«كوفيد».. هل أضحى «نسياً منسياً» ؟
على رغم أن وباء فايروس كورونا الجديد (كوفيد-19) بات نسياً منسياً؛ فإن الفايروس يواصل التفشي وسط التجاهل، والإهمال، والاعتقاد بأنه انتهى. فقد ارتفع ظهر أمس (الثلاثاء) العدد التراكمي لإصابات العالم منذ اندلاع هذه النازلة إلى 685 مليوناً. وارتفع عدد وفيات الوباء العالمي أمس ليصل إلى 6.84 مليون وفاة منذ اندلاعه في نهاية 2019. وتقترب الدول الأشد تضرراً من كوفيد-19، على مستوى العالم، من تسجيل قفزات جديدة إلى عدد أكبر من الإصابات والوفيات. ففيما تزحف الولايات المتحدة -الأولى عالمياً- صوب 107 ملايين إصابة؛ تزايد عدد الحالات الجديدة في الهند، حتى أن الحكومة الهندية قررت تعزيز قدرات الفحص في ولايات البلاد لكبح التفشي المتنامي. وتقترب الهند من تسجيل 45 مليون إصابة منذ بداية النازلة. أما فرنسا التي تحكّرت في المرتبة الثالثة عالمياً من حيثُ عددُ الإصابات؛ فقد باتت قاب قوسين أو أدنى من بلوغ 40 مليون إصابة. وتخطو كوريا الجنوبية -السابعة عالمياً- نحو تسجيل 31 مليون إصابة. وتقف وراءها إيطاليا -الثامنة عالمياً- التي توشك على بلوغ 26 مليون إصابة. وأشارت دراسة قام بها باحثو مركز الوبائيات الإكلينيكية، التابع لوزارة قدامى المحاربين الأمريكية إلى أن فايروس كورونا الجديد لا يزال قادراً على الفتك بالبشر، إلى درجة أن قدرته على القتل تفوق قدرة فايروس الإنفلونزا على القتل بـ60%. وعلى رغم أن سلسلة اللقاحات الفعالة التي تم ابتكارها لمناوأة كوفيد-19، والأدوية التي أظهرت كفاءة في تقليص احتمالات الوفاة، أدت إلى خفض مستوى الوفاة بكوفيد-19 خلال الشتاء الأخير إلى 6% فقط، مقارنة بما يراوح بين 17% و21% خلال سنة 2020؛ فإن تلك النسبة لا تزال مرتفعة، مقارنة بـ3.7% هي نسبة تسبب فايروس الإنفلونزا في وفاة من يصيبهم. وقال استشاري مكافحة الأوبئة الأمريكي الدكتور زياد العلي، إن الخلاصة التي توصل إليها الباحثون ينبغي أن تُفسّر بأنها تؤدي أيضاً إلى أن احتمالات التنويم في المشافي للمصابين بكوفيد أكبر ضعفين أو ثلاثة أضعاف ممن يتم تنويمهم بمرض الإنفلونزا في الولايات المتحدة. وتشير إحصاءات المركز الأمريكي للحد من الأمراض ومكافحتها إلى أن نحو 22 ألف أمريكي توفوا بالإنفلونزا خلال موسم الإنفلونزا 2019 – 2020، فيما أدى كوفيد-19 إلى وفاة 350 ألف أمريكي خلال 2020 وحدها. وكان الدكتور زياد العلي، نشر دراسة خلال سنة 2020، أكدت أنه مقارنة مع المصابين المنومين بالإنفلونزا؛ يواجه المنومون بكوفيد-19 مخاطر الإصابة بفشل كلوي حاد، وجلطات دموية خطيرة، وتعقيدات أشد خطورة في القلب والأوعية الدموية. وقال الأستاذ المساعد للطب الإكلينيكي بجامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو الدكتور لكشمي سانتوش، إن المنومين بكوفيد-19 يصابون بتعقيدات أكبر في وظائف أعضاء الجسم، مقارنة بالمنومين بالإنفلونزا.
وفي سياق ذي صلة؛ أعلن مسؤولو البيت الأبيض ووزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية أمس الأول، أن إدارة الرئيس جوزيف بايدن قررت استثمار أكثر من 5 مليارات دولار للتعجيل بابتكار لقاحات وأدوية جديدة لوباء كوفيد-19. ويهدف المشروع، الذي أطلق عليه «مشروع الجيل التالي»، إلى توفير حماية من جميع فايروسات كورونا، ومنها الفايروس الذي يسبب مرض كوفيد-19 لئلا تمثل هذه الفايروسات تهديداً للإنسانية في قادم الأيام. وقالت متحدثة باسم وزارة الصحة الأمريكية (الإثنين)، إنه فيما لا تزال اللقاحات الراهنة فعالة جداً في منع تفاقم المرض وحدوث الوفاة، «إلا أنها أقل قدرة على تقليص عدد الإصابات الجديدة وتفشي العدوى». وأضافت: ظهور متحورات فايروسية جديدة، وانحسار المناعة بمرور الوقت يمكن أن يمثلا تحدياً لمنظومات الرعاية الصحية خلال السنوات القادمة. وقال البيت الأبيض، إن الإدارة ستنفق ما لا يقل عن 5 مليارات دولار بالتعاون مع القطاع الخاص، للتعجيل بتطوير وتوزيع الجيل التالي من اللقاحات والأدوية، من خلال تعاون وثيق بين القطاعين العام والخاص.
أعلنت
شركة غيليد ساينسيز الدوائية الأمريكية (الثلاثاء)، أن بيانات المرحلة الأولى من تجربتها السريرية لدواء مضاد لكوفيد-19 ابتكره علماؤها، شجعتها على البدء قريباً في المرحلة الثانية من التجربة السريرية على العقار الذي سمته الشركة «أوبيلديسفير». ويهدف الدواء لمنع فايروس كورونا الجديد من استنساخ نفسه داخل الجسم، ليقهر نظام المناعة. وتعتقد الشركة، أن دواءها الجديد يمكن أن يحل مشكلات الأعراض خلال فترة مبكرة من الإصابة بالعدوى. وهي تدرس إمكان معرفة تأثيره المحتمل على مرض كوفيد المزمن. وقالت الشركة، إن هذا العقار الجديد يمكن تناوله على معدة خاوية. ولم تسفر التجربة الأولية عن أي مضاعفات سالبة. وتجري حالياً مرحلة متقدمة من تجربة سريرية لمعرفة قدرة أوبليديسفير على معالجة المرضى غير المنومين بكوفيد-19.
أكدت
الصين (الثلاثاء)، أن لقاح كوفيد-19، الذي طورته شركة صينية بتكنولوجيا مرسال الحمض النووي الريبوزي mRNA، هو خيارها المفضل لتعميم الجرعة التنشيطية لتعزيز الحماية من كوفيد-19. وقالت المفوضية الصحية الوطنية الصينية، إن لقاح شركة CSPC، الذي يستهدف سلالة أوميكرون، ولقاحاً مماثلاً طورته شركة ساينوسلتك، ويستهدف 4 متحورات منها أوميكرون، سيكون أفضل خيار لتحصين البالغين. وكانت الصين تعتمد في تحصين سكانها على لقاحات تم صنعها بالتكنولوجيا القديمة أقل قدرة على تحقيق النتائج التي أظهرها لقاحا شركتي موديرنا وفايزر الأمريكيتين. لكن الصين لم تسمح باستخدام اللقاحين الأمريكيين إلا بعدما قررت التخلي عن إستراتيجية «صفر كوفيد» مطلع ديسمبر 2022، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 80% من شعب الصين بالفايروس.