلات ومناسبات، لتؤدي أغاني عمالقة مثل أم كلثوم وليلى مراد، حاملةً في ملامح صوتها الأصالة الكلاسيكية. لكن قرارها منتصف التسعينات بالتحرر من اللون الطربي التقليدي واعتناق الموجة الشبابية، منحها هوية خاصة، جعلتها أحد أبرز الأصوات العربية المعاصرة. ومع مطلع الألفية، تحوّلت أعمالها المصوّرة وألبوماتها إلى محطات نجاح باهرة، رسّخت اسمها في وجدان جيل جديد.
ورغم قسوة اللحظة الراهنة، فإن حضور أنغام يبقى متماسكًا، يحفّه تاريخ فني طويل، وعائلة فنية متجذرة؛ من شقيقتها الراحلة غنوة سليمان، إلى عمها الفنان عماد عبدالحليم، وكلهم شكّلوا خلفية زاخرة بالموهبة. غير أن أنغام كانت دائمًا صاحبة القرار الأخير، تبني مسيرتها بخياراتها الخاصة، وتثبت أن الصوت العربي قادر على التجدد والتجذر في آن واحد.
اليوم، وهي تخوض معركتها الصعبة مع المرض، تبقى أنغام محاطة بالمحبة والدعوات، باعتبارها واحدة من أهم المدارس الغنائية التي شكّلت وجدان المستمع العربي. صوتها الذي حلق عاليًا عبر الأجيال، ما زال حاضرًا، يقاوم الألم، ويمنح جمهوره الأمل بأنها ستعود.
أخبار ذات صلة