ارتفاع الوفيات بأمراض القلب بعد تفشي جائحة “كوفيد-19″…
فيما يمثل انعكاسًا للاتجاه التنازلي الذي دام عقدًا من الزمن، كشف العلماء عن ارتفاع مثير للقلق في أعداد الوفيات المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية في أعقاب جائحة “كوفيد-19”.
وأعربت ريبيكا سي وودروف من مركز السيطرة على الأمراض بالولايات المتحدة عن قلقها، قائلة: “كنا قلقين بشأن الأدلة الناشئة التي تشير إلى تفاقم نتائج الأمراض المزمنة خلال العامين الأولين من جائحة كوفيد-19. ولسوء الحظ، كان هذا هو الحال بالنسبة لأمراض القلب والسكتات الدماغية، التي كانت تتحسن قبل الوباء”.
228 ألف حالة وفاة
ووفقًا للتقرير المشترك الصادر عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وجامعة نورث وسترن، فإن الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية بين عامي 2020 و2022 تجاوزت التوقعات بمقدار 228 ألفًا في جميع الفئات السكانية.
وشهدت فترة العامين هذه زيادة كبيرة بنسبة 9.3 في المئة، وهو ما يتناقض بشكل حاد مع الانخفاض بنسبة 8.9 في المئة المسجل في الفترة من 2010 إلى 2019، بحسب صحيفة “نيويورك بوست”.
وعززت وودروف، الانتكاسة إلى التأثيرات الواسعة النطاق لـ”كوفيد-19″، مشيرة إلى دوره في عرقلة الوصول إلى الرعاية الصحية، ما يتسبب في تأخير معالجة مشكلات القلب المزمنة أو الحادة.
كما شكل الوباء تحديات أمام الحفاظ على نمط حياة صحي، ما أثر على عوامل مثل النظام الغذائي والنوم والنشاط البدني وضغط الدم وإدارة نسبة السكر في الدم، وفق قولها.
كوفيد-19 وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب
والأسوأ من ذلك، تشير الأدلة الجديدة إلى وجود صلة محتملة بين الإصابة بـ”كوفيد-19″ وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض، وفقًا لموقع “روسيا اليوم”.
وشددت وودروف على أهمية البحث لفهم الدوافع وراء الارتفاع الكبير في معدلات الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، بهدف توجيه استراتيجيات الصحة السريرية والعامة للوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية واكتشافها وعلاجها.
وخلصت إلى أن “إعادة ترتيب أولويات الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية وإدارتها هي خطوة أولى أساسية”.
وسلطت الضوء على الحاجة الملحة لإعطاء الأولوية لصحة القلب والأوعية الدموية في مبادرات الصحة العامة والممارسات السريرية.