ترمب يواجه شغب لوس أنجلوس بـ 2000 فرد من الحرس الوطني – أخبار السعودية

قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترمب نشر 2000 عنصر من الحرس الوطني، وسط احتجاجات في لوس أنجلوس ضد سياسات الهجرة، حسبما أفادت وكالة «فرانس برس» نقلا عن مصدر رسمي.
وكان ترمب حذر السبت من أن الحكومة الفيدرالية قد تتدخل للتعامل مع الاحتجاجات المتصاعدة، ضد المداهمات التي تنفذها سلطات الهجرة بحق المهاجرين غير النظاميين في لوس أنجلوس.
وكتب ترمب على منصته «تروث سوشال»: «إذا لم يتمكن حاكم كاليفورنيا غافين نيوسوم ورئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس من أداء واجبيهما، وهو أمر يعلم الجميع عجزهما عنه، فإن الحكومة الفيدرالية سوف تتدخل لحل مشكلة أعمال الشغب والنهب بالطريقة التي يجب أن تحل بها».
وتستمر منذ الجمعة الاحتجاجات في لوس أنجلوس، التي ندد بها نائب كبير موظفي البيت الأبيض ستيفن ميلر ووصفها بأنها «تمرد» ضد الولايات المتحدة.
والسبت اشتبك أفراد أمن مع المحتجين في مواجهات متوترة بمنطقة باراماونت جنوب شرقي لوس أنجلوس، حيث شوهد أحد المحتجين يلوح بالعلم المكسيكي وغطى بعضهم أفواههم بأقنعة تنفس.
بداية الشرارة
وقعت المواجهة المتوترة في ضاحية باراماونت، على بُعد نحو 20 ميلاً جنوب وسط مدينة لوس أنجليس. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن المتظاهرين اشتبكوا مع موظفي الهجرة الفيدراليين بالقرب من متجر «هوم ديبوت» بالقرب من منطقة سكنية يقطنها العديد من اللاتينيين.
جاءت المواجهة بعد يوم من قيام موظفي هجرة ملثمين ومسلحين بمداهمات بارزة لأماكن عمل في مناطق متفرقة من لوس أنجليس، مما أثار حشوداً غاضبة وأدى إلى مواجهات استمرت لساعات.
ووفقاً لوكالة أسوشيتد برس، نفذ ضباط إدارة الهجرة والجمارك (ICE) أوامر تفتيش في مواقع متعددة يوم الجمعة، بما في ذلك خارج مستودع ملابس في حي الأزياء. وصرح ممثلو تحقيقات الأمن الداخلي ومكتب المدعي العام الأمريكي بأن الإجراء جاء بعد أن وجد القاضي سبباً محتملًا لاستخدام صاحب العمل لوثائق وهمية لبعض عماله.
وأفادت صحيفة الغارديان بأنه تم تسجيل قيام عناصر ملثمين بإخراج عدة أشخاص من متجرين لشركة هوم ديبوت في منطقة لوس أنجليس، ومن مقر شركة أمبينت أباريل لتصنيع الملابس في حي الأزياء بالمدينة.
وأفاد مدافعون عن حقوق الهجرة بأن المداهمات شملت أيضاً أربعة مواقع أخرى، بما في ذلك متجر دونات.
وشهدت المنطقة مشهداً متوتراً في الخارج عندما حاول حشد من الناس منع العناصر من المغادرة بالسيارة.
وأعلنت وزارة الأمن الداخلي في بيان لها أن عمليات دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE) الأخيرة في لوس أنجليس أسفرت عن اعتقال 118 مهاجراً، من بينهم خمسة أشخاص مرتبطون بمنظمات إجرامية وأشخاص لديهم سوابق إجرامية.
وعقب اعتقالات يوم الجمعة، تجمع المتظاهرون في المساء خارج مركز احتجاز فيدرالي، مرددين هتافات: «أطلقوا سراحهم، دعوهم يبقوا!».
أخبار ذات صلة
توترات وغاز مسيّل للدموع
يوم السبت، وسط هتافات تطالب بخروج عناصر إدارة الهجرة والجمارك (ICE)، لوّح بعض المتظاهرين بالأعلام المكسيكية، بينما أشعل آخرون النار في علم أمريكي، وفقاً لصحيفة لوس أنجليس تايمز.
امتلأ الجو بالغاز المسيل للدموع والدخان في الضواحي الجنوبية للوس أنجليس يوم السبت، حيث امتدت المواجهات بين سلطات الهجرة والمتظاهرين إلى يوم ثانٍ.
أُطلقت قنابل صوتية على الحشد، وأُغلق جزء من طريق سريع وسط مداهمات للمهاجرين غير الشرعيين. واستُخدمت كتل أسمنتية وعربات تسوق مقلوبة كحواجز طرق بدائية.
في هذه الأثناء، وقف أفراد من دوريات الحدود، مرتدين ملابس مكافحة الشغب وأقنعة الغاز، حراساً خارج منطقة صناعية في مدينة باراماونت، وأطلقوا الغاز المسيل للدموع بينما تجمع المارة والمتظاهرون في منتصف الشارع.
تدخل الحكومة الأمريكية
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حذر يوم السبت من أن الحكومة الفيدرالية الأمريكية «ستتدخل لحل المشكلة»، حيث هدد مسؤول الحدود بنشر الحرس الوطني. وقال ترمب على منصة «تروث سوشيال» الخاصة به مشيراً إلى الحاكم غافن نيوسوم باسمٍ مُهين: «إذا لم يتمكن الحاكم غافن نيوسوم، حاكم كاليفورنيا، وعمدة لوس أنجليس كارين باس، من أداء مهماتهما، وهو ما يعلم الجميع أنهما عاجزان عنه، فإن الحكومة الفيدرالية ستتدخل لحل مشكلة أعمال الشغب والنهب بالطريقة الصحيحة!».
وصرح وزير الدفاع الأمريكي هيغسيث بأنه إذا استمر العنف في لوس أنجليس، فستتم أيضا تعبئة القوات العاملة.
وقالت الحاكمة غاين نيوسوم إن الحكومة الفيدرالية «تتجه للسيطرة على الحرس الوطني في كاليفورنيا ونشر 2000 جندي»، وحذرت من أن ذلك لن يؤدي إلا إلى تصعيد التوترات. ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن نيوسوم قوله: «هذه مهمة خاطئة وستؤدي إلى تآكل ثقة الجمهور».
في غضون ذلك، نشرت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم رسالة على وسائل التواصل الاجتماعي موجهة إلى «مثيري الشغب في لوس أنجليس»، وقالت: «رسالة إلى مثيري الشغب في لوس أنجليس: لن توقفونا أو تبطئونا. ستواصل دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية تطبيق القانون. وإذا اعتديتم على ضابط إنفاذ قانون، فستُحاكمون بأقصى عقوبة ينص عليها القانون».
مقاضاة المخالفين
في أعقاب الاشتباكات الأخيرة في لوس أنجليس، تعهدت السلطات بمقاضاة المخالفين وحذرت من تصعيد الوجود الأمني، وفقاً لوكالة فرانس برس.
وقال توم هومان، المسؤول عن أمن الحدود في إدارة ترمب، على قناة فوكس نيوز: «نحن نجعل لوس أنجليس أكثر أماناً. ينبغي على العمدة كارين باس أن تشكرنا». وأضاف: «سنستدعي الحرس الوطني الليلة».
وقال نائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي دان بونجينو إنه تم اعتقال العديد من الأشخاص عقب اشتباكات يوم الجمعة. وأضاف على قناة إكس: «أنتم تجلبون الفوضى، وسنجلب الأصفاد. سيسود القانون والنظام».