اعتقالات في طوباس ومحاصرة منزل في نابلس وهدم ببيت لحم

فلسطين المحتلة قدس الإخبارية: شهدت مدن وبلدات الضفة الغربية، الليلة الماضية وفجر اليوم الثلاثاء، اقتحامات واعتقالات واسعة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع اعتداءات متكررة من المستوطنين، وسط تصدٍ ومواجهات من الفلسطينيين.
في مدينة طوباس شمال الضفة، استهدف مقاومون قوات الاحتلال بعبوة ناسفة خلال اقتحام المدينة، في إطار الرد الشعبي على توغل قوات الاحتلال داخل الأحياء السكنية. وقد شنّت قوات الاحتلال حملة اعتقالات ومداهمات مكثفة شملت مدينة طوباس وبلدة عقابا المجاورة، ترافقت مع عمليات تخريب ممنهج لمنازل الأهالي، وتدمير للبنية التحتية في عدة أحياء، خاصة في منطقة النقار وشارع الحاووز.
ووفق مصادر محلية، فقد اعتقل الاحتلال نحو 20 فلسطينيًا من طوباس، غالبيتهم من عائلات مطاردين، في محاولة للضغط عليهم لتسليم أنفسهم. ومن بين المعتقلين: والد الشاب وسيم اللطفي، ووالد الأسير المحرر منير الباسل وأشقاؤه محمد وقسام، ووالد الأسير المحرر أسيد فقها، والشبان سليمان فقهاء، محمود محمد خراز، حمودة الرافت، إبراهيم أبو مطاوع، سمير عنبوسي، مثنى عبد الرازق، رامح العربي، شقيق الشاب معاذ المصري، محمد صوافطة شقيق الشهيد ياسين صوافطة، ومحمد أبو الطه.
وفي بلدة عقابا، اعتقل الاحتلال الشبان ربيع محمود أبو عرة، زياد أحمد أبو عرة، وأبو حسين البحيري، فيما فشلت في اعتقال الشاب محمد أبو الخير. كما اقتحمت قوات الاحتلال منازل لعائلات مطاردين وشهداء، من بينها منزل الشهيدين أحمد ومحمد الجغل.
واستخدمت قوات الاحتلال آليات عسكرية ثقيلة، بينها جرافتان إحداهما مجنزرة، وانتشرت قوات من المشاة والقناصة في عدة مناطق، ترافقها طائرات استطلاع مسيّرة على ارتفاع منخفض.
وتتعرض طوباس منذ أشهر لحملة مزدوجة من الاعتقالات، تشمل مداهمات ليلية من قبل الاحتلال، واعتقالات تنفذها أجهزة أمن السلطة بحق الشبان. وقد وجهت السلطة تهمًا لبعضهم تتعلق بمساعدة المقاومة أو إيواء المطاردين وأصدقاء الشهداء، وتم نقلهم إلى سجني جنيد وأريحا.
في مدينة نابلس، اقتحمت وحدة خاصة إسرائيلية محيط مستشفى الإنجيلي، وداهمت ساحته واحتجزت شابين، فيما اندلع حريق في أحد المنازل القريبة. منعت قوات الاحتلال طواقم الدفاع المدني من إخماد الحريق، وطالبت أحد الشبان بتسليم نفسه.
أما في محافظة بيت لحم، فقد اقتحمت قوات الاحتلال قريتي حرملة والعروج، واعتقلت عددًا من الشبان، ضمن سياسة المداهمات الليلية المتكررة. وفي ساعات الصباح، هدمت جرافات الاحتلال منزلًا في قرية وادي فوكين غرب بيت لحم، يعود للمواطن عصام باسم مناصرة، وتبلغ مساحته 150 مترًا مربعًا. وقد منعت قوات الاحتلال العائلة من إخراج أثاث المنزل ومحتوياته قبل تنفيذ عملية الهدم.
وفي محافظة سلفيت، هدمت قوات الاحتلال منزلين في بلدة بروقين غرب المدينة، ضمن سياسة الاستهداف المستمر للبنية السكنية الفلسطينية. كما أقدم مستوطنون على إضرام النار في صالة أفراح تقع بين بلدتي سيريا وبديا، وخطوا شعارات عنصرية على جدرانها، في استمرار لاعتداءات المستوطنين الممنهجة بحق ممتلكات الفلسطينيين.
وفي الأغوار الشمالية، واصلت قوات الاحتلال سياسة التهجير القسري، عبر تنفيذ عمليات هدم واسعة في تجمع الرأس الأحمر، تخللها مصادرة مساكن ومنشآت تعود لعائلات فلسطينية. وتأتي هذه الحملة في إطار المخطط الاحتلالي لإفراغ المنطقة من سكانها الأصليين، وتوسيع السيطرة على أراضيها.
في السياق الميداني، أُصيب مستوطن وتضررت عدة مركبات نتيجة سبع عمليات رشق بالحجارة والزجاجات الحارقة نفذها شبان فلسطينيون في مناطق متفرقة من الضفة، في ردّ مباشر على الانتهاكات اليومية المتواصلة من الاحتلال والمستوطنين.
إلى ذلك، لا تزال مدينة جنين ومخيمها تحت الاجتياح العسكري لليوم الـ78 على التوالي، فيما تدخل طولكرم ومخيماتها اليوم الـ72 من التصعيد العسكري، في ظل انتهاكات مستمرة واعتداءات متكررة.
وقد انطلقت دعوات فلسطينية واسعة لتصعيد المواجهة مع الاحتلال في مختلف نقاط التماس، ودعم المقاومة والفعاليات الشعبية في الضفة الغربية، رفضًا للعدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، واستمرارًا لحالة النهوض الشعبي الرافضة لكل أشكال القمع والاحتلال.