عيون جافة! – أخبار السعودية

جفاف العين، مرض شائع يصاب به الإنسان عندما لا تستطيع دموع عينيه توفير الترطيب الكافي مسببة التهاباً لسطح العين وحدوث تليف فيها. وبحسب المختصين في جراحة العيون، فإن جفاف العين يؤدي إلى عدم راحة الانسان نتيجة شعوره بحرارة وألم، وعادة ما يوصي الأطباء بصرف قطرات لترطيب العين. وحذرت وزارة الصحة، «من التعرض للرياح، أو الغبار، أو الهواء الجاف، أو الدخان، وعدم الجلوس ساعات طويلة أمام الشاشات مع عدم خضوع العين للرمش»، وأشارت إلى أن من المسببات الخضوع لعملية تصحيح النظر (الليزك)، والتقدم في العمر بعد الـ65. وقالت: «إن النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض نتيجة لتغيرات في الهرمونات (انقطاع الطمث)»، وأشارت إلى أن الإصابة ببعض الأمراض من المسببات كالسكري والغدة الدرقية والتهاب المفاصل الروماتويدي، وبعض الأدوية من أسباب الإصابة بجفاف العين منها مضادات الاحتقان وضغط الدم ومضادات الاكتئاب. وقالت وزارة الصحة «أن هذا المرض شائع وغالباً يكون مزمناً، وحذرت من عدم استخدام مجفف الشعر بقدر الإمكان، والابتعاد عن الغرف الدافئة، وحماية العين من الرياح بارتداء النظارات الخاصة، واستخدام مرهم أو قطرات للعين قبل النوم مباشرة، مع ضرورة استشارة الطبيب المختص». من جانبها، قدّرت منظمة الصحة العالمية، «نسبة انتشار هذا المرض بـ15% في العالم وتصل إلى 50% بين مستخدمي العدسات اللاصقة، ويمكن أن يصيب المرض نحو 300 مليون شخص حول العالم وفقاً لتقديرات رسمية»، وتشير إحصاءات الى إصابة 10- 20% من سكان أمريكا بجفاف العين.
وأشارت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون إلى أن «المرض آخذ في الازدياد بين الشباب وكبار السن، ما يُحتّم على الأطباء المختصين إيجاد أفضل السبل لعلاجه»، حتى أن خبيرة علاج جفاف العين الدكتورة أنات جالور، الحاصلة على ماجستير الصحة العامة في معهد باسكوم بالمر للعيون في ميامي شدّدت على بذل المزيد من الجهد لمكافحة جفاف العين.
اغسلوا رموشكم!
طبيب البصريات المهتم بالتثقيف والتوعية وصحة العين محمد الحربي، كان قد أشار إلى «دراسة حديثة بينت أن من بين عشرة أشخاص بالسعودية، ثلاثة يعانون من جفاف العين، فيما أكدت دراسات سابقة أن نسبة انتشار جفاف العين بالسعودية قد تصل إلى ٧٥% والأسباب ترجع للأجواء الحارة والجافة، وكثرة التعرض للمهيجات وهواء التكييف وغيرها من العوامل. وكثير من شكاوى المراجعين لعيادات العيون تكون بسبب الإصابة بالجفاف، الذي يؤثر على إنتاجية الشخص، لذلك من الضروري الحرص على تنظيف وغسيل منطقة الرموش والجفن مع استخدام كمادات دافئة يومياً وقطرات ترطيب للعين».
أما أخصائي البصريات الدكتور حمدي جوهر، فبين لـ«عكاظ» أن جفاف العين مجموعة من الأعراض؛ حرقان وألم وشعور بجسم غريب بالعين مثل الرمل واحمرار ورؤية ضبابية إضافة إلى حساسية للضوء، وقد تفرز العين كمية مفرطة من الدموع كرد فعل لتهيج العين ولا تستطيع هذه الكمية أن توفر الترطيب اللازم للعين، وتتكون الطبقة الدمعية من ثلاث طبقات الطبقة الزيتية الخارجية والطبقة الوسطى التي تحتوي على الماء والطاقة الداخلية وهي المخاط ولكل منها وظيفته في الحفاظ على ترطيب العين.
لا علاقة للبكاء بالجفاف
الدكتور جوهر قال: «إن الحل لجفاف العين يبدأ من ارتداء النظارة الشمسية عند التعرض للشمس، وعدم النظر لفترات طويلة الى الشاشات دون داع، وعدم التدخين، والنوم مبكراً، واستخدام القطرات المرطبة التي تحتوي على تركيبة تشبه دموع العين، وتركيب سدادات في القناة الدمعية لتحفيز الغدد الدمعية لإفراز كمية أكثر من الدموع عن طريق اجهزة خاصة». ونفى الدكتور جوهر وجود أي علاقة بين البكاء الشديد وجفاف العين، وقال الدكتور جوهر: على العكس البكاء يساعد العين على الترطيب والتنظيف وحمايتها من أي شوائب بداخلها فالدموع تساعد على حماية سطح العين وتزودها بالعناصر الغذائية والأكسجين وكل الذي يسببه البكاء الشديد هو احمرار للعين مؤقتاً.
وأضاف: الحال نفسه ينطبق على الحزن، والعامل المشترك هو تأثيرات الحزن النفسي على الإنسان وهنا تصاب العين بالجفاف.
3 من 10
أخصائي طب وجراحة العيون الدكتور جابر عبد الرزاق، أشار إلى دراسة حديثة أظهرت أن ثلاثةً من بين عشرة أشخاص في المملكة العربية السعودية، يعانون من جفاف العين لعدم توفر الترطيب الكافي، وقال لـ«عكاظ»: «إن السبب يعود الى عدم كفاية الدموع في العين وعدم استقرارها على سطحها الخارجي، ما يؤدي لظهور أعراض جفاف العين عند الاستيقاظ من النوم، وعند التعرض للرياح والحرارة الجافة، فيحدث تبخر مفاجئ لطبقة الدموع السطحية، مع عدم قدرة الغدد الدمعية على إنتاج دموع كافية نتيجة خلل وظيفي، ما يسبب ظهور الأعراض المرتبطة بجفاف العيون، مثل الحرقان والخشونة والإفرازات اللزجة أحياناً والحساسية للضوء، والاحمرار الملازم للعينين، وقد يصاحب الأعراض صعوبة في الرؤية لارتداء العدسات اللاصقة والقيادة ليلاً نتيجة الضبابية التي تصاب بها العين».
وحذر الدكتور جابر من عدم مراجعة الطبيب عند الشعور بأي جفاف في العين وبالذات كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة، أو الذين يجرون جراحات ليزر لأعينهم، وحتى النساء عند حملهن، والشباب عند الإصابة بحب الشباب، فهذه العوامل توجب ضرورة مراجعة طبيب العيون لتحديد العلاج، لأن في كثير من الحالات تكون مزمنة وبالتالي يتنوع العلاج بحسب شدة الحالة ومسبباتها، فالحالات البسيطة قد يستغرق علاجها بين أيام إلى أسابيع، مع استخدام القطرات المرطبة، وتغيير بعض العادات، لكن الحالات المزمنة أو المرتبطة بأمراض أخرى تتطلب علاجاً مستمراً للتحكم في الأعراض، كما أن المتابعة مع الطبيب تساعد على تقييم التحسن وتعديل العلاج حسب الحاجة.
متى يقل معدل الرمش؟
أوضح مشرف قسم البصريات بالتجمع الأول رئيس قسم البصريات بمستشفى الملك عبدالعزيز بجدة الدكتور يوسف صالح غوص، أن جفاف العين حالة تحدث عندما لا تنتج العين كمية كافية من الدموع أو عندما تكون مكونات الدموع غير متوازنة، ما يؤدي إلى شعور بعدم الراحة، حرقة، أو إحساس بجسم غريب داخل العين، مشيراً إلى أن دموع العين الطبيعية تتكون من ثلاث طبقات رئيسية تعمل بتناغم لحماية العين والحفاظ على رطوبتها، تتمثل في الطبقة الدهنية (السطحية) التي تمنع تبخر الدموع بسرعة، فيما تعمل الطبقة المائية (الوسطى) على تغذية العين وتبقيها رطبة، وتساعد الطبقة المخاطية (الداخلية) على توزيع الدموع بشكل متساوٍ على سطح القرنية، وأي خلل في إحدى هذه الطبقات قد يؤدي إلى جفاف العين. وأضاف أن «جفاف العين ليس مقتصراً على الكبار، بل يمكن أن يصيب الأطفال أيضاً، خصوصاً مع زيادة استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ويقل معدل الرمش أثناء التركيز على الشاشة، ما يؤدي إلى جفاف ملحوظ حتى عند الصغار». وأوضح الدكتور يوسف أن دراسات حديثة أشارت إلى أن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية عند الأطفال قد يضاعف من مشاكل العين، وأبرزها: قلة معدل الرمش وإجهاد عضلات العين، لذلك نصح المختصون بضرورة تحديد أوقات لاستخدام الأجهزة، وتشجيع الطفل على أخذ فترات راحة منتظمة.
الدكتور يوسف يرى أنه حتى الكبار يجب عليهم عدم التعرض المباشر للمكيفات أو الهواء الجاف، وأن يطبقوا قاعدة (20-20-20) كل 20 دقيقة، النظر لمسافة 20 قدماً لمدة 20 ثانية عند استخدام الشاشات، والمحافظة على ترطيب الجسم بشرب كميات كافية من الماء، محذراً من ارتداء العدسات اللاصقة لفترات طويلة لأنها قد تزيد من احتمالية جفاف العين، مع ضرورة تجنب النوم بالعدسات، واستخدام القطرات المرطبة المخصصة لمستخدمي العدسات، وعدم تجاوز مدة الاستخدام الموصى بها من الطبيب أو الشركة المصنعة.
أخبار ذات صلة