اخبار تركيا
أخر الأخبار

الحياة الجامعية والثقافية المحلية في تركيا

مثل أي بلد تجمع تركيا العديد من الثقافات والأعراض تحت مظلة واحدة وهي العلم التركي والقومية التركية، ونتيجة التقدم والتطور الذي حل بالمجتمع التركي بدأت هذه الثقافات بالاحتكاك مع الآخرين بحكم تنمية عدة قطاعات منها الصناعة والتجارة والسياحة والدراسة في تركيا، ونتيجة هذا الاحتكاك المباشر كان للثقافة التركية طابع مميز أثر على الحياة الجامعية والثقافية للمقيمين في تركيا بشكل عام.

بداية لنتحدث عن الحياة الجامعية والدراسة في تركيا ببعض التفاصيل الهامة والدقيقة التي تساعد الطالب على التأقلم مع الحياة في تركيا، وربما قبل أن يصل إليها من خلال التحضير الجيد لرحلة قد تمتد لأعوام، وربما تطيب للطالب الرغبة بالبقاء هنا ومزاولة الأعمال والمشاريع الخاصة وبذلك بدء حياة متكاملة.

تعلم اللغة التركية مفتاح أساسي

قبل السفر  إلى تركيا حاول أن تتعلم بعض الكلمات والمصطلحات التركية المساعدة لك في السؤال عن الاتجاه مثلا أو كيفية معرفة الحافلة أو كيفية شراء شيء ما قد تحتاجه بعد الخطوات الأولى في أحد بوابات تركيا البرية أو البحرية أو الجوية، اليوتيوب اليوم يعج في القنوات ومقاطع الفيديو المساعدة لذلك والمشتركون فيها بالملايين، ستتفاجأ طبعا بأن هناك العديد من الكلمات العربية الأصل موجودة باللغة التركية بتغيير بسيط يتناسب مع تشكيل أحرف وكلمات اللغة التركية، تعلم اللغة ليس بتلك الصعوبة لا تتوهم ذلك ولا تدع أحد يهيمن عليك بأفكاره السلبية التي تخصه وحده!

الاختلاط مع الأتراك بالفعاليات الطلابية

باعتبارك طالباً في أحد الجامعات التركية لن يكون هناك مجالاً للانطواء على النفس والعيش بعزلة الغريب، اندفع بحيوية وكون صداقات حقيقة مع قرنائك وزملائك من الأتراك وحاول ألا تتكلم الا باللغة التركية معهم ومع زملائك العرب أيضا، سيقدر لك أصدقاؤك هذا الجهد وسيبذلون جهد مضاعف لشرح الكثير من الأمور والمصطلحات حتى تصل إلى مرحلة إتقان اللغة التركية وفهم الكلام العميق مثل المزاح والنكات وغيرها، وبذلك سنهنئك على أنك أصبحت قادراً على التعايش مع هذا النسيج الاجتماعي الملتف حولك.

التعمق بالعلاقات التركية له جانب إيجابي فكلما كانت علاقتك مميزة أكثر كلما استطعت التوغل – وهنا نقصد التوغل الإيجابي – في تفاصيل الثقافة التركية ومعرفة التصرف المناسب في كل مكان وزمان، مثلا من المهم معرفة بعض القواعد الأساسية التي ربما تدخلك على قلوب الأتراك دون باسوورد، الشعب التركي يعشق الشاي مثلا فإياك أن ترفض تنازل الشاي ولو لرشفة، بالمقابل من المعيب الدخول لمنزل أحد الأتراك بالحذاء عليك خلعه خارجاً ليقدم لك ما تلبسه داخل المنزل، ولو جالست إنسان كبيراً لا تتحدث إلا باللغة التركية فهو قد يفهم تحدثك بلغة أجنبية أمامه بأنها إهانة!

هناك العديد من التوصيات الأخرى مثل عدم التدخين داخل المنزل إلا بإذن من صاحب المنزل، أو رفع الصوت والقهقهة بشكل مرتفع، أو التعرض لأحد الفرق الرياضية التي يقدسها الشخص الماثل أمامك، فالشعب التركي عاشق للرياضة وربما يكون من المشجعين ببسالة عن فريقه ضد الفرق الأخرى!

ولكن قبل أن تمتد الصداقة إلى ذلك الحد؛ من أين سيبدأ الاختلاط بالطلاب وكيف؟ الأنشطة الطلابية التي يمارسها الطالب خلال الدراسة في تركيا تساعد على تكوين علاقات اجتماعية ذات طابع معين، الكثير من الجامعات تؤسس النوادي الطلابية التي تعتمد على المواهب أو الاهتمامات أو القضايا، فمثلا ستجد نادٍ للطلاب المهتمين بالموسيقى والعزف ومع مرور الوقت سيتآلف الطلاب الموهوبين لتشكيل فرقة معينة والمشاركة بالفعاليات والمهرجانات الطلابية التي تنظمها الجامعات بشكل دوري، الرياضة حاضرة بقوة من خلال دوريات كرة القدم بين طلاب الكليات في الجامعات أو حتى الدوريات للألعاب الفردية مثل التنس والشطرنج وغيرها.

القراءة عامل مهم لتبادل الثقافات أيضا، وحسب إحصائيات رسمية فإن متوسط عدد الكتب التي يقرأها الفرد التركي ما متوسطه 9.2 كتاب سنوياً حسب إحصائيات تعود للعام 2018، هناك العديد من النوادي الشعرية أو الأدبية أو المجلات العلمية التي تدعمها الجامعات التركية والمجال مفتوح حتى للمبادرات الفردية بالتنسيق مع إجارة النوادي والنشاطات الاجتماعية في الجامعات.

الحياة المحلية في تركيا

السؤال عن المعيشة في تركيا، أمر شائع جدا لا سيما للطلاب الراغبين في الدراسة في تركيا، الامر يتعلق بموافقة الوالدين على الخطة الاقتصادية للاب الذي سينتقل من عش الأبوية للعيش منفرداً في أغلب الأحوال في بلد الاغتراب تركيا، الأمر مثير للطالب ولكنه مرهق بعض الأحيان للأبوين لذا ننصح القراء ولا سيما ذوي الأطفال الصغار بتعليم الأطفال من الآن على التدابير المالية ومحاولة تلقينهم آليات ودروس بالاعتماد على النفس، فالأمر سينعكس بالفعل على شخصية الطالب حينما يكبر وسيكون مدرك للمسؤوليات والعقبات وتنفيذ خطط العيش بحال الاغتراب عن الاهل.

اتبع بعض هذه النصائح واختر لنفسك ما يناسبك، هذه ليست مقاييس مفصلة وثابتة وإنما هي مجموعة من الحالات العامة التي مر فيها العديد منا خلال الإقامة والدراسة في تركيا، وهذا بالطبع سيسهل عليك الحياة القادمة.

القوانين صارمة حاول ألا تخالف!

المقصود هنا المخالفة بكل نواحي الحياة وليس مفهوم المخالفة الجنائية فقط وهو مفروغ من أمره، مثلاً من أجل تصديق شهادتك المدرسية التي تؤهلك لدخول الجامعة هناك تصديقات وأختام يجب أن تكون موجودة على شهاداتك الدراسية ولا يمكن التساهل بنقص أحدها!  التأخر عن موعد مقابلة الإقامة والبقاء دون تصريح رسمي يعرضك للترحيل ومنع الدخول مرة أخرى، لا تصل إلى حد الاستهتار ومن ثم لوم الجهات المعنية على عدم تعاونها معك، ببساطة كن نظامياً تجد أن أمورك ستمشي بسلاسة دون أية عقبات، أيضا تسديد رسوم الجامعة بشكل ناقص يعرضك لتجميد القيد الجامعي وقد يؤدي ذلك لإبطال الإقامة والحاجة لمغادرة تركيا فورا، وهناك العشرات من القوانين الأخرى المتعلقة بتسديد الفواتير ودفع أجرة المنازل وغيرها.

عليك فقط أن تكون على دراية بالأنظمة والقوانين، استشر أصدقائك والمقيمين سابقاً من أجل الحصول على نظرة وفهم أوسع من أجل الأمور الرسمية المقبل عليها ودون أدنى شك ستكون بالحيز الإيجابي دون الوقوع بأية مشاكل.

المعاملات المالية في تركيا

فهمك لإجراءات المعاملات المالية في تركيا سيساعدك كثيراً في حل العديد من العقبات التي تواجهك، افتح حساباً بنكياً في ذات البنك الذي تدفع من خلاله قسطك الجامعي، لتحقق فائدتين من ذلك الأولى عدم الانتظار في البنوك من أجل إجراءات الدفع، الأمر يصبح أسهل عبر تحويل المبلغ عبر تطبيق الموبايل وإرسال صورة عن إيصال التحويل للجامعة، والأمر الثاني هو شراء البضائع والمنتجات من المتاجر أو عبر التطبيقات الالكترونية، والاستفادة من العروض، هنا بلد تجاري بامتياز وهناك فرصة دائما للحصول على حسومات كبيرة ولكن يلزمها بعض المتابعة، ولا يمكننا أن ننكر أن الإناث لديهم المهارة الكبيرة لمتابعة هذه الأحداث!

الخلاصة!

تستطيع أن تسعد نفسك بأبسط الأشياء في تركيا كالرحلات في الطبيعة ضمن مجموعات أو بشكل فردي، وتستطيع أن تبني أثراُ جميلاً عن ثقافتك التي جئت منها وبقدر تعمل على إنشاء مجتمع مثالي ومساهم ومساعد لك ستجد أن الدراسة في تركيا والعيش فيها من أفضل ما استطعت أن تحققه في حياتك.